الإثنين 2021/01/25

آخر تحديث: 23:20 (بيروت)

طرابلس "تنتفض" ليلاً.. عشرات الجرحى والمعتقلين

الإثنين 2021/01/25
increase حجم الخط decrease

قبل ثلاثة أيام بالضبط كان عنوان تقريرنا "طرابلس على شفير الانفجار". وهذا ما حدث بالضبط مساء اليوم الاثنين. وبغتة، خرجت الاحتجاجات الشعبية في طرابلس عن السيطرة مع تقدّم ساعات ليل الاثنين 25 كانون الثاني، تخللتها مواجهات عنيفة بين عشرات المتظاهرين وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، إلى أن انتهت المواجهات بإلقاء القبض على العشرات، واستقدام عدد كبير من ملالات الجيش، التي ضبطت الوضع الأمني في ساحة النور ومحيطها.

 

وكانت طرابلس قد شهدت منذ أيام سلسلة من التحركات الشعبية احتجاجًا على الإقفال العام، وحرمان آلاف المياومين في المدينة من تأمين لقمة عيشهم. وبعد ظهر الاثنين، انطلقت سلسلة من التحركات الشعبية التي تضم شباباً في العشرينات من عمرهم، معظمهم من العاطلين عن العمل، جابوا شوارع المدينة بالتظاهرات المتحركة، وتوجهوا نحو بعض منازل النواب والمسؤولين، مطالبين بفك الإقفال العام، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية لمستويات خطيرة.  

وفي جولةٍ على المتظاهرين قبيل انطلاق تحركاتهم، أكد معظمهم لـ "المدن" أنّ "كورونا لن يرعبنا، لأننا لم نعد نحتمل كل هذا الذل الذي نعيشه، وسنفعل المستحيل حتى ندفع جميع الناس للنزول إلى الشارع ضد سلطة جوّعتنا ونهبتنا وحرمتنا من أدنى حقوقنا".  

توتر شديد
لكن، ومع انتقال التحركات ليلًا إلى محيط سراي طرابلس، بدأت المدينة تشهد توترًا شديدًا، ورشق المتظاهرون مبنى السراي بالحجارة بشكل كثيف، احتجاجًا -حسب قول بعضهم- على الاقفال العام وتسطير محاضر الضبط بحق مخالفي مقررات الإقفال، إلى أن اندلعت المواجهات في ساحة النور ومختلف مساربها، وتخلل المواجهات استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.


  

وكان الصليب الأحمر اللبناني قد أفاد أنه تم استقدام 6 سيارات إسعاف، نتيجة اصابة 41 شخصاً، وجرى نقل 12 جريحاً إلى المستشفيات، وتم علاج 29 شخصًا في مكان الأحداث.

وقبل انتهاء المواجهات العنيفة بين المتظاهرين والجيش، وما تخللها من كر وفر ورشق للحجارة وقنابل المولوتوف والرصاص المطاطي وإضرام للحاويات والإطارات وإصابات في صفوف الطرفين، سادت حالة من الذعر في المدينة، كما عبّر المواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن خوفهم على أمنهم وممتلكتهم، ودعا بعضهم "الحكماء" للتدخل من أجل تهدئة الأوضاع، "منعًا لتسلل طابور خامس بين المتظاهرين".  

وسبق لـ "المدن" في تقارير سابقة أن أشارت عن عزم بعض المجموعات لفكّ الإقفال العام، ولاستعادة موجة التحركات ضدّ السلطة في محاولة لاستئناف زخم انتفاضة 17 تشرين الأول 2019. 

 

المشهد الأمني
لكن، تفيد معلوماتنا أيضًا، أن بعض المجموعات التي سبق أن أثيرت حولها الشبهات في طرابلس ما بعد انتفاضة تشرين، سواء على مستوى ارتباطتها الأمنية أو السياسية، تسعى لاستغلال معاناة أبناء المدينة عبر دفع بعض شبابها للتحرك لمواجهات القوى الأمنية، في ظل المخاوف من إحياء سيناريو المواجهة مع الجيش، كما سبق أن حصل في مواجهات عديدة في البداوي وعند أوتوستراد باب التبانة وفي ساحة النور.  

هذا، ومن المتوقع أن تستمر التحركات والمواجهات العنيفة الليلية في طرابلس في الأيام المقبلة، ما يعني أن المشهد الأمني في طرابلس بدأ يعود مجددًا. وهو ما قد يؤشر إلى تدهور الأوضاع في لبنان عمومًا، على قاعدة أن كل غضب شعبي تلوح بوارد انفجاره من الشمال. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها