الثلاثاء 2021/01/19

آخر تحديث: 15:22 (بيروت)

دياب في "بيت الوسط": مبادرة لمحو شتيمة عون

الثلاثاء 2021/01/19
دياب في "بيت الوسط": مبادرة لمحو شتيمة عون
زيارة متأخرة للتضامن مع الحريري (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
تأخر رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، في ردّ زيارة التضامن إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. لو أحسن دياب اختيار التوقيت السياسي لنجح في تعديل الموازين السياسية بخطوته. مثلاً، لو أصدر بياناً بُعَيد موقف عون الذي شتم فيه الحريري، أو لو توجه بعد اللقاء والذي جرى خلاله تسريب الفيديو الفضيحة، إلى بيت الوسط والتقى الحريري في حينها متضامناً، لكان أحرج رئيس الجمهورية سياسياً ومعنوياً، ونجح في كسب المزيد من الغطاء السياسي حوله.

مبادرة دياب
تأخرت خطوة دياب. وهي بلا شك تأتي في سياق التضامن مع الحريري، الذي كان تضامن مع دياب يوم أصدر المحقق العدلي، القاضي فادي صوان، قراراً باستجوابه في قضية تفجير المرفأ، فتوجه الحريري سريعاً إلى السراي الحكومي معلناً رفض اتهام دياب كرئيس للحكومة. هذا هو السبب الأول للزيارة. أما السبب الثاني، فهي محاولات كثيرة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه لتطويع دياب، ونزع كامل صلاحياته، وجعله فقط في خانة العاملين لدى الرئيس.

يأتي ذلك بعد ضغوط كثيرة يتعرض لها دياب من قبل عون، بهدف "تفعيل" تصريف الأعمال وعقد اجتماعات لمجلس الوزراء، علماً أنه لا يمكن لحكومة تصريف الأعمال أن تعقد اجتماعات. ودياب يقول إنه متمسك بتطبيق الدستور، بينما عون يسعى إلى خرقه دائماً. كلام دياب كان واضحاً لجهة البحث عن وفاق يحتاجه البلد في هذه المرحلة. موقف يشير إلى أن دياب يسعى أو يحاول العمل على تحسين العلاقة بين عون والحريري، خصوصاً إذا ما تطابق ذلك مع المعلومات التي تفيد بأنه سيعمل على جولة لقاءات واتصالات سياسية، سواء مع الرئيس نبيه برّي في عين التينة، أو مع عون في بعبدا.

وقال دياب: "إننا بحاجة إلى وفاق سياسي بين كل الأفرقاء المعنيين، ومضى 12 شهراً على تأليف حكومة التحديات. وخلال هذا العام مضت ازمات على البلد أكثر مما مضى على البلد في 12 سنة، واتفقت مع الحريري على ضرورة تشكيل حكومة بأسرع ما يمكن، لحل هذه الأزمات المتتالية التي أثرت على ​لبنان​ سلباً". ودعا دياب "كل الجهات للبناء على الإيجابيات التي وصلنا لها فيما خص ​تشكيل الحكومة"​، و"الحريري أبدى انفتاحاً للتشاور مع كل الجهات لحل المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن".

وأضاف: "هناك توافق مع الحريري على أنّ الأولوية هي لتشكيل الحكومة ومعالجة كلّ الآثار على لبنان. والحريري أبدى انفتاحاً للتشاور مع مختلف الجهات وأحاول القيام بدور إيجابي لإعادة إطلاق عجلة التشكيل". ومن جهته، قال الحريري: "أشكر دياب على زيارته. وتحدثنا عن ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت وأبديت الانفتاح لتشكيل حكومة. ومشكور دياب على ما يحاول القيام به". وأضاف: "تترتّب على المواطن مسؤوليّة، على صعيد مواجهة انتشار كورونا والدّولة مسؤولة أيضاً. وسأكثّف رحلاتي، وسأعمل جاهداً لجلب اللقاح إلى لبنان في أسرع وقت ممكن".

في عين التينة وبعبدا
وانطلق دياب بعد ذلك للقاء الرئيس نبيه برّي. ومن عين التينة، قال دياب: "هنالك بعض العقبات الموجودة التي تؤخر ولادة الحكومة الجديدة". وأضاف دياب أن برّي "أبدى كل استعداد للمساعدة، كما يقوم بهذا الدور دائماً، لحل العقد القليلة المتبقية بموضوع ​تشكيل الحكومة​، التي باتت مطلباً وطنياً من الجميع لمعالجة الكثير من الأمور الحياتية التي يعاني منها اللبنانيون والتي باتت أولوية". كما شدد على أن هناك سعي لـ"ولادة حكومة جديدة. والأيادي البيضاء موجودة في الموضوع، ويجب أن نبني على الإيجابيات الكثيرة ونرى كيف ندوّر الزوايا في بعض الثغرات الموجودة في تشكيل الحكومة". وأفاد بأن "اللقاء مع برّي كان جيداً ومميزاً، وهذا الموضوع له متابعة".
واتجه دياب إلى قصر بعبدا حيث التقى الرئيس عون، ليخرج ويقول: "عرضت مع الرئيس عون للأوضاع، خصوصًا الملف الحكومي، ولمست كلّ استعداد منه لإعادة تفعيل عمليّة ​تشكيل الحكومة​. كما لمست هذا الأمر من رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، ورئيس مجلس النواب ​نبيه برّي​".
وأشار إلى أنّه "في الوقت الّذي يجده الرئيس عون والحريري مناسبًا، سيكون هناك لقاء بينهما، انشاء الله قريبًا، لمتابعة الموضوع والوصول إلى الحلّ المناسب لتولد الحكومة في أسرع وقت ممكن". وأضاف: "لمست من الجميع أنّ النقاط المنجزة والإيجابيّة أكثر من العقد الّتي هي بحاجة إلى تدوير زوايا سياسيّة، إنّما النيّة لدى الجميع هي لمتابعة التشكيل بأسرع وقت ممكن".

المطران والسفراء
على صعيد آخر، استقبل الحريري المطران بولس مطر، موفداً من البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ثمّ السفيرة الفرنسية. وسيستقبل تباعاً سفيرَي روسيا ومصر. 

كل هذه التحركات تصب في خانة إعادة التواصل بين عون والحريري، والعمل على ترتيب لقاء بينهما، وتجاوز مشكلة الفيديو والشتيمة التي وجهها عون إلى الرئيس المكلف. بالإضافة إلى تكثيف البحث عن فرص تشكيل الحكومة في المرحلة المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها