الخميس 2020/08/06

آخر تحديث: 21:46 (بيروت)

ماكرون "يجمع" لبنان في قصر الصنوبر: التوبيخ والتعاطف

الخميس 2020/08/06
ماكرون "يجمع" لبنان في قصر الصنوبر: التوبيخ والتعاطف
رد ماكرون على "المجتمع المدني": افرضوا أنفسكم بالانتخابات (Getty)
increase حجم الخط decrease

لم يختلف كلام ماكرون، في السر عما قاله في العلن، وفي لقاءاته. في قصر بعبدا كان واضحاً أن الحكومة لم تنجح بتسجيل أي تقدم أو إنجاز يعتد به. والناس تسأل عما يفعله المسؤولون، متسائلاً عن ما تنوي الحكومة فعله، لأنها فقدت ثقة المواطنين. مجالسوه كانوا وكأن على رؤوسهم الطير.
أما في قصر الصنوبر، فكان ماكرون أكثر وضوحاً مع رؤساء الكتل، مشيراً إلى أن الناس تنبذهم والمجتمع الدولي يفقد ثقته بهم وبممارساتهم، ولا يمكنهم الاستمرار هكذا. ولا بد من عقد مؤتمر عام لتحقيق تغيير سياسي جذري.

الحكومة انتهت
قبل اللقاء، اختلى ماكرون بالرئيس سعد الحريري في مكتب جانبي. تشير المعلومات إلى أن اللقاء كان إيجابياً. وفسره كثيرون بكلام ماكرون حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في الأشهر المقبلة. ما يعني أن هذه الحكومة انتهت بالمعيار الدولي. والعودة إلى الحديث بحكومة تضم القوى المختلفة.

انقسم الأفرقاء في توجهاتهم. جنبلاط قدم شرحاً تاريخياً ثقافياً سياسياً، وأنه لا يمكن ترك لبنان كذلك بلا اهتمام دولي أو احتضان عربي. انتقد جنبلاط القوى السياسية بدءاً من نفسه، معتبراً انه لا بد من تغيير كبير، كي لا يتحلل لبنان كما تحللت دول أخرى. وهذا لا بد من حمايته من قبل المجتمع الدولي والعربي، كي لا تنمو محميات متضاربة. سمير جعجع كان متطابقاً إلى حد ما مع جنبلاط، إضافة إلى تركيزه على التدخل الإيراني ومشكلة السلاح وفرضه للأمر الواقع، مشدداً على ضرورة إجراء تحقيق دولي حول ما حصل.

باسيل يقفز
حاول جبران باسيل القفز فوق كل شيء. وتعمد ذلك في كلامه وفي تسريباته الإعلامية، بتقديم نفسه وكأنه كان الناصح لماكرون، مدعياً "وجوب إنجاز الإصلاحات ومكافحة الفساد، من دون أي اعتبارات أو حسابات، ومن دون ذلك لا يمكن إنقاذ لبنان". ولم ينس باسيل تحميل المسؤولية للاجئين الفلسطينيين والسوريين. كلام لم يلق اهتمام من ماكرون الذي استمر بملاحظاته القاسية والعنيفة. معتبراً أنه لا بد من تحقيق تغيير نوعي في الممارسة السياسية من الآن حتى شهر أيلول المقبل، والتحضير لمؤتمر سياسي تطرح فيه أفكار كثيرة للنقاش.

أما اللقاء مع المجتمع المدني وممثلي ثورة 17 تشرين، فكان ماكرون واضحاً وقاسياً أيضاً مشيراً إلى هذه القوى التي لا تثق بالسلطة اللبنانية بأنها لم تثبت فعاليتها سياسياً، ولم تعمل على تجسيد نشاطها الكبير في إطار سياسي. معتبراً أنه لا يمكنهم مطالبة أي طرف بالتدخل أو بفرضهم كقوة أساسية ومؤثرة، إنما عليهم هم أن يفرضو أنفسهم من خلال الانتخابات.

كلمة ماكرون
في نهاية يومه اللبناني الشاق والمفعم بالتعاطف والغضب، كانت كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنبرة لا تخلو من الانفعال والمشاعر. هناك في قصر الصنوبر، حيث التقى رؤساء الكتل النيابية، كما مجموعات المجتمع المدني، كان ماكرون واضحاً في تضامنه مع الشعب اللبناني ونفوره من الطبقة السياسية. قال "​فرنسا​ مع ​الشعب اللبناني​ في هذا الطريق اليوم وغدًا ولن تتركه أبدًا". وأضاف: "بعد هذه الحادثة وجدت حزنًا عميقاً وغضباً في الشارع، والهدف من هذه الجولة اليوم هو دعم الشعب اللبناني الحر".

ماكرون الذي أعلن من شارع الجميزة ضرورة قيام عقد سياسي جديد، وضرورة تغيير النظام، خاطب اللبنانيين: "هذه الأخوة هي من الشعب الفرنسي للشعب اللبناني، وأريد أن أوجّه التعازي لكل العائلات التي تضررت. وهناك فرنسيون تعرضوا للأذى ومئات اللبنانيين جرحوا وماتوا ولا يزالون ضائعين".

ورداً على سؤال، قال: "ليست لدي معلومات بشأن انفجار بيروت أكثر مما يعرفه الرأي العام وإجراء تحقيق دولي أمر ضروري".
واعتبر ماكرون أنّ ما قبل 4 آب لن يكون كما بعده، فما حصل هو أشبه بالصاعقة لقيامة لبنان أقوى مما كان.
وأعلن ماكرون تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان، قائلاً: "سننظم خلال الأيام المقبلة مؤتمر دعم دولي لبيروت والشعب اللبناني بهدف الحصول على تمويل دولي من الأوروبيين والاميركيين وكل دول المنطقة وخارجها من أجل توفير الأدوية والرعاية والطعام ومستلزمات البناء".
وأضاف الرئيس الفرنسي: "لا نعطي شيكًا على بياض لسلطة فقدت ثقة شعبها، الأموال من أجل لبنان موجودة لكنها فقط بانتظار تطبيق الإصلاحات الداخلية".
كما أعلن أنّه سيعود في الأوّل من أيلول، "ليس فقط من أجل ذكرى لبنان الكبير. ولكن من أجل تقييم ما أُنجز".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها