رحبت الخارجية الفرنسية بالمبادرة التي أطلقها رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، لمساعدة الرئيس المكلف مصطفى أديب على إيجاد مخرج لعقدة وزارة المالية، التي يتمسّك بها الثنائي الشيعي، عبر تسمية أديب لوزير شيعي، يختاره بنفسه على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي.
بيان الخارجية
وصدر عن الخارجية الفرنسية، صباح الأربعاء في 23 أيلول، بيان جاء فيه أن "فرنسا ترحّب بإعلان الحريري الشجاع، ويعكس حسّه بالمسؤولية ويعلي المصلحة الوطنية للبنان على كل شيء. ويمثّل هذا الإعلان انفتاحاً يحتّم على الجميع قياس أهميّته من أجل تشكيل حكومة ذات مهام محددة اليوم. ما ينتظره اللبنانيون والشركاء الدوليون أيضاً من لبنان، وكل أصحاب النوايا حسنة، مساعدته في هذا الوقت العصيب. ولهذا، تدعو فرنسا كل الأفرقاء السياسيين اللبنانيين إلى احترام تعهداتهم التي أعلنوا عنها للرئيس إيمانويل ماكرون في الأول من أيلول، بهدف وحيد هو التعامل مع الضرورات الطارئة على لبنان".
وأضاف البيان: "ستواصل فرنسا الوقوف جنباً إلى جنب مع اللبنانيين بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين والدوليين، وستسهر على احترام شروط الدعم الدولي للبنان في كل مرحلة. وتشجّع فرنسا مصطفى أديب على تشكيل "حكومة مهمّات" تتألّف من شخصيات مستقلة وكفوءة يختارها هو".
النهوض أو الإنهيار
وكانت الخارجية الفرنسية علقت مساء الثلاثاء في 22 أيلول على كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، حول عدم وجود أفق للحل في أزمة تشكيل الحكومة، وتحذيره من "الذهاب إلى جهنم".. في رد مقتضب في لقاء مع الصحافة، على سؤال: "ما هو ردّ فعلكم على ما صرّح به الرئيس ميشال عون الذي قال إنّه يبدو أن لا حل من أجل تشكيل حكومة في لبنان يلوح في الأفق القريب؟" أجابت الخارجية: "في هذه اللحظة التاريخية التي يمر بها تاريخ لبنان، أمام القوى السياسية خيارين إما النهوض بالبلد أو انهياره. إنها مسؤولية كبيرة بالنسبة للبنانيين. وفي هذا الإطار، تتأسّف فرنسا من أنّ المسؤولين اللبنانيين لم يلتزموا بتعهداتهم التي أعلنوها في الأول من أيلول. ندعوهم إلى إيجاد توافق من دون تأخير، حول تشكيل حكومة مهمات يرأسها الرئيس المعيّن مصطفى أديب، هدفها تنفيذ الإصلاحات الضرورية. وفرنسا، من جهتها، تقف دوماً إلى جانب لبنان، كما فعلت دائماً".
إصرار شيعي
وكان الحريري طرح حلاً لعقدة وزارة المالية، بأن يتولى أديب تسمية شيعي لمرة واحدة، بشرط عدم تكريس هذا الأمر، كي لا يشكّل عرفاً يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل. بل هو مشروط بتسهيل تشكيل حكومة الرئيس أديب بالمعايير المتفق عليها، وتسهيل عملها الإصلاحي، من أجل كبح انهيار لبنان ثم انقاذه وانقاذ اللبنانيين.
لم يلاق الثنائي الشيعي مبادرة الحريري بالترحاب، وأُشيعت أجواء أنه ما زال مصراً على وضع لائحة من 10 أسماء من الطائفة الشيعية، ليختار أديب اسماً من بينها. وأتى بيان الخارجية الفرنسية صباح اليوم للتأكيد على ضرورة تسهيل مهمة أديب لتشكيل "حكومة مهمّات تتألّف من شخصيات مستقلة وكفؤة يختارها هو".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها