الجمعة 2020/08/14

آخر تحديث: 23:12 (بيروت)

نصرالله: المقاومة شرط وجود.. ولا حكومة حيادية

الجمعة 2020/08/14
نصرالله: المقاومة شرط وجود.. ولا حكومة حيادية
نصرالله لجمهوره: احفظوا غضبكم، قد نحتاجه لمنع الحرب الأهلية (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

قال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطبة متلفزة بمناسبة الذكرى الـ14 لحرب تموز، أن "المقاومة" أسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي خططت له أميركا. وقال بداية: "أبارك لكم جميعا الانتصار على العدو الاسرائيلي في حرب تموز 2006 وأشكر الله الذي أعطانا من الصبر والثبات والقوة على التحمل وكانت خاتمته النصر، والشكر لكل من كان له دور في هذه المواجهة وفي صنع هذه الملحمة والانتصار". وتابع "الشكر بعد الله للشهداء كل الشهداء من المقاومة والجيش والقوى الأمنية وكل فصائل المقاومة وايضا الشهداء من المدنيين".

المقاومة شرط وجود
ووجّه نصرالله "الشكر لكل الذي أداروا المقاومة السياسية خلال الحرب، وعلى رأسهم الرئيس العماد إميل لحود، وأيضا الشكر للأخ الرئيس نبيه بري الذي كان يدير كل المفاوضات الصعبة منذ اليوم الأول للحرب حتى آخر ساعة، سواء المفاوضات مع الداخل أو الخارج، الشكر لكل القوى السياسة الوطنية ولكل شرائح المجتمع الذين أيدوا ودعموا، ولكل القوى التي وقفت إلى جانب لبنان وهي قليلة جداً، وفي مقدمتها إيران وسوريا والشكر لكل أحرار العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم الذي عبروا بكل أشكال التعبير". 

وأوضح نصر الله أن "عدوان تموز هي حرب إسرائيلية فرضت بقرار أميركي على لبنان، الذي قاتل وحيداً من الناحية العسكرية أمام الكيان الغاصب"، وتابع "33 يوماً، لبنان وشعبه والمقاومة بوجه العدو إلى أن أُجبرت إسرائيل على وقف عدوانها، والتراجع عن شروطها بما يرتبط بسلاح المقاومة وغيرها من الشروط المتعلقة بنشر قوات متعددة الجنسيات في المرفأ والمطار وعلى الحدود مع سوريا"، وأشار إلى أن "لهذه الحرب كان نتائج استراتيجية على مختلف المستويات، وقد أفشل مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي كان يعد للمنطقة"، وشدد على أن "هناك معادلة اليوم تحمي لبنان وهي توازن الردع".

ولفت نصر الله إلى أنه "في عدوان تموز كان من المفترض أن يُهزم لبنان ويدخل الهيمنة الأميركية، وتسقط بعدها سوريا، ليتم بعدها إسقاط الجمهورية الإسلامية في إيران، ثم تصفية القضية الفلسطينية"، وتابع "ما زالت آثار الهزيمة العسكرية والنفسية التي لحقت بالكيان الصهيوني قبل 14 عاما حاضرة في هذا الكيان"، وأشار إلى أن "لبنان قوي بمعادلة المقاومة لذلك هم يريدون التخلص منها، وعروضهم علينا التخلي عنها كان ولا يزال موجوداً".

وشدد على أن "المقاومة بالنسبة للبنان وشعبه هي شرط وجود حتى إشعار آخر، طالما لم يقدّم البديل المقنع.. هي الهواء الذي نتنفّسه والماء الذي نشربه لنبقى على قيد الحياة". وتابع: "قرارنا بالرد على استشهاد المجاهد علي محسن ما زال قائماً وهو لتثبيت قواعد الإشتباك والمسألة قضية وقت وعليهم أن يبقوا منتظرين".

عمل الإمارات المدان
وعن الاتفاق الاسرائيلي الإماراتي، قال نصر الله "ليس هناك مفاجأة بما قام به بعض الحكام في دولة الإمارات بل كان ضمن المسار الطبيعي الذي كانوا يتبعونه"، ورأى أن "ما قامت به الإمارات هي خدمة انتخابية سياسية لترامب وخدمة شخصية وانتخابية لنتنياهو"، ولفت إلى أن "توقيت الإعلان عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل يؤكد أن بعض الأنظمة العربية هم خدم عند الأميركي".

وأكد نصر الله أن "التطبيع الإماراتي مع العدو الاسرائيلي هو عمل مدان وخيانة للقدس وفلسطين وللمقدسات. وهذا طعن بالظهر". وأضاف "أقول للشعب الفلسطيني المغدور اليوم وللشعوب العربية والاسلامية، يجب أن ننكر هذه الجريمة. ولكن لا يجب أن نحزن لأن ما يجري في العلن اليوم كان يجري في السر"، وتابع "هذه المسيرة يجب ان يخرج منها الطاعنون بالظهر والخائنون لأن هذا سوف يجعل حركات المقاومة وجبهتها أن يعرفوا صديقها من عدوها، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم. عندما تصبح صفوف الأمة نقية نظيفة، هذا أمر جيد".

انفجار المرفأ.. إسرائيل.. التحقيق 
وفي ما خص انفجار بيروت، لفت نصر الله إلى أن "لا رواية لدى حزب الله حول انفجار مرفأ بيروت. فنحن لسنا الجهة التي تقوم بالتحقيق"، وتابع: "حول تفجير مرفأ بيروت نظرياً هناك فرضيتان حول أسباب انفجار مرفأ بيروت، بين أن يكون عرضياً أو تخريبياً"، وأشار إلى أن "حزب الله معني بأمن المقاومة المباشر ولسنا قادرين على تحمل مسؤولية كامل الأمن القومي ببعده الداخلي"، وأكد: "إذا ثبت أن سبب انفجار مرفأ بيروت تخريبي يجب محاسبة المقصرين لكن علينا البدء بالتحقيق حول من يقف خلفه"، وشدد قائلاً: "نحن ضد التحقيق الدولي في هذه القضية".

وأضاف: "إذا كان حادثاً عرضياً، على القضاء أن يعاقب المسؤولين عنه، وإذا كان عملاً تخريبياً، يجب أن تبقى المسؤوليات قائمة. لكن علينا أن نبحث عمن يقف خلف هذا العمل التخريبي. إذا كانت إسرائيل هي المرتكبة لنتحدث من أول وجديد. إذا كانت الـ"اف بي أي" حسب ما علمنا تشارك بالتحقيق، ولإسرائيل علاقة بالتفجير، فسيتمّ إنقاذ إسرائيل. وإذا كان هناك تحقيق دولي فسيبعد أولاً أي مسؤولية لإسرائيل فيه".

إذا التحقيق اللبناني توصل إلى خلاصة أنّها عملية تخريبية، ولإسرائيل دور فيها، فإنّ على الدولة والشعب اللبناني والقوى والأحزاب، وكل لبناني أن يقف ويجيب بأنّ هذا اعتداء إسرائيلي. عندها هي ليست عملية تستهدف حزب الله بل الشعب والدولة وكل الطوائف اللبنانية. فماذا سيكون موقف الشعب اللبناني والدولة اللبنانية؟ هذه الفرضية على كل اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية أن تجيب عنها. حزب الله، لديه جواب، فهو الذي لا يمكن أن يتغافل عن قتل مجاهد واحد من مجاهديه، لا يمكن أن يسكت على جريمة كبرى بهذا الحجم إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت هذا الجرم، وسيكون الرد ليس فقط بحجم الانفجار بل بما كان يفترض أن يكونه لو انفجرت كل الكمية الأصلية".

"إسقاط الدولة"
وقال نصر الله "منذ الساعات الأولى للانفجار هناك قوى سياسية ووسائل إعلام استغلت آلام الناس، ليس فقط ضد حزب الله بل ضد الدولة"، وتابع "العنوان الأول كان العهد والرئيس عون. ورأينا استغلال كبير خصوصاً في الشارع المسيحي. وبدأ هؤلاء بتحميل المسؤولية للرئيس عون وشنوا حملة شعواء عليه وانه يتحمل المسؤولية وتجاوزوا كل حدود القانون بالشتائم بهدف الضغط على عون للاستقالة"، ولفت إلى أن "الرئيس عون ليس الشخص الذي تستطيعون اسقاطه بالكذب والشتائم. ونحن نعرف موقفه في حرب تموز الذي رفض تعديل موقفه عندما هُدد بقصف منزله"، وأضاف "مؤسسة المجلس النيابي أيضاً فشلوا في إسقاطها، وكان بعض النواب أو الكتل يقبلون بانتخابات مبكرة، ولكن لأسباب عديدة رفضوا الاستقالة من المجلس". وقال أن ما كان مخطط له يشبه "اختطاف سعد الحريري في الرياض"، وكان يمكن وضع لبنان على حافة الحرب الأهلية.

لا للحكومة الحيادية
وعن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، قال نصر الله "في أي بلد، الشعب يتطلع إلى حكومة قادرة وأن تنجز وأن تتحمل مسؤوليات، خصوصاً في بلد يعيش أوضاعاً صعبة كلبنان"، وتابع "لذلك نطالب بحكومة قوية وقادرة ومحمية سياسياً لانها اذا لم تكن محمية سياسيا ستستقط وتنهار أو يتم اسقاطها عند اول مفترق طريق"، وذكر "دائما نحن نطالب بحكومة وحدة وطنية أو بحكومة فيها أكبر تمثيل سياسي وشعبي وفيها أصحاب اختصاصات". أما بخصوص طرح تشكيل حكومة حيادية، فاعتبرها نصرالله مضيعة للوقت وخداع، فليس هناك في لبنان حياديون. 

ولفت إلى أن "الحكومة الجديدة أمامها الكثير من الأولويات، منها إعادة الاعمار ولملمة الجراح، التدقيق الجنائي، المدرسة الرسمية، وغيرها من الملفات. وعلى رأس الأولويات متابعة التحقيق والمحاسبة بملف انفجار المرفأ".
وفي تلميح لمن يرفض المشاركة في حكومة "الوحدة الوطنية"، قال: "من لا يستطيع تحمل مسؤولية سياسية بظروف صعبة فليخرج من الحياة السياسية". وهي إشارة قد تكون موجهة إلى سعد الحريري على وجه الخصوص. 

وهو إذ "تفهم" استقالة الحكومة، قال: "يجب أن نتحرك تحت سقف أن يبقى للبنان دولة. وما يبنى من أحقاد يجعل مستقبل لبنان مظلماً وخطراً، ويفتح الباب لكل من يريدون تحطيم البلد. 

الغضب والمحكمة الدولية
ثم توجه السيد نصر الله بالتحية لـ"جزء كبير من الشعب اللبناني الصابر خصوصاً من جمهور المقاومة"، وقال لهم "من حق الناس التظاهر. لكن الكثير من الممارسات غير الأخلاقية والتي يمكن أن تدفع إلى الصدام في البلد، هي تحركات مشبوهة، وتقف خلفها السفارات. وسوف يأتي الوقت المناسب وأسمّي به هذه السفارات". وتابع "أريد أن أشكر جمهور المقاومة على  صبرهم وبصيرتهم أمام كل الاستفزازت، وطلبنا ضبط الوضع لأن من الواضح أن هناك من يحاول جر الأمور للاقتتال. ونقول لجمهورنا أحفظوا هذا الغضب. لأننا قد نحتاجه يوما لننهي كل محاولات جر لبنان الى حرب أهلية".

وعن المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال نصر الله "سبق أن شرحنا في السنوات الماضية كل تفاصيل عمل هذه المحكمة. وهي لا تعني لنا شيئاً. ونحن نعتبر أنفسنا غير معنيين بأي من قراراتها. واذا قضت بحكم ظالم على أحد إخواننا، نحن نتمسك ببراءة كل إخواننا، لأن قرار المحكمة سبق وصدر منذ سنوات طويلة.، وتابع "المهم أن ننتبه كلبنانيين أن هناك من سيحاول استغلال قرارات هذه المحكمة لاستهداف لبنان والمقاومة. وقد يدفع الأمور باتجاه الاستفزاز، عبر السباب والشتائم أو عبر بعض التحركات الميدانية. وأضاف "أدعو جمورنا العزيز بالتحلي بالصبر والبصيرة".

الأقوى في الإقليم
وتحدث نصر الله عن جائحة كورونا، قائلاً: "أريد أن أذكر أن أعداد الإصابات ارتفعت بشكل كبير. والوباء يبدو أنه اصبح خارج السيطرة"، وتابع "هذا خطر ويجب محافظة الانسان على نفسه وعلى عائلته والآخرين. ولذلك يجب الالتزام بالضوابط، عبر لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي والتعقيم وغيرها من الاجراءات". 

وختم نصر الله: "ذكرى انتصار تموز 2006 صنعته الدماء والتضحيات. وأهم شيء به هو الحفاظ على لبنان والمقاومة والصبر على كل الضغوط التي يجب ان نتجاوزها". ولفت إلى أن "المنطقة والعالم أمام تطورات كبيرة. ونحن يجب أن نواكب هذه التطورات سواء بخصوص الانتخابات الأميركية أو الداخل الإسرائيلي أو في الداخل اللبناني"، وأكد أنه "يجب عدم الخوف من بعض التحليلات التي تحاول الإيحاء بحصول شيء ما مع وصول باخرة من هنا أو هناك.. يجب التوكل على الله.. حزب الله بعون الله وبدعم الناس مع حلفائه في الداخل والإقليم الأقوى في المنطقة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها