أما الجانب الموجّه إلى الحريري، فيقصد منه عون القول إنه لا يمكن للرئيس المكلف الرهان على أي تدخل من أي جهة، لمساندته. وهي فكرة تستكمل بالجملة التي تليها حول حزب الله، وقول البيان إن الحزب لا يتدخل في أي قرار لرئيس الجمهورية بعملية تأليف الحكومة. هنا يقول عون للحريري أن لا يراهن على أي وساطة يقوم بها حزب الله، أو يحاول الاستقواء بالحزب عليه. وكما أن باسيل لا يتدخل فلا يجب على الحزب التدخل، وأن موقف عون ثابت. وهو التمسك بالمعيار الواحد. وهذا يقود إلى ما يتسرب من معلومات عن أن عون لا يرى حاجة لأي وساطات بينه وبين الحريري، لأن موقفه معروف وعلى الحريري الالتزام به.
لا مبادرة
النقطة الثالثة التي لا بد من التوقف عندها، هو موقف عون الداعي للحريري إلى زيارة القصر الجمهوري. وهي دعوة جاءت بهذه الصيغة: "ليس للرئيس عون أن يكرر دعوة رئيس الحكومة المكلف إلى الصعود إلى بعبدا". هي إشارة سياسية جديدة من عون مفادها أن على الحريري زيارة القصر من دون مبادرة أو اتصال من رئيس الجمهورية. وذلك، بعد محاولات عديدة قام بها البطريرك الماروني مطالباً عون لأن يبادر إلى تصحيح موقفه بحق الحريري والذي صدر في الفيديو المسرب، وأن يجري اتصالاً بالرئيس المكلف ويدعوه إلى القصر الجمهوري.
فعون يرفض المبادرة تجاه الحريري، ويعتبر أن على الأخير التوجه إلى القصر حاملاً تشكيلة حكومية "تراعي التمثيل العادل".
وعلى هذا المنوال يثابر عون في سياسة "العهد" التي اختبرناها منذ ما قبل وصوله إلى سدة الحكم.
رد المستشار
وردّ المستشار الإعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري، حسين الوجه، على بيان المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، سائلاً: "هل نحن أمام توضيح من رئاسة الجمهورية أم أمام نفي باسم الوزير جبران باسيل؟".
وقال في سلسلة تغريدات على تويتر إن "أحداً لا يناقش في صلاحيات رئيس الجمهورية في إصدار مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء وفقاً للمادة 53 من الدستور، وعلى توقيع مرسوم التشكيل بعد أن يجري رئيس مجلس الوزراء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة وفقاً للمادة 64 من الدستور. مع خطين تحت لتشكيل الحكومة".
واعتبر الوجه أنه إذا كانت الظروف ضاغطة جداً لتأليف الحكومة، فالأجدى بمن يعنيهم الأمر السير بطرح رئيس الحكومة المكلف الموجود لدى الرئاسة الاولى، الذي يراعي التمثيل العادل وفقاً للدستور، وليس وفقاً للحصص السياسية والحزبية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها