الأحد 2020/08/30

آخر تحديث: 12:55 (بيروت)

الراعي: لا مساومة على الكيان.. وقرار الحرب والسلم للدولة

الأحد 2020/08/30
الراعي: لا مساومة على الكيان.. وقرار الحرب والسلم للدولة
الراعي: إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار مجلس الوزراء بثلثي الأصوات (موقع بكركي)
increase حجم الخط decrease
رفع البطريرك الراعي سقف المواجهة السياسية من باب المحافظة على الكيان والدولة والسيادة وقرار السلم والحرب. وبدا كأنه يعيد التأكيد على الدور التاريخي والأساسي للكنيسة المارونية في تاريخ لبنان الكبير، في ظلّ حملة تخوين تتعرّض لها البطريركية نتيجة المواقف السياسية الواضحة التي يعلنها البطريرك حول الحياد والدولة، مشدداً اليوم على عدم المساومة أو التسوية على جوهر الكيان اللبناني. فأكد الراعي خلال عظته لقداس يوم الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، على مطالبة الدولة "لمّ السلاح المتفلت، وضبط كل سلاح تحت إِمرة الجيش والقرار السياسي"، مضيفاً أنّ "إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار مجلس الوزراء بثلثي الأصوات، بموجب المادة 65 من الدستور، ولا يحق ذلك لأحد سواه، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين والسلم الاهلي والأمن الداخلي".

السلاح والقتل الرخيص
وتطرّق الراعي إلى موضوع السلاح المتفلّت مشيراً إلى أنه "في كل أسبوع تطالعنا مأساة قتل رخيص، فيما كلام الله واضح وصريح ومباشر بوصيته السابعة التي لا تقبل اللبس أو التأويل: لا تقتل". وبعد تشديده على أنه "بين السلام العادل والحرب، الأولوية والأفضلية للسلام"، أشار الراعي إلى أنّ "السلاح الواحد في عهدة الدولة، هو مكوِن ثالت متكامل، في نظام الحياد الناشط، مع المكوِن الأول وهو عدم دخول لبنان قطعياً في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية وحروب اقليمياً ودولياً، ومع المكوِن الثاني وهو التزام لبنان برسالته في الدفاع عن حقوق الانسان، وحرية الشعوب ولاسيما العربية منها، وفي القيام بمبادرات المصالحة والتقارب وحل النزاعات، وفي توفير الجو لحوار الأديان والثقافات والحضارات والعيش المشترك".

الوطنية السياسية
وأعاد الراعي التأكيد على أنّ تاريخ البطريركية المارونية، وتحديداً البطريرك إلياس الحويك الذي قاد نضال القضية اللبنانية، "أراد لبنان دولة يعيش فيها مسيحيو الشرق على قدم المساواة مع المسلمين، هي الأولى في الشرق، تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية، ما يعني دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة". واعتبر الراعي أنه كما أنتجت الحرب العالمية الأولى والحصار والمجاعة لبنان الكبير، "نؤمن أنه من آلام الشعب الجائع، ومن ضحايا انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الحالي، تولد دولة جديدة بنظامها الحيادي الناشط الذي نعمل في سبيل تحقيقه مع اللبنانيين المحبين للبنان وللشعب".

الدولة الجديدة
وتحدث الراعي عن الدولة الجديدة التي يكون فيها "وجوه مسؤولين جدد يتصفون بالاستقلالية والنزاهة والخبرة السياسية، غير ملطخة أيديهم بوباء الفساد، يسعى في سبيل بنائها الشبان والشابات الذين قطعوا عهداً على نفوسهم بأن يظلوا على أرض الوطن ليبنوا دولة حديثة منسجمة مع الدستور والميثاق الوطني والدور البناء في المنطقة، ومع رأسمالها الحضاري والثقافي والعلمي والابداعي".

لا مساومات
وأكد الراعي على أنّ البطريركية المارونية ناضلت وبلغت إلى ولادة دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920، وناضلت حتى تحقيق استقلاله الناجز العام 1943، مع ميثاقه الوطني المتجدد في اتفاق الطائف، "واليوم تسعى جاهدة إلى تأمين استقراره بإقرار نظام الحياد الناشط". وأضاف: "لن تقبل بعد الآن بتسويات ومساومات على حساب جوهر الكيان اللبناني. فهي والشعب واحد في رفض كل ما هو مشبوه، وكل ما لا يحفظ رسالة لبنان ودوره وهويته في هذه المنطقة من العالم".

ثورة لبنان
وكان لافتاً توجّه الراعي إلى مجموعات من الشبان والشابات الذين ساهموا في رفع الأنقاض من الأحياء المنكوبة جراء تفجير المرفأ وتطوّعوا في إغاثة أهالي المنطقة، معتبراً أنه "جاؤوا في مسيرة من شركة الكهرباء إلى الديمان تحت اسم ثورة لبنان الحضارية". وأشار إلى أنّ "المسألة ليست ترميم منزل بل بناء مدينة بكل ما تمثل من بشر وحجر وتراث ورمزية وتاريخ وصيغة تعايش"، داعياً إلى "ضرورة تنظيم الاغاثة نظرا لحجم الحاجات الكبير، وضخامة عدد المشردين من دون سقف ومأوى، وإنشاء هيئة إغاثة دولية خاصة بلبنان تتكون من مجموعة دول شقيقة وصديقة مع ميزانية بحجم الكارثة، وتتولى مسؤولية إعادة إعمار بيروت".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها