السبت 2021/01/16

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

عون لاستفزاز الأميركيين حارقاً مفاوضات الترسيم.. وحزب الله ينتظر

السبت 2021/01/16
عون لاستفزاز الأميركيين حارقاً مفاوضات الترسيم.. وحزب الله ينتظر
يبحث عون عن أي ملف من شأنه أن يحرك الركود (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
لا شيء يخرق الرتابة السياسية القاتلة في لبنان. الأمور كلها على حالها: الجمود يلفّ مساعي تشكيل الحكومة. لا مساع على خطّ إصلاح العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. والجميع ينتظر تطورات الخارج لعلها تنعكس على الوضع الداخلي.

لكن المجتمع الدولي أرسل إشارات ورسائل واضحة للمسؤولين اللبنانيين: لا يمكننا مساعدتكم ما لم تساعدوا أنفسكم. فلدى العالم والدول من الهموم ما يكفي للانشغال عن المناكفات اللبنانية، وعن اللامسؤولية التي تطبع تصرفات الساسة اللبنانيين.

حزب رعاية النزاعات
خلافات عون ليست مع الحريري وحده، بل مع الرئيس نبيه برّي أيضاً. وحزب الله كعادته وبناءً على مصلحته، يحاول الوقوف على الحياد. ولا يبدو أن الوقت الذي انقضى على هذه الحال يكفي لحمله على التدخل، للجم التوترات والصراعات والبحث عن تسوية.

رئيس الجمهورية وصهره رئيس تياره يبذلان جهودهما لدفع حزب الله للوقوف إلى جانبهم، لا إلى جانب الحريري وبرّي. وبرّي متمسك بالحريري لرئاسة الحكومة، وكذلك حزب الله الذي لا يريد أيضاً خسارة التحالف مع عون أو كسره في أي معادلة حكومية.

عون يستجدي الأميركيين
ويبحث عون عن أي ملف من شأنه أن يحرك الركود اللبناني، أو يعيد الاهتمام الدولي بلبنان. يحاول استدراج أي حوار اميركي معه. البوابة الوحيدة لذلك هي ملف ترسيم الحدود وإعادة إحيائه. ولا يزال هذا الملف يشغل اللبنانيين. لكن بعض المعلومات من الخارج تفيد أن الأميركيين لم يعودوا مهتمين بحصول أي إنجاز على هذا الصعيد، ولا يريدون تعبيد الطريق أمام تحقيق أي إنجاز لإدارة جو بايدن. إسرائيل بدورها، وهي كانت مستعجلة لإنجاز الترسيم، لا يبدو أنها لا تزال كذلك. فهي مستمرة في عمليات التنقيب، فيما لبنان هو الخاسر بفعل التأخير.

لذا لا يجد عون منفذاً يذكر بوجوده، سوى إقرار مرسوم يسجل من جانب واحد لدى الأمم المتحدة، وينص على حق لبنان بمساحة 2290 كلم مربع في البحر، وليس فقط بمساحة 860 كلم مربع. وهذه الأخيرة هي المساحة التي اتفق عليها طوال السنوات العشر الماضية، وأعلن عنها في اتفاق الإطار الذي على أساسه بدأت المفاوضات.

والخطوة العونية هذه لا تزال متعثرة لبنانياً. فالأفرقاء اللبنانيون يعتبرونها عاملاً معرقلاً للمفاوضات ولأي إنجاز يمكن تحقيقه، ولن تكون عاملاً مسهلاً. فهي تستفز الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، ما قد يستدعي المزيد من التصعيد. ولا أحد يعرف السبب الحقيقي الذي يدفع عون إلى حماسته لمثل هذا الخيار. وما إذا كان يبغي من وراء ذلك إعادة فتح مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، بعد العقوبات صهره جبران باسيل.

لا مؤيد لمرسومه
الرئيس نبيه برّي من أشد المعارضين لهذه الخطوة. وهو يعتبر أنها تؤدي إلى الإطاحة بكل ما تم التوصل إليه طوال السنوات الماضية، وإلى خسارة لبنان على المدى البعيد. فإسرائيل مستمرة بعمليات التنقيب فيما لبنان غير قادر على ذلك. وخصوصاً في ظل الضغط الأميركي - الإسرائيلي على شركات التنقيب بوقف أعمالها مع لبنان.

وفي ردّ أولي على بيان وزير الطاقة ريمون غجر، الذي حاول من خلاله نفي ما قالته "المدن" سابقاً عن موقف الشركات الرافض للقيام بعمليات التنقيب عن النفط، فإن بيان الوزير وحده كفيل بالرد عليه وفق ما تقول مصادر متابعة. فهو مدد مهلة عمل الشركات سنة إضافية. وهذا أبرز دليل على أن الشركات لن تعمل حالياً. وفي سبيل تحفيزها على البقاء، مُددت فترة عملها، علماً أن التنقيب بموجب العقد كان يفترض أن يبدأ قبل أشهر.

حزب الله أيضاً ليس متحمساً لخيار توقيع المرسوم من جانب واحد. وحسب ما تكشف معلومات "المدن" فإن منسق الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبتيش التقى شخصيات من حزب الله قبل أيام، وجرى التداول في مسألة ترسيم الحدود. وكان موقف حزب الله واضحاً في رفضه خيار إصدار مرسوم، لأنه لن يُقرّ ولن يُسجل لدى الأمم المتحدة.

والأكيد أن لا أحد سيتخذ أي موقف هذه المرحلة. والجميع ينتظر دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها