وتناول نصر الله ما وصفه بجلسات داخلية حصلت قبل أشهر مع سمير جعجع، لتحريض بعض حلفائه القدامى للدخول في مواجهة عسكرية مع حزب الله. وقال نصرالله إن هذه العقلية هي التي حضّرت المسرح لما جرى يوم الخميس. وشبه حزب القوات باللغم الذي تمكنّا من استيعابه ويحتاج إلى حلّ، لأنه قابل لأن ينفجر في أي وقت وأي منطقة. ولذلك لا بد من التأكيد للمسيحيين بأن حزب الله والشيعة ليسوا أعداء لهم، مستشهداً في ذلك على قتال حزب الله ضد التكفيريين في جرود البقاع وفي سوريا وفي حماية القرى والأديرة المسيحية، معتبراً أن حزب الله حافظ على وجود المسيحيين في مناطقهم، بخلاف منهج وسلوك القوات اللبنانية الذي أدى إلى تهجيرهم حيث وجدوا، واصفاً القوات اللبنانية بأنها أكبر تهديد للمجتمع المسيحي في لبنان. واستشهد نصر الله على ذلك بالقول إنه رفض فكرة المثالثة وأصر على المناصفة، علماً أن الفرنسيين في عهد جاك شيراك هم الذين عرضوا على إيران الذهاب إلى المثالثة في لبنان.
الحسابات الخاطئة
وتوجه نصر الله بنصيحة إلى حزب القوات بالتخلي عن فكرة الحرب الأهلية، لأن حساباته خاطئة، وقال لجعجع: "كل حساباتك خاطئة كما دائماً، وحزب لله حالياً هو في أكثر مراحل قوته وفقاً لحسابات الإقليم والمنطقة. وحزب الله ليس أضعف من منظمة التحرير. وبحال كنتم تفكرون بحرب أهلية، وكي تكون حساباتكم صحيحة، سأكشف رقماً لمنع الحرب الأهلية وليس للتهديد بها، وأنا معروف عني أنني لا أتكلم بشيء غير موجود. لدى حزب الله وهيكله العسكري 100 ألف مقاتل، مدربين ومنظمين ومجهزين بأسلحتهم المختلفة. فمع من تريد أن تجري حرباً أهلية؟ وهؤلاء تم إعدادهم لحماية البلد بمسيحييه ومسلميه وسيادة البلد وحدوده ونفطه وغازه". و"نحن قُتلنا في خلدة وضبينا حالنا، وقتلنا في الطيونة وضبينا حالنا، فلا تخطئوا الحساب.. وقعدوا عاقلين وتأدبوا".
رواية الأحداث
وعن مجريات ما حصل، قال نصر الله: "دعونا إلى اعتصام سلمي أمام قصر العدل، والأحداث حصلت على جزء آخر، عندما كانت آخر مجموعة متوجهة إلى قصر العدل، حصل إشكال واستفزازات. وهذا خطأ. وفجأة بدأ سقوط الشهداء. والصحيح هو أن إطلاق النار أتى من جهة محددة وأصاب ضحايا من جهة واحدة، ولم يكن هناك إشتباك". وطالب نصر الله بتحقيق حقيقي وجاد وسريع، لا أن يستمر أسبوعين أو ثلاثة. وطالب بمحاسبة المسؤولين الذين اعتدوا على الناس. وأشار نصر الله إلى أنه تم التداول بفيديو يقوم فيه عنصر من الجيش بإطلاق النار، وقيادة الجيش أصدرت بياناً بأن الجندي خاضع للتحقيق، وهذا ما نريده، ويجب أن يحاسب المسؤول عن قتل هؤلاء الشبان. واعتبر نصر الله أنه على الرغم مما حصل، هناك حرص من قبل الحزب على مؤسسة الجيش اللبناني وبقائها وموقعها ووحدتها، لأن وجود مؤسسة الجيش وتماسكها هو الضمانة الوحيدة لوحدة لبنان، "لأنه إذا فرط الجيش يذهب البلد إلى حرب أهلية". ووضع الأمر في عهدة القضاء والجيش لنيل العدالة للضحايا.
مصير البيطار
وحول المسار القضائي في التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، قال نصر الله: "نحن نعتبر أن الشهداء شهداؤنا، وتم استهدافنا منذ اللحظة الأولى ونحن حريصون على معرفة الحقيقة بما حصل في هذا التفجير، ونحن حين نرى أن مسار التحقيق يذهب في مسار مغاير لمسار العدالة فلن نسكت، ولم يجرؤ أحد على انتقاد الاستنسابية بسبب الترهيب الموجود، ولذلك نحن أردنا أن نقول موقفنا حرصاً على معرفة الحقيقة، ولماذا القاضي لا يقول ما لديه ولا يظهر التحقيق التقني، ونحن لم نكن نعتبر أن حزب الله معنياً بالتحقيق وتم إبلاغنا بأن لا علاقة للحزب وهو غير مذكور بالقرار الظني، ولكن فيما بعد بدأت شكوك تبرز حول تركيب ملف للحزب، ونحن لجأنا إلى القضاء لتصحيح المسار، وقالوا لنا إن ملاحظاتنا صحيحة". واعتبر نصرالله أن أكثر طرف يتحمل مسؤولية في جريمة المرفأ هم القضاة الذين أذنوا بإبقاء المواد في المرفأ. وتوجه نصر الله إلى مؤسسات الدولة بضرورة التصرف لمعالجة الاستنسابية القضائية. والوقت انتهى وبحاجة إلى معالجة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها