السبت 2020/06/06

آخر تحديث: 23:46 (بيروت)

فتنة "الشبيحة" المتنقلة تبدأ بالرينغ فعين الرمانة وتحطّ بـ"المزرعة"

السبت 2020/06/06
increase حجم الخط decrease
وقعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة في منطقة كورنيش المزرعة مساء السبت استكمالاً لمشهد الفتنة التي شهدته بيروت بعد ظهر 6 حزيران بنزول جمهور الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، إلى ساحة الشهداء ومحاولتهم الاعتداء على المتظاهرين. لكن ما فاقم الأمور، أنّ هذا الجمهور لم يكتف اليوم بإطلاق هتاف "شيعة شيعة" الاعتيادي، لكن قام بتوجيه الشتائم لرموز سياسية ودينية، الأمر الذي ترك أثره في شوارع بيروت.

من ساحل الشوف إلى طرابلس
وامتدّت حركة الاحتجاج على هذه الشتائم من بيروت إلى ساحل الشوف وطرابلس وغيرها، إلا أنّ أنصاراً مسلّحين تابعين لـ"الثنائي" لم يلائمهم أيضاً احتجاج البعض على هتافاتهم فعمدوا إلى إطلاق النار. الأمر الذي فاقم الأوضاع وأدى إلى وقوع اشتباك بين شارع بربور والطريق الجديدة عند أحد تقاطعات كورنيش المزرعة. وعادت وحدات الجيش وانتشرت في المكان بعد أن كانت انسحبت منه مع بدء الاشتباك. فاستقدمت قيادة الجيش تعزيزات آلية إلى "المزرعة" وعملت على الانتشار عند مفارق الأحياء المتفرّقة بين الجانبين.

مع العلم أنّ أنصاراً لحزب الله وحركة أمل حاولوا اليوم أيضاً اقتحام منطقة عين الرمانة من شارع أسعد الأسعد في الشياح لأسباب غير معروفة، فرشقوا الحجارة على الأهالي فيها، الأمر الذي تطوّر أيضاً إلى إطلاق نار. لكن ظلّ مضبوطاً نتيجة تدخل القيادات السياسية في المنطقتين. لكن يبدو أن هؤلاء يبحثون عن فتنة، أكان من خلال إعادة إشعال خط التماس القديم بين الشياح وعين الرمانة أو خطوط التماس الجديدة داخل بيروت وأهمها مع الطريق الجديدة.

بيانات متتالية
وفي وقت لاحق، أصدرت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية بيانا حذرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية. وأكدت الدار في بيان صادر عنها أنّ "شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من أي شخص كائناً من كان لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج إلى توعية"، مشيرةً إلى أنّ "أبواب دار الفتوى مفتوحة لتعليمه من تكون السيدة عائشة زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلّم، وأي إساءة بحقها تمسّ كل المسلمين".

واضطر حزب الله إلى إصدار بيان أكد فيه أنّ "ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر ولا يعبّر إطلاقاً عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين". وذكّر الحزب "بالموقف الشرعي والديني لسماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي وفتواه المعروفة بحرمة التعرّض لزوجات الرسول وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين"، كما حذّر "بشدة من مسببي الفتن والمستفيدين منها وكل أولئك الذين يروجون للفتنة ويدعون لها". وأكد رفضه المطلق والتام "لكل ما يمكن أن يؤدي إلى الفرقة والاختلاف والتوتر المذهبي والطائفي والديني".

ومن جهة أخرى أعرب المفتي الجعفري، الشيخ ​أحمد قبلان​، عن استنكاره "لما يجري من سباب وشتم للرموز الدينية وخاصّة التعرّض للسيدة عائشة"، مؤكّدًا أنّ "في دين الله ورسوله، يُحرَّم وبشدّة التعرّض بالسّبّ والشّتيمة للرموز الدينيّة، بخاصّة الرموز الإسلاميّة، والمبدأ عند الله حرمة كلّ سوء وشَين، فضلًا عن تعارض السّبّ مع مبدأ الله ونبيِّهِ وأهل بيتِه". وشدد قبلان في البيان على أنّ "السّلطة بكلّ أجهزتها مسؤولة بشدّة عن إدارة أزمة البلد على طريقة حماية البلد والناس، بعيدًا عن مرتزقة الغُرف ووكلاء اللعب بالفتنة الوطنيّة والطائفيّة"، مؤكداً على أنّ "المطلوب توحيد الجهود لإنقاذ البلد مِن القعر، وليس النّفخ بنار تمزيق البلد وإشعال متاريسه المذهبيّة والطائفيّة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها