والموقف نفسه عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي أشار إلى أنّ "لا أحد متمسك بالمبادرة الفرنسية بقدر تمسكنا بها. ولكن هناك من أغرقها فيما يخالف كل الأصول المتبعة". ولفت برّي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إلى أنّ "المبادرة الفرنسية روحها وجوهرها الإصلاحات، والحكومة هي الآلة التي عليها أن تنفذ هذه الإصلاحات بعد إقرارها، وأعتقد أن كل الكتل مع هذه الإصلاحات والمجلس النيابي أكثر المتحفزين لإقرار ما يجب، ونحن على موقفنا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية وفقاً لمضمونها".
كما أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، بياناً ناشد فيه الرئيس الفرنسي الاستمرار بالوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الصعبة، ومواصلة مساعيه ومبادرته لمساعدة لبنان. واعتبر دياب أن اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب "للأسف جاء ليعيد الأمور إلى الوراء وليزيد الصعوبات على لبنان واللبنانيين، بعد أن توسّمنا خيراً من مبادرة ماكرون وتمنّينا النجاح للرئيس المكلف".
الحريري: الخراب
وبينما أكد زعيم تيار المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، أنّ "المبادرة الفرنسية لم تسقط، بل سقط النهج الذي يقود لبنان إلى الخراب"، شدد بيان صادر عن الأخير على أنه "كان لنا شرف التنازل من أجل لبنان وفتح ثغرة في الجدار المسدود، لمنع السقوط في المجهول والاستثمار المسؤول في المبادرة الفرنسية، غير أن الاصرار على إبقاء لبنان رهينة أجندات خارجية بات أمراً يفوق طاقتنا على تدوير الزوايا وتقديم التضحيات". واعتبر الحريري أنّ "اللبنانيين يضعون اعتذار الرئيس المكلف مصطفى في خانة المعرقلين الذي لم تعد هناك حاجة لتسميتهم، وقد كشفوا عن أنفسهم في الداخل والخارج"، متوجهاً بالتحية لكل من ماكرون وأديب، وختم "حمى الله لبنان واللبنانيين".
رؤساء الحكومة السابقون
وأسف رؤساء الحكومة السابقون، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، "أن يصار إلى الالتفاف على الفرصة التي أتيحت للبنان ومن ثم إلى إجهاض جميع تلك الجهود ". وعلّق الرؤساء السابقون على اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب تشكيل الحكومة، وأشاروا في بيان صادر عنهم إلى أنه "أصبح واضحاً أنّ الأطراف المسيطرة على السلطة لا تزال في حالة إنكار شديد ورفض لإدراك حجم المخاطر الرهيبة التي أصبح يتعرض لها لبنان، وبالتالي هي امتنعت عن تسهيل مهمة ومساعي الرئيس المكلف، مما أدى إلى إفشالها". وأملوا "أن يصغي الجميع للضرورات والاحتياجات الوطنية، وأن يدركوا مخاطر التصدع والانهيار من دون حكومة قادرة وفاعلة وغير حزبية".
تهنئة جعجع
وبعد إعلان اعتذار أديب، صدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بيان قال فيه "إن اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب أكد المؤكد بأنه لا يمكن التفكير باي إنقاذ إلا بحكومة مستقلة فعلاً. إن تسمية الوزراء من قبل أفرقاء المجموعة الحاكمة الحالية قد أثبت فشله وأدى بالبلاد إلى ما أدى إليه". وشدد جعجع على أنه "من الآن وصاعداً، لا يمكن التفكير بتشكيل أي حكومة إلا انطلاقاً من الأسس التي اعتذر الرئيس أديب بسببها، تهاني الحارة للرئيس أديب، ولو لم نكن قد سميناه، لأنه أول مسؤول لبناني يستقيل عندما لا يتمكن من أن يترجم قناعاته".
ومن جهته، أشار رئيس تيار المردة، الوزير السابق سليمان فرنجية، إلى أنه "تفاجأنا باعتذار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب ونأسف لما حصل". واعتبر فرنجية بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أنه "لا يمكن أن أقول بأن المبادرة الفرنسية التي أتى من أجلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هي الفرصة الوحيدة، بل هي فرصة ذهبية قد لا نحصل على مثلها بالمستقبل". وشددّ عىل أنه "من الضروري إنعاشها، برئيس وفاقي بالبلد لأن أي رئيس طرف لن يسير بلبنان إلى الأفضل"، داعياً إلى الإسراع "بتكليف رئيس يشكل حكومة وفاق وطني تنقذ لبنان من ما هو فيه".
سقف أشرف ريفي
ومن طرابلس، خرج اللواء أشرف ريفي بموقف آكد فيه أنه بعد الاعتذار "لا سقفَ بعد اليوم في لبنان تحت السقف الذي تشبثّ به مصطفى أديب". ولفت ريفي إلى أنّ "أديب صارَع مافيا السلاح والفساد لشهر، وخرج مرفوع الرأس ولم يشارك في خداع اللبنانيين تحت عنوان حكومة تجريب المجرّب". وتوجّه ريفي إلى أديب بالقول إنه "أعطيت المثال أنّ لبنان غني بالقامات والخامات، الويلُ الويل لكل من يساهم في التساهل واستمرار منظومة السلاح والفساد".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها