الثلاثاء 2020/09/29

آخر تحديث: 22:44 (بيروت)

خطبة نصرالله في الرد على ماكرون: لن نسلّم البلد

الثلاثاء 2020/09/29
خطبة نصرالله في الرد على ماكرون: لن نسلّم البلد
نصرالله لماكرون: نحن اخترنا الديمقراطية، وما تطلبه منا يتنافى مع الديمقراطية (الأرشيف، المدن)
increase حجم الخط decrease
شرح أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، موقف حزب الله من المبادرة الفرنسية، وعملية تشكيل الحكومة. وكشف عن المفاوضات التي شهدها الشهر الفائت للوصول إلى تشكيل حكومة مهمة.
وقال نصر الله إنه منذ إطلاق المبادرة الفرنسية: "جميعنا دعمناها وأول بنودها تكليف رئيس حكومة، لم يكن لدينا مشكلة ان يتولى الحريري رئاسة الحكومة أو أن يسمي أي شخصية تنوب عنه"، وأضاف "نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة قدم 3 أسماء مرجحاً اسم مصطفى أديب"، وأوضح انه "من أجل التسهيل لم نضع أي شروط ولم نقم باي تفاهم مسبق وهذا للتعبير عن التسهيل في عملية التشكيل والجميع كان مرتاحا". وذكر بانه لنسهل العملية وبعدما سألنا عن مصطفى أديب، وافقنا عليه من دون شروط مسبقة، وبعد التكليف، طُلب من أديب أن ينتظر وهناك من سيفاوض، ولم تتم نقاشات ولا أخذ آراء. ما أجبر رئيس الجمهورية على دعوة الكتل للتحاور. ولفت إلى أن الأداء دل وكأن المطلوب هو أن تُنجز الحكومة ويتم التوجه إلى الرئيس ميشال عون بمنطق هذه هي الحكومة فإما ان توقع أو لا. وكأن الهدف ان اهم صلاحية لرئيس الجمهورية بعد اتفاق الطائف وهي المشاركة في التشكيل انتهت. واعتبر بأن الفرنسيين كانوا يغطون عملية لشطب أهم صلاحيات رئيس الجمهورية اللبنانية بعد الطائف وهي المشاركة بتشكيل الحكومة. وسأل نصر الله: "هل كانت المبادرة الفرنسية تقول أن يقوم رؤساء الحكومات السابقين بتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء؟" مُضيفًا، "ابحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد والغاء القوى السياسية بغطاء منكم".

وذكر نصرالله بأنه تم التفاوض معنا، لأنه بطبيعة الحال لا يمكن تجاوز الثنائي حزب الله وحركة أمل، ومن كان يفاوضنا لم يكن الرئيس المكلف إنما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. ولفت إلى أن نادي رؤساء الحكومات كان يريد أن يوزع الحقائب ويسمي الوزراء وحده. ونحن كنا سنأخذ علماً فقط بتسمية الوزراء وطريقة التوزيع على الطوائف، ونحن رفضنا طريقة التعامل من خلال تسمية كل الوزراء من دون أخذ رأي الكتل النيابية. ورفضنا ما طرح علينا لأنه خطر على البلد وغير قابل للنقاش. وأشار إلى ان الكتل النيابية أبدت امام الرئيس عون عدم موافقتها على 14 وزيراً، ومن الخطر أن يسمي فريق واحد كل الوزراء في البلد.

ولفت نصرالله الى انه منذ الطائف، رئيس الحكومة لا يتدخل بالأسماء، إنما يوزع والكتل تسمي، ونحن اتجهنا نحو تعزيز لصلاحياته لا اضعافها، بإدخاله في التسميات، وحقه بوضع فيتو على بعضها. ولكن ان يسمي هو كل الوزراء أمر غير منطقي، وأنا لا أريد الدخول في نقاش دستوري، ولكن هذه الأعراف لم تكن موجودة، لماذا تريدون اليوم الغاء الكتل النيابية؟ وذكر بانه قلنا أنه يمكن لرئيس الحكومة أن يناقش في أسماء الوزراء، وأن يرفض. وهذا يزيد من صلاحيات رئيس الحكومة. ومنذ عام 2005 حتى اليوم العرف القائم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل النيابية على الحقائب، والتسمية للوزراء تكون عند الكتل.

وتابع "أرادوا فرض أعراف جديدة علينا تخالف الدستور لصالح أطراف لا تمثل أكثرية في المجلس النيابي، وحين سألنا عما إذا كانت المبادرة الفرنسية تتضمن ما طرحه نادي الرؤساء السابقين قيل لنا إنها ليست كذلك". واشار الى انه "بالتواصل بيننا والرئيس المكلف، كان واضحاً، وأكد ألا هدف عنده لحكومة مواجهة واعتذر". اضاف "بعد الاعتذار تركز الهجوم على الثنائي الشيعي والرئيس عون". معتبراً أن ما كان معروضاً خلال الشهر الماضي لم يكن حكومة انقاذ بل كان تسليم البلد من الجميع بلا نقاش لنادي رؤساء الحكومة السابقين الأربعة، وإلا عقوبات وضغط فرنسي، وأهم شيء في هذا العرض كان قبول الثنائي الشيعي أو عدمه، ولم يحاوروا أحداً سوانا، لأنهم اعتبروا إن وافقنا فإن أحداً لن يقف ضد المطروح، والمعروض حكومة من تسمية نادي رؤساء الحكومات السابقين، أي فريق لبناني واحد، وجزء من الأقلية النيابية وجزء من الطائفة السنية لأن هناك نواب سنة اخرون.

ورداً على انتقادات أصدقاء الحزب لإصراره على المشاركة في الحكومة قال نصرالله: "حزب الله يجب ان يشارك بالحكومة لحماية ظهر المقاومة كي لا تتكرر حكومة 5 أيار 2008، كما ان حزب الله يريد المشاركة بالحكومة خوفاً على ما تبقى من لبنان، لان هناك من يريد تسليم لبنان لصندوق النقد الدولي"، وتابع قائلا "لسنا خائفين على حزب الله إنما على الشعب اللبناني، نحن نخاف على بلدنا وشعبنا، ونخاف على أموال المودعين، ونخاف من شروط صندوق النقد الدولي"، وسأل "ألا يحق لنا الخوف من حكومة قد تبيع أملاك الدولة تحت الضغط المالي وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز؟".

وتوجه نصر الله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا: أبحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد والغاء القوى السياسية بغطاء منكم. وسأل "بما قصّر الرئيس عون ليحمله ماكرون المسؤولية؟ ماذا فعل الرجل؟". ولفت الى ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد قال لماكرون أننا نوافق على 90% من الورقة الفرنسية. وهنا نسأل ما هو الذي اتفقنا عليه ولم نحترمه؟ وتابع نصرالله مخاطباً ماكرون: "نحن اخترنا الديمقراطية، وما تطلبه منا يتنافى مع الديمقراطية فإذا لم تكن الديمقراطية هي نتائج الانتخابات التي افرزت الاكثرية فما هي الديمقراطية؟ تسليم الرقاب للأقلية؟ وسأل نصرالله "هل الديمقراطية ان تسلم الاكثرية البلد لجزء من الاقلية النيابية؟". اضاف "ذهبنا الى سوريا لقتال الجماعات التي تقول عنها فرنسا ارهابية، وفي سوريا ندافع عن وطننا ونمنع الإرهاب من الوصول اليه ونحن لم نأخذ مالاً من الدولة، مالنا معروف المصدر". اضاف نصرالله "رحبنا بماكرون ومبادرته كصديق يحب لبنان، لم نرحب به وصياً أو ولياً أو قاضياً أو حاكماً على لبنان، ونحن ما زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية ولكن الطريقة السابقة التي جرت في الشهر الماضي لا يمكن الإكمال فيها". وتابع قائلا "نحن منفتحون لأجل مصلحة بلدنا".

وتوجه لماكرون بالقول:" لا نقبل من أحد أن يتحدث معنا بهذه اللغة ولا نقبل السلوك الاستعلائي، ولا أن تتهمنا نحن وغيرنا من اللبنانيين أننا ارتكبنا خيانة. إبحث عن الاميركيين الذين فرضوا عقوبات وعقّدوا الوضع. هم من أفشلوا مبادرتك، وكذلك كلام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز". وتابع، "نحن منعنا أن يذهب البلد إلى الأسوأ والأسوأ ونتمنى أن يتعاون اللبنانيون لكي لا يذهب البلد إلى الأسوأ".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها