الجمعة 2020/08/28

آخر تحديث: 12:19 (بيروت)

تمام سلام لـ"المدن": أرفض مطلقاً ترؤّس حكومة بهذا "العهد"

الجمعة 2020/08/28
تمام سلام لـ"المدن": أرفض مطلقاً ترؤّس حكومة بهذا "العهد"
سلام: "العهد لا يهوى غير التعطيل ونصب الكمائن والأفخاخ" (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
مع تحريك عجلة المفاوضات لإجراء استشارات نيابية وتشكيل حكومة جديدة، برز سريعاً إسم الرئيس تمام سلام لترؤسها في هذه المرحلة. كان اسمه على رأس لائحة الأسماء المقترحة. تحددت الإستشارات يوم الإثنين، لكن سلام رفض تولي رئاسة الحكومة بشكل مطلق. يقول الرئيس سلام لـ"المدن": "ترؤس الحكومة بالنسبة لي أمر غير قائم على الإطلاق، لا أريد تشكيل الحكومة في ظل عهد لم يبد أي حسن نيّة في إدارة شؤون البلاد بحكمة". ويضيف سلام: "البلد ينهار ولا يزال العهد وأعيانه يعيشون حالة الإنكار والإنفصال عن الواقع، يقبعون فوق والبلد كله ينهار من تحت، ولم يبدوا أي استعداد لإجراء مراجعة نقدية".

طبائع عون
يعتبر سلام أن المشكلة ليست في السياسة فقط ولا في الموقف السياسي، بل في الطبائع التي تغلب التطبّع، رئيس الجمهورية لا يزال يكابر، وكأنه لم يسأل نفسه لماذا وصل البلد إلى هذا الدرك من الانهيار والإنحدار. المشكلة ليست سياسية، فليُسأل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله عن مدى معاناتهم مع عون وباسيل، وكم هي العلاقة شائكة معهم، ولا يمكن البناء عليها، وأنا غير مستعد للمجيء في ظروف دقيقة وصعبة ومعقدة للغاية، لأغرق في تفاصيل وحسابات مصلحية وشخصية، فيما يستمر البلد بالانهيار.

يجزم تمام سلام أن المشكلة أكبر من كل التفاصيل والأشخاص، ويقول: "عندما تم التواصل معي لترؤس الحكومة، جاوبت سريعاً بالرفض، لأنه لا يمكن الوثوق بهذا العهد، ولا أمل على الإطلاق في تحقيق أي إنجاز. منذ أربع سنوات والعهد يتحدث في مكان وممارساته في مكان آخر. ولا يهوى غير التعطيل ونصب الكمائن والأفخاخ، والتي لا تنفجر إلا بوجه اللبنانيين. أنا غير مستعد لأن أكون مسبباً في المزيد من الانهيار، بسبب الصراعات". يقولها سلام صراحة: "لا أمل بالإصلاح في هذا العهد، ولا أحد يتوقع أن يتم تحقيق أي تقدم على صعيد الإصلاحات". المكتوب يجب أن يقرأ من عنوانه: "كان رئيس الجمهورية يطرح شعار التغيير والإصلاح، ولكنه في الحقيقة شعار التعطيل في سبيل الاستئثار. وبعد الاستئثار، أصبحنا في مرحلة التخريب، الذي يشهد على نتائجه كل اللبنانيين".

ضمانة فرنسية؟
ويكشف سلام أنه عندما أبلغ رفضه لتولي رئاسة الحكومة، قوبل بردود كثيرة، منها أن الفرنسيين هم الذين يشكلون الضمانة لإقلاع العهد عن ممارساته، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يولي اهتماماً مباشراً للملف اللبناني ويأخذه على عاتقه، لكنه أجاب: "الرئيس الفرنسي مشكوراً يهتم بلبنان وحريص على الإنقاذ، لكنه لن يكون موجوداً في لبنان لمتابعة مسيرة الإصلاح، ولن يكون متدخلاً في التفاصيل اللبنانية التي يرتكز عليها الكثير من القوى السياسية للإمعان في التعطيل والعرقلة، ومحاولة الاستمرار بالاستئثار. لا ماكرون ولا غيره من الدول سيكون قادراً على مواكبة أي عملية إصلاحية، أو أي محاولة تعطيلية. زيارة ماكرون ستستمر لساعات، وبعدها سيغادر، ويعود اللبنانيون إلى تناحرهم. وأنا بكل بساطة، لا أريد لنفسي أو لإسمي أن يكون هدية أو طعماً مقدماً بشكل صوري للرئيس الفرنسي بمناسبة زيارته، فأتكلف بتشكيل الحكومة، وبعدها تعود الأمور إلى التجاذبات والمناحرات التحاصصية ويتم إضاعة المزيد من الوقت في مفاوضات التشكيل وشروط القوى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها