الراعي:المسؤولون ينقلبون على الشرعية.. وعوده: نصّبوا أنفسهم آلهة

المدن - لبنانالأحد 2021/08/22
88983.JPG
الراعي: ندعم الثورة ومأساة اللبنانيين انهيار أخلاق المسؤولين والدولة (بكركي)
حجم الخط
مشاركة عبر
قال البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم 22 آب إنه بعد سنة وشهر "يظهر أنّ المسؤولين لا يريدون حكومة"، واتّهمهم بالانقلاب على الشرعية والدولة، معتبراً أنّ كل ما يحصل من أزمات وتعطيل هي لدفع اللبنانيين إلى الهجرة وتفريغ المجتمع من طاقاته الحية وضرب صيغة لبنان وتوزانه وشراكته الوطنية لوضع اليد على البلاد. وأعاد التأكيد على مطلب حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي من لإنقاذه من يد السلطة الحاكمة التي أوصلت الناس إلى هذه الأزمات والانهيارات. فهاجم حزب الله وجميع المسؤولين عما يعيشه اللبنانيون، معيداً التأكيد على دعم الثورة.

تعاسة الشعب
وقال الراعي في عظته الأحدية: "يا لتعاسة شعب، المسؤولون السياسيون عنه يهملون إهمالًا كاملاً سماع كلام الله، ولا يصغون إلّا إلى مصالحهم وحساباتهم. هنا تكمن مأساة شعب لبنان وانهيار أخلاق المسؤولين والدولة". وفي الشأن الحكومي قال إنه "بات واضحاً للجميع رغم الوعود الفارغة أن المسؤولين في لبنان لا يريدون حكومة، تاركين الشعب يتدبّر أمره بيده. وهو يفعل ذلك ولو بالاذلال، ويحافظ على ما لم يحافظوا هم عليه. وإذا سألتهم: لماذا؟ فلا يعرفون! ولذا، يتبادلون التهم ليل نهار".

انقلاب على الدولة
وتوجّه الراعي إلى المسؤولين بالقول: "اوقفوا التلاعب بمشاعر الشعب وتعذيبه. أوقفوا العبث بمصير الوطن والدولة، واستنزاف تشكيلة وزاريّة بعد تشكيلة، واختلاق شروط جديدة كلّما حُلَّت شروط قديمة. ضعوا حدّاً لنهج التعطيل والسلبيّة ودرب الانتحار".
وأدان ما وصفه بـ"التزام المسؤولين تصفية الدولة اللبنانية بنظامها وميثاقها ودورها التاريخي ورسالتها الإنسانية والحضارية". واعتبر أنّ المسؤولين ينفّذون "الانقلاب على الشرعيّة والدولة، ولا يريدون لبنان الذي بناه الآباء والأجداد أرض لقاءٍ وحوار، وأنّكم لا تريدون حكومةً مركزيّةً بل تَتقصّدون دفع الشعب عنوةً ورغماً عنه إلى إدارة شؤونه بنفسِه، وإلى خيارات ينأى عنها منذ خمسين سنة".

ثورة ومقاومة التدمير
وأشار الراعي إلى أنّ المطلوب من المسؤولين واحد: "إلى جانب سماع كلام الله، أن تحبّوا لبنان وشعبه، وتحفظوا الولاء له، دون سواه، وتضحّوا بمصالحكم الخاصّة في سبيله"، مشيرا الى أن "شعب لبنان سيَنتفض ويُقاوم هذه النزعة التدميريّة، ويستعيد كرامته وكرامة وطنه كما فعل كلّ مرّة، ولن يدع أيّ طرف مهما كان ومهما استقوى واستبد أنْ يبدد تضحيات الأجيال ويطعن بأرواح الشهداء". وقال إنه "ما يؤلم أكثر أنّه غالباً ما يُحرّر قرار الدولة من دون دعم دولته له، بل هي نفسها تتواطأُ أحياناً عليه وعلى شرعيّتها مع قوى غير شرعيّة ومع محاور خارجيّة".

وقال الراعي: "نوكد من جديد دعمنا للثورة وحرصنا على الشرعيّة"، مشيراً إلى "دعم الثورة بما تمثّل من أمل لتجديد لبنان وتغيير الاعوجاج". وأضاف أنّ "شعلة الثورة ما زالت ملتهبة وتحتاج إلى شدّ روابط وحدتها وتصويب أهدافها". وسأل: "بالمقابل أين الشرعيّة من الثوابت الوطنيّة والمؤسّسات؟ أين دورها في الحفاظ على الدستور وسيادة لبنان؟ أين تَمسّكها باستقلاليّة القرار الوطني؟ أين محاولاتُها لمنعِ تفتيت الدولة؟ أين مساعيها لإنقاذ الشعب؟".

عوده والمجازفة
ومن جهة أخرى، دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس ​المطران إلياس عوده​، اللبنانيين إلى التخلّي عن الخوف ودعاهم إلى المجازفة: "جازفوا في عدم إذلال أنفسكم للحصول على أدنى حقوقكم، قاطعو المحتكرين والمتحكّمين بحياتكم، وسترون كيف يهرعون هم تجاهكم". وقال خلال ترأسه قداس الأحد في كنيسة مار جاورجيوس، إنه "صحيح أننا وصلنا إلى حال تشبه الجحيم، لكن علينا ألا ندع اليأس يغلب الرجاء فينا".
وتقدّم بأسئلته المعهودة: "هل الزعماء هم مصدر الطعام والدواء والخبز والماء لكي يمنعوه عن الشعب؟ هل هم أصحاب ​النفط​ و​المازوت​ والموارد الطبيعية ليمنعوها عن الشعب؟ أليس الرب هو من منح البشر كل الخيرات؟ فكيف يستعبد الشعب نفسه لبشر نصبوا أنفسهم آلهة، وينسى أن الله هو الإله الحقيقي"؟

قالب حلوى الحكومة
وأضاف: "إننا في دولة لا تستطيع تأمين الضروري للعيش الكريم، والشعب يتخبط في آلامه ويأسه، فيما ذوو السلطة يتنافسون على تقاسم قالب حلوى ​الحكومة​ الذي أصبح بلا طعم، مختبئين وراء شعارات عناوينها لافتة، لكن مضمونها ضحل، لأنها تهدف إلى المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الطائفية، وما تستتبع من زبائنية تعيق الحكم عوض تسهيله"، مشيراً إلى أنّ "لبنان كله سيتحوّل إلى رماد بعد بيروت و​عكار​. والزعماء ما زالوا يجتمعون ويصرحون".

وشكر عودة الجيش اللبناني على الجهود التي بذلها في الأيام الماضية في دهم المحطات وأماكن تخزين ​المحروقات​. وذكّر بأنّ "دور الجيش ليس ضبط المحطات بل ضبط الحدود، كل الحدود، ومنع إخراج أو إدخال أي شيء ممنوع إدخاله أو إخراجه عبر هذه الحدود، حماية للوطن والمواطنين. وهذه هي مهمته وحده. فيما واجب الدولة وضع حد للتجار والمحتكرين والمهربين ومنعهم من استغلال المواطنين".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث