الخميس 2021/10/21

آخر تحديث: 00:02 (بيروت)

هوكشتاين يغير آلية التفاوض.. وعون يفاوض الأميركيين جانبياً

الخميس 2021/10/21
هوكشتاين يغير آلية التفاوض.. وعون يفاوض الأميركيين جانبياً
العودة للتفاوض من نقطة الصفر؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
يختبر اللبنانيون التنقّل في اهتماماتهم حتى الضياع. واليوم يتقدّم ملف ترسيم الحدود على ما عداه. آموس هوكشتاين، الموفد الأميركي لملف النفط، وكبير مستشاري الرئيس الأميركي لملف الطاقة العالمي، بدأ مهمته في لبنان بحثاً عن تسوية أو اتفاق لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وهو يقود مهمته وفق ما يصفها بـ"ديبلوماسية التنقل". أي أنه سينتقل في جولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل للبحث عن صيغة الحلّ المفترضة. وبدأ جولته بموقف للخارجية الأميركية أشار إلى أن واشنطن جاهزة لمساعدة لبنان وإسرائيل على إيجاد حلّ لمشكلة ترسيم الحدود.

تغير أسلوب المفاوضات
في لبنان يُطلق وصف الديبلوماسية المكوكية على مهمة هوكشتاين. وهذا يعني سقوط المفاوضات التي كانت تحصل سابقاً في مقر الأمم المتحدة في الناقورة، ويترأسها وفد عسكري برئاسة العميد بسام ياسين. سيكون المسار طويلاً حتماً، ويرتبط بتطورات سياسية وإقليمية في المنطقة.

آلية التفاوض التي يعمل عليها هوكشتاين هي اللقاء مع المسؤولين اللبنانيين، لسماع ما لديهم وإمكان اتفاقهم على صيغة موحدة للمساحة التي يطالب بها لبنان، في ظل خلافاتهم بين الخطين 29 الذي يمنح لبنان مساحة 2290 كلم مربع، والخطّ 23 المعتمد من قبل الحكومة اللبنانية في مرسوم صادر عام 2011، ويشير إلى أن مساحة لبنان هي 860 كلم مربع.

أجرى هوكشتاين مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين. استجمع ما لديهم من طروحات ومعطيات، ويتوجه بها إلى إسرائيل لعرضها مع المسؤولين هناك، وما يمكن الوصول إليه من حلّ أو تسوية.

خطة هوكشتاين
عادة، تستغرق مثل هذه المفاوضات الكثير من الوقت. وهي مشابهة لمفاوضات خاضها هوكشتاين وقبله فريديريك هوف وبعده ديفد ساترفليد وديفيد شينكر، لوضع اتفاق الإطار للتفاوض في الناقورة. حالياً يستعاد التفاوض وفق القواعد القديمة، وقد يعني ذلك رمزياً العودة للتفاوض من نقطة الصفر.

لم يتحدث هوكشتاين فقط بملف ترسيم الحدود واستخراج النفط، بل بحث أيضاً في ملف حصول لبنان على الغاز من مصر والكهرباء الأردنية. ولكن ذلك دونه شروط سياسية قد تكون مرتبطة لاحقاً بملف الترسيم. فيما يصر الأميركيون، حسبما تقول مصادر متابعة، على أن حصول لبنان على الغاز المصري والكهرباء الأردنية، كمحاولة تضعها جهات متعددة في خانة قطع الطريق على النفط الإيراني.

ومرر هوكشتاين في مباحثاته جملة أساسية: مهمته تنطلق من فكرة "العمل على حلّ مشكلة بين دولتين". وهذه الجملة لها أبعاد سياسية كثيرة. وقد تطيل من أمد المفاوضات أو تعرقل وصولها إلى حلّ، خصوصاً إذا كان المقصود هو ربطها ببعض المندرجات السياسية، أو طرح شروط لها علاقة بحزب الله ودوره في المقاومة، كما أنها ترتبط بمسار التفاوض الإيراني الأميركي.

عون يفاوض واشنطن
في المقابل تشير المصادر المتابعة إلى أن اتفاقاً عقد سابقاً بين مسؤولين لبنانيين وهوكشتاين، حول تغيير طريقة التفاوض، وعدم العودة إلى مفاوضات الناقورة. وتقول المعلومات إن وفداً قريباً من رئيس الجمهورية بحث مع مسؤولين أميركيين في هذا الأمر في واشنطن قبل مدة.

وقد يكون الاقتراح إنشاء شركة أميركية مهمتها تقاسم الثروات. وعرضت في هذه المباحثات إمكان أن يكون الطرف اللبناني المفاوض فريقاً موزع المهام، يضم عسكريين وتقنيين ومسؤولين في وزارة الخارجية. هذا في الأساس كان اقتراح هوكشتاين سابقاً، عندما كان مكلفاً البحث عن الوصول إلى اتفاق الإطار. وهو اقترح عدم الاستمرار في الصراع على الحدود، وركز على ملف النفط واستخراجه، معتبراً أنه في حال استمر الخلاف يمكن البدء بعمليات التنقيب. والمنتجات المستخرجة من مواقع مختلف عليها، تشتريها شركة أميركية وتهتم هي بتوزيع العائدات على الطرفين في انتظار حلّ المشكلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها