الإثنين 2020/08/10

آخر تحديث: 13:05 (بيروت)

الحكومة الميتة تنتظر ساعة دفنها والبرلمان إلى "العناية الفائقة"

الإثنين 2020/08/10
الحكومة الميتة تنتظر ساعة دفنها والبرلمان إلى "العناية الفائقة"
تضارب في الشائعات حول مصير الحكومة (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
طغى حديث الاستقالات على ما عداه. من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب. وما بينهما اتصالات ولقاءات تبحث في كيفية استمرار الحكومة وحمايتها من السقوط، عبر تفاهمات بوجوب تعيين شخص بديل لأي وزير مستقيل. تلك هي نظرة رئيس الجمهورية ميشال عون، حزب الله، ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. ونظرية تعيين البديل تهدف إلى منع تراكم 7 استقالات، فتسقط الحكومة. وبعيد ساعات على استقالة وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، بدأت الاتصالات من القصر الجمهوري بشخصيات درزية لتوزيرها. الأمر نفسه بدأ بعد استقالة الوزير دميانوس قطار الذي قال:" أصدقاء أبنائي قتلوا في التفجير. لم يعد بإمكاني أن أكمل في هذه الحكومة".

بدت عملية حماية الحكومة صعبة للغاية، في ظل إصرار وزراء على تقديم استقالاتهم، وفي ظل ضغط كتل نيابية هددت بالاستقالة من المجلس النيابي ما لم تسقط الحكومة. الأمر فتح الباب على مشاورات كثيرة، برفع الغطاء عن الحكومة من قبل حزب الله وحركة أمل والإطاحة بها، على أن يقدمها حسان دياب بعد جلسة مجلس الوزراء، التي نقلت من قصر بعبدا إلى السراي الحكومة. 

حكومة الضياع
الكثير من الوزراء عزموا على تقديم استقالاتهم. كلام كثير وشائعات أكثر، حول استعداد وزير الاقتصاد راوول نعمة، وزير المال غازي وزني، وزيرة الدفاع زينة عكر للاستقالة، إضافة إلى استقالة وزيرة العدل ماري كلود نجم. بدأ التدخل معهم والضغط عليهم لثنيهم عن قراراهم. تراجع نعمة، وتراجع وزني بعد مشاورات فتحت بين الرئيسين نبيه بري وحسان دياب. فيما تدخل التيار الوطني الحرّ مع وزيرة العدل، وتدخل حزب الله مع وزيرة الدفاع التي تتحدث المعلومات عن أنها تصر على تقديم استقالتها اليوم وستطرح الأمر خلال الجلسة وسط استمرار الضغط على دياب لدفعه لتقديم استقالته بعد الجلسة. لا يريد الحزب للحكومة أن تسقط قبل التفاهم على بديل. وهذا كان محور مشاورات بين الحزب وبري حول البدء بمشاورات للاتفاق على حكومة بديلة، وانتظار ما سيحمله ديفيد هيل لاتخاذ القرار النهائي بشأن هذه الحكومة. وسط ذلك، يصر رئيس الحكومة على الاستمرار بعقد الجلسات الحكومية وكأن شيئاً لم يكن. في الجلسة ستتم مناقشة مسألة الاستقالات الجماعية، أو الحفاظ على الحكومة، فيما قد يطرح تعيين مدير جديد للمرفأ ومدير جديد للجمارك.

دخل اللبنانيون في دوامة ضياع وتضارب في الشائعات حول مصير الحكومة والاستقالات، بينما المعلومات كانت تفيد عن مقايضة تفرض تراجع رئيس الحكومة حسان دياب عن الانتخابات النيابية المبكرة، مقابل تراجع حزب الله وحركة أمل عن إسقاط الحكومة وتوفير الحماية لها، كما يعمل الرئيس بري على تجنّب جلسات مساءلة الحكومة في المجلس النيابي. بينما استمر عدد من الوزراء على مطالبته بضرورة استقالة الحكومة. 

مصير مجلس النواب والانتخابات المبكرة
من استقالات الوزراء إلى استقالات النواب، فقد قدّم عد من النواب استقالات بشكل رسمي وخطّي عملاً بالنظام الداخلي للمجلس النيابي، هم هنري حلو، نعمت إفرام، ميشال معوض، ديما جمالي، سامي الجميل، نديم الجميل، إلياس حنكش، بولا يعقوبيان، ومروان حمادة. فيما تستمر المشاورات السياسية بين تيار المستقبل، الحزب التقدمي الاشتراكي، القوات اللبنانية، للبحث في احتمال تقديم استقالاتهم من المجلس. وتشير مصادر مطلعة إلى أن لا رغبة لدى هذه القوى في تقديم الاستقالات، لأنها لن تؤدي إلى انتخابات نيابية مبكرة، خصوصاً أن لا نص دستورياً واضحاً يفرض إجراء انتخابات نيابية مبكرة، في حال استقال عدد من النواب. وبالتالي هناك خشية لدى هؤلاء من تقديم استقالاتهم ويستمر المجلس، وتتأخر الدعوة لإجراء انتخابات فرعية مثلاً، فيكون المجلس القائم قادراً على اتخاذ وإقرار القوانين والتشريعات التي يريدها، سواء على صعيد قانون الانتخاب أو حصول أي تطور غير محسوب مثلاً.  فإذا استقال رئيس الجمهورية مثلاً، وكان نواب المستقبل والاشتراكي والقوات اللبنانية بالإضافة إلى النواب المستقيلين الآخرين خارج المجلس، سيكون بإمكان حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ وحلفاؤهم اختيار الرئيس الذي يريدونه، وإقرار القانون الانتخابي الذي يناسبهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها