أزمة غير مسبوقة
ولفت عون خلال لقائه قبل ظهر اليوم الإثنين في 16 آب، في قصر بعبدا، مع وفد "المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا"، إلى "ما خسره رئيس الجمهورية من صلاحيات". وقال: "نضالنا مستمر من لإعادة بناء هذا البلد، رغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات.
واعتبر عون أن لبنان لم يشهد مثيلا للأزمة التي يعيشها اليوم إلا في العام 1916، وهي أزمة ليست ظرفية، بل تعود إلى التسعينات، وأدت إلى افقار البلد والاعتماد على اقتصاد ريعي ضاعف من ديونه وضاءل من فرص العمل فيه، معتبراً أن هناك ظروف فاقمت هذه الأزمة، بدءًا من ارتفاع الدين الإجمالي مروراً بالحرب السورية وتداعيات أزمة النزوح على لبنان، ووصولاً الى العجز في الميزان التجاري.
الحراك المدني عطل التجارة
وإذ أشار إلى مساهمة الإضرابات التي شملت المناطق اللبنانية في إطار الحراك المدني، في تعطيل التجارة والصناعة والإنتاج في لبنان، لفت إلى تداعيات جائحة كورونا على الوضع العام، ومن ثم مأساة انفجار مرفأ بيروت التي أصابت كل اللبنانيين من دون استثناء، وأدت إضافة الى الخسائر بالأرواح وسقوط عدد كبير من الجرحى، ألى وقف العمل في المرفأ، متناولا في سياق حديثه عن الظروف، وضع "الفيتو" على استخراج النفط وأزمة المصارف.
وأضاف: "لقد بدأنا منذ بداية العهد بالعمل والسعي لتحقيق الإنجازات من خلال قوانين تلزيم واستخراج النفط مروراً بحملة تطهير الأرض من الإرهابيين والخلايا النائمة، وصولاً إلى تعزيز السياحة وإجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون الانتخابي الجديد، ونأمل اليوم أن نتوصل إلى الحد من الأزمة الراهنة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة المقبلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل، والمباشرة بالإصلاحات البنيوية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة بناء لبنان وتنظيمه إداريا وسياسيا وعلى مختلف الأصعدة.
التدقيق الجنائي
وأعاد الرئيس عون التأكيد على سعيه المتواصل لإجراء التدقيق الجنائي، لافتا إلى "أنه كلما اقترب الأمر من التحقيق كلما زادت الضغوطات لمنعه"، مشدداً على "أن الفساد وليد الذهنية المافياوية التي ثبتتها الوقائع على مر العصور"، ولافتاً إلى ما تحقق أخيراً لجهة رفع السرية المصرفية.
ونوه بمساعدة المغتربين للبنانيين المقيمين، متمنياً أن تشرق شمس لبنان قريباً من جديد. وقال: "نضالنا مستمر من لإعادة بناء هذا البلد رغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات التي تسعى إلى حرف الأنظار عن الحقيقة".
باق حتى النهاية
وقال عون: "لن أستقيل وسأقوم بواجباتي حتى النهاية"، آملا أن تبدأ معه مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسياً ومادياً على أن يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق. وأضاف أن "رئيس الجمهورية رغم ما خسره من صلاحيات إلا أنه شريك في تأليف الحكومة مع رئيس الحكومة المكلف، وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية".
وشدد الرئيس عون على عزمه على مواصلة محاربة الفساد، مؤكداً "لن يهزني أحد إن في موقعي أو في حرصي على مواصلة ما بدأته في هذا الإطار"، معرباً عن أمله في أن يعود من غادر لبنان في المرحلة السابقة بفعل اشتداد الازمة إلى ربوعه فور تحسن ظروفه.

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها