وسيلتقي الوزير القطري برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. كما أنه سيلتقي بقائد الجيش العماد جوزيف عون.
ومعلوم أن هذه الزيارة ليست الأولى التي يجريها وزير خارجية قطر، الذي ستكون زيارته الثالثة في سنة واحدة. إذ كانت الأولى بعد تفجير مرفأ بيروت، والزيارة الثانية حصلت قبل أشهر وتحديداً في شباط الماضي.
المساعدة دوماً
وحسب ما تفيد المعلومات فإن الزيارة تأتي في سياق المواكبة القطرية لتطورات الأزمة اللبنانية، وإبداء الاستعداد لتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية والتعليمية التي يحتاجها لبنان، خصوصاً أن دولة قطر كانت قد تعهدت سابقاً بإعادة إعمار عدد من المدارس والمستشفيات والوحدات السكنية، التي تضررت أو تدمرت بفعل تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
وتفيد المعلومات بأن اللقاءات مع الرؤساء الثلاثة ستركز على الوضع السياسي السيء الذي يعيشه لبنان، وسيجدد الوزير القطري موقف بلاده المستعد لمساعدة لبنان للخروج من الأزمة، والسعي إلى تأليف حكومة بالتوافق بين مختلف القوى السياسية. لأن الحكومة وحدها هي القادرة على وقف الانهيار والعمل على وضع خطة اقتصادية بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتتخذ إجراءات إصلاحية جدية وواضحة، ما يفتح للبنان الأبواب أمام المساعدات الاقتصادية الخارجية.
دعم الجيش
أما اللقاء مع قائد الجيش، فتشير المعلومات إلى أن اللقاء سيكتسب أهمية أساسية، لها علاقة بالبحث في ما يمكن تقديمه من مساعدات عسكرية ولوجستية للجيش اللبناني، إنطلاقاً من عنوان ضرورة الحفاظ على الاستقرار في البلد، والتعاون مع الجيش اللبناني كضامن أساسي في حماية المجتمع من تداعيات أو ارتدادات الانهيار الإقتصادي والمالي.
وفي شباط الماضي، حثّ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأطراف السياسية في لبنان على تغليب المصلحة الوطنية والإسراع في تشكيل حكومة جديدة. وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، الذي زار قطر حينها. وفي نيسان الماضي، "جدَّد أمير دولة قطر تأكيد دعم بلاده المستمر للبنان ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب اللبناني". كما دعا أمير قطر، خلال لقائه في الدوحة رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، والإسراع في تشكيل حكومة جديدة من أجل إرساء الاستقرار في لبنان.
لولادة الحكومة
وفي زيارته الأخيرة إلى لبنان في شباط الفائت قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده مستعدة لتسهيل حوارات ولادة الحكومة اللبنانية، مشددا على أنها لا تسعى لنسف المبادرة الفرنسية المتعلقة بهذا الخصوص. وأوضح بن عبد الرحمن: "لا نسعى لنسف المبادرة الفرنسية، بل نعمل على استكمال المساعي الدولية لتشكيل حكومة اللبنانية". وأضاف: "تشكيل الحكومة شأن لبناني داخلي، وقطر علاقاتها جيدة مع جميع الجهات المعنية، ومستعدة دائمًا لتسهيل أي حوارات للمساعدة في ولادة حكومة في لبنان". وتابع قائلا: "لا مبادرة حالية لدعوة السياسيين اللبنانيين إلى الدوحة، ونتمنى أن يخرج الحلّ من بيروت"، داعياً الأطراف اللبنانية إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت لتحقيق مصلحة الشعب.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها