الثلاثاء 2021/10/26

آخر تحديث: 15:36 (بيروت)

الراعي "يحمي" جعجع ودريان "يحصّن" حسان دياب

الثلاثاء 2021/10/26
الراعي "يحمي" جعجع ودريان "يحصّن" حسان دياب
قرر الراعي القيام بجولة على الرؤساء الثلاثة (مجلس النواب)
increase حجم الخط decrease
حركة روحية-سياسية على أكثر من خط، يقودها البطريرك الماروني، بشارة الراعي، بعد التعقيدات التي وصل إليها لبنان، بفعل الانقسامات السياسية حول ملفات قضائية متعددة. فقرر الراعي القيام بجولة على الرؤساء الثلاثة، بدأها بزيارة إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وتخلل اللقاء مائدة غداء. وشملت جولة الراعي اللقاء برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، واختتمها بزيارة إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون.

حلول برّي
وبلا شك أن الملفات القضائية حاضرة في الجولة خصوصاً التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت، واستدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، للاستماع إلى إفادته من قبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، لدى مديرية المخابرات في وزارة الدفاع. ويبلغ الراعي جميع المعنيين رفضه لمنطق الاستنسابية واستفراد أي طرف في ملف الطيونة.

وقال الراعي بعد لقائه برّي: "يجب أن نخرج من الواقع الذي نحن فيه، وبرّي لديه أفكار مهمة للحلول، وانا أقبلها وسأعمل عليها، واليوم لا يمكن إلا أن نجد الحلول لما نحن فيه، كلٌ من موقعه. ولبنان يموت اليوم، وشعبه يهاجر، والمؤسسات تتفكك، واليوم ليس هو المكان المناسب كي أعلن عن الحلول التي تحدث عنها برّي. اليوم أزور شخصاً مسؤولاً وله حلول ورؤية ويعرف أين الطريق للحل".

ورداً على سؤال، اعتبر الراعي بأن "الزيارة إلى عين التينة تحصل في الأيام الصعبة، وأمام هذا الوضع الصعب لا يمكن أن نتحدث عبر الهاتف، ونحن نطالب بأن يكون القضاء حراً ومستقلاً وأن لا يكون تحت الضغط". وأضاف الراعي "نحن نستهجن استدعاء رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى القضاء، ونحن لا نعلم معطيات القضاء لهذا الاستدعاء. وهل إذا ذهب أنصار أو أعضاء من حزب معين وقتلوا أو اقترفوا أي شيء آخر، هل نستدعي رئيس الحزب؟ وأكد بأنه لا يستطيع الحكم لأنه لا يملك معطيات وهو فقط عبر عن استهجانه. وأكد أن هناك خريطة طريق للحلول، ولكن لا مقايضة بين حادثة الطيونة وانفجار المرفأ. وقال الراعي: بلغني أن أحد الموقوفين تعرض للتعذيب وموجود في العناية الفائقة ومكبل اليدين."


وبعد لقائه ميقاتي قال الراعي إنه "لا يجوز الإبقاء على ​مجلس الوزراء​ معطّلاً وألا يتمكن من الاجتماع للأسباب المعروفة، ولا ​الأزمة​ الاقتصادية على ما هي عليه". ولفت الراعي إلى "إن علاقة صداقة قديمة تجمعني برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكان من الضروري أن أزوره في هذا الظرف الصعب الذي نمرّ فيه، وقد طرحنا حلولاً معه ومع رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه برّي​ قبله". وأكد "إننا متفقون على الحلول ذاتها، انطلاقاً من الدستور والقوانين، وسأعود مطمئن البال، فهناك باب للحل انطلاقاً من روح المسؤولية لتعود البلاد لاستعادة حياتها"، موضحاً أنه "لا يمكننا امام الرأي العام العالمي أن تبقى الدولة معطلة".

وبعد لقائه مع الرئيس ميشال عون، أشار ‏البطريرك الراعي إلى أن "الأمور تحل سياسياً وليس في الشارع"، وقال: "لقد طرحت حلاً دستورياً على رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووجدت كل التجاوب معه عند فخامة الرئيس"، وقال: "إن الحل لا يكون بالشارع وبالسلاح والاستقواء وفرض الرأي، بل بالسياسة والدستور".

دريان ودياب والسفير السعودي
من جهة أخرى استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، الرئيس حسان دياب وتم تداول آخر المستجدات على الساحة اللبنانية. وأكد المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان، أن "موقف المفتي دريان من جريمة تفجير مرفأ بيروت لا يتغير بتغير الزمان والمكان، إما رفع الحصانات عن الجميع من دون استثناء أو اعتماد الآليات الدستورية والقانونية المعمول بها في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء". أضاف البيان: "أبدى المفتي دريان حرصه على تحقيق العدالة، وأن يؤخذ بعين الاعتبار أن الرئيس حسان دياب يخضع للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، بحسب ما نص عليه الدستور اللبناني، ولا يمكن أن نرضى بغيره إلا بعد التعديل والتوافق عليه في المجلس النيابي".

واستقبل دريان في دار الفتوى، السفير السعودي وليد بخاري على رأس وفد من أركان السفارة، وتم تداول أوضاع لبنان والمنطقة. وأفاد المكتب الإعلامي في بيان ان "السفير بخاري شدد على أهمية التواصل الدائم مع دار الفتوى المرجعية الدينية والوطنية المعتدلة، التي تحافظ على دورها الجامع في الأزمات التي يشهدها لبنان. وأكد أن المملكة العربية السعودية حريصة على أمن واستقرار لبنان ومؤسساته، وعلى العيش المشترك الإسلامي المسيحي وتعزيزه، وعلى علاقاته الأخوية بين البلدين. كما أكد أنه لا شرعية لمشروع وخطاب الفتنة، ولا شرعية لمشروع يقفز فوق هوية لبنان العربي، مبدياً تعاطفه ومحبته للشعب اللبناني الذي يناضل من أجل حرية بلده وسيادته وعروبته". وغرّد بخاري عبر حسابه على "تويتر": "لا شرعيّة لمشروع وخطاب الفتنة ولا شرعية لمشروع يقفز فوق هوية لبنان العربي."

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها