وكان الصليب الأحمر اللبناني أفاد عن وقوع 20 قتيلاً وسقوط نحو 79 جريحًا، وبعضهم إصابتهم بليغة بسبب الحروق. وتوزع الضحايا على مستشفايات عكار، فيما نقل بعض المصابين بحروق بليغة إلى مستشفى الجعيتاوي في بيروت وغيرها من المستشفيات.
وحتى الآن، لم تعرف هوية جميع الضحايا، وتوجهت عائلات كثيرة إلى المستشفيات بحثًا عن أبنائها، ومن بينهم مدنيون وعسكريون.
وتجري عمليات البحث، من قبل عناصر من الجيش والصليب الأحمر، والدفاع المدني، وجهاز الطوارئ والإغاثة في الشمال. وتوجه نداءات استغاثة للتبرع بالدم في مستشفيات المنطقة لمساعدة المصابين بحروق، إذ أن غالبيتهم حالتهم حرجة للغاية.
وبحسب المعلومات، البحث جارٍ في المنطقة، خوفًا من وجود مفقودين نظرًا لقوة الانفجار، وفق شهود عيان، كما يعمل الجيش على ضرب طوقٍ أمني بمحيط الانفجار.
وأدى هذا الحادث الى صدمة كبيرة، بعد وقوعه فجر اليوم الأحد 15 آب، وثمة تضارب كبير في الروايات حول مسببات وقوعه.
ترابة وبنزين ومازوت
رسميًا، يقول شربل عبود، عضو مجلس بلدية التليل لـ "المدن"، إن الانفجار وقع في أرضٍ محاذية لمعمل ترابة، تابع لجورج شاهين ابراهيم. والسبت عثر المواطنون فيه على كميات كبيرة من البنزين والمازوت. وهو عادة يخزن المازوت لعمله. لكن تخزين البنزين أثار غضب المواطنين. وكان من المفترض أن يضبط الجيش الكمية، فتسللت مجموعة من الشبان ليلًا إلى المكان، وحاولوا مصادرة البنزين. ووقع تلاسن، ثم سرعان ما وقع الانفجار، من دون اطلاق رصاصه، وفق عبود. وهو يقدر أن يكون نتيجة رمي فتيل (اشعال قداحة أو رمي سيجارة) من دون قصد، فأشتعل البنزين وحدث الانفجار. لكن هناك فرضية إطلاق نيران ورمي سيكارة، مما أدى إلى الانفجار الكبير.
وطالب عبود تكثيف وحدات الجيش بالمنطقة، نظرًا للتوتر الكبير، وخوفًا من ردات فعل، خصوصاً في ظل وجود كميات كبيرة من المحروقات مخزنة بطريقة غير آمنة.
وصباحًا، تجمع المئات من أبناء عكار في محيط موقع انفجار خزان البنزين في التليل، وقد اقتحموا موقع حصول الانفجار، ورشقوا الحجارة، وعمدوا إلى إحراق شاحنة يملكها صاحب مستودع التليل، مهددين بإحراق منزله.
وتفيد المعلومات الأولية أن صاحب المعمل موجود خارج البلدة، وأن خزان البنزين يعود لشخص آخر من وادي خالد.
مواقف رسمية
توالت المواقف الرسمية التي حملت تقاذفًا للمسؤوليات، ما ذكر اللبنانيين بتعاطي السلطة مع مجرزة انفجار مرفأ بيروت في الشهر عينه العام الماضي.
وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:
"بتاريخ 15 / 8 /2021 أوقفت مديرية المخابرات قيد التحقيق المدعو (ر.أ) ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود بتاريخه في بلدة التليل -عكار، وأدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين".
وطلب وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن المستشفيات جميعها في عكار والشمال وصولاً إلى بيروت، استقبال جرحى التليل على نفقة وزارة الصحة العامة "من دون تردد"، داعياً إلى نقل الإصابات الحرجة إلى مستشفيات في الخارج.
وبدوره، ناشد الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير جميع الجمعيات والمنظمات الدولية العاملة في لبنان، تسليم ما توافر لديها من أدوية وأمصال ومستلزمات طبية خاصة بمعالجة الحروق من الدرجة الثانية والثالثة الى مستشفيات عكار وطرابلس والتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة بهذا الخصوص على رقم الهاتف 70242363.
كما طالب رئيس الجمهورية ميشال عون، استنفار القوى والأجهزة الأمنية والصحية في المنطقة لمكافحة الحريق والعمل، وطلب من القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت إى وقوع الانفجار، وتكثيف البحث للتأكد من عدم وجود مفقودين.
وأكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في بيان، أن "ليل عكار الحزين أدمى قلوبنا جميعاً على أبرياء سقطوا ضحية طمع من استغلوا أزمة المحروقات ليحققوا أرباحا غير مشروعة ويحرموا الناس من أبسط حقوقهم".
وقال الرئيس سعد الحريري: "ما حصل في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءا برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال. طفح الكيل".
معلومات ميدانية
وتوزع المصابون على مستشفيات حلبا الحكومي، مركز اليوسف الاستشفائي، عكار - رحال، سيدة السلام - القبيات، السلام - طرابلس، الجعيتاوي - بيروت.
كما توزعت جثث الضحايا العشرين على الشكل الاتي:
عكار- رحال في بلدة الشيخ محمد: 7.
اليوسف الاستشفائي حلبا: 2.
مستشفى الحبتور في بلدة حرار: 1.
سيدة السلام القبيات: 5.
مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي- حلبا: 3.
الحكومي طرابلس: 2.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها