على إيقاع المصالحة الخليجية: الحريري يلتقي أردوغان

في خطوة لافتة بعد المصالحة الخليجية، وبعد انقطاع طويل، زار الرئيس سعد الحريري اليوم الجمعة تركيا. والتقى في اسطنبول الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان. وجرى خلال اللقاء، الذي استمر ساعتين وتخلله غداء عمل، عرض مفصل لآخر التطورات الإقليمية والتحديات المتعددة، وسبل التعاون بين دول المنطقة لمواجهتها.
كما تطرق الرئيسان الحريري وأردوغان للعلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا، وسبل دعم جهود وقف الانهيار، وإعادة إعمار بيروت، فور تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.

تأتي زيارة الحريري بعد انقطاع دام لسنوات، وبعد كلام كثير أثير عن أعماله في تركيا. وتمثل الزيارة تطوراً في علاقة الحريري مع تركيا بهذه المرحلة، خصوصاً ان توقيتها يأتي بعد المصالحة الخليجية، وبعد أن أمضى الحريري عطلة الأعياد في دولة الإمارات.

وهناك أسئلة كثيرة تطرح حول أسباب وخلفيات هذه الزيارة. أولاً، أن يكون الحريري قد وقّتها على إيقاع المصالحة واحتمال انفتاح خليجي على تركيا، فاختار العودة إلى المشهد من هذه البوابة، والبحث عن سبل الحصول على دعم تركيا، التي أعلنت الاستعداد لتقديم مساعدات ما بعد تفجير مرفأ بيروت. ثانياً، هناك من يعتبر أن الحريري قد يحمل رسالة معينة تتعلق بالانفتاح الخليجي على تركيا بعد المصالحة مع قطر. وثالثاً، هناك سؤال لا بد من طرحه حول المبادرة الفرنسية، خصوصاً أن الحريري قدم نفسه كمرشح لرئاسة الحكومة، بناء على مبادرة باريس، وانطلاقاً من علاقته مع الرئيس إيمانويل ماكرون، فيما العلاقات التركية الفرنسية متوترة.