وتبعاً للانقسام حول العناوين السالفة، جاءت مواقف الكتل النيابية وأعضائها اليوم في جلسة اليونيسكو. جبران باسيل الذي اعتبر أنّ "العفو هو إفلات من العقاب وهو جريمة جديدة بحق الوطن". عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي سعد أكد أنّ "قانون العفو بصيغته الأخيرة لم يعد عفواً عاماً بل عفو مشوه وأكيد أننا لن نسير به". وكذلك موقف النائب نديم الجميل. في قانون العفو العام مثالثة طائفية موصوفة.
صناعة الأوهام
هو تدمير ممنهج، يساق بكل وقاحة منذ عقود، بينما تستمرّ حفلات الزجل والكذب. كأنّ السياسيين اللبنانيين يمتهنون صناعة الأوهام وبيعه للناس في الداخل. في سبعينيات القرن الماضي، إصرار سياسي على أن لا طائفية في البلد. وقعت الحرب وقسّمت المحاور. في ثمانينياته، تأكيد على العيش المشترك ومنطق "الغريب" الذي أوقع بين اللبنانيين. إسرائيل وفلسطين وسوريا وأموال ليبيا القذافي والعراق الصدّامي، في حين أنّ المجازر بصناعة محلية وضحايا محليين أيضاً، مع تقاسم مطلق في الارتكاب والتجزير. في التسعينيات، تأكيد على العيش المشترك والانتهاء من الحرب، وإعادة الإعمار بمنطق الحصص أيضاً. تأكيد على أن لا نهب للمال العام ولا إقامة إمارات للزعماء والأحزاب والطوائف، في حين تمّت إعادة تقسيم الحصص في مراحل 2005 و2009 و2016، انتهاءً بالانهيار والإفلاس. كل ذلك أوهام. وهم في العيش المشترك، في إعادة الإعمار، في ثبات الليرة اللبنانية، في بناء الدولة، في المحافظة على الدستور.
الخطير أنّ المثالثة غير المعلنة التي تحكم البلد دخلت حتى ملف العفو عن جرائم المرتكبين. ولما لا تفعل، طالما أنّ المنطق هو نفسه الحكم في كل المجالات وفي الظروف والمناسبات. دخلت المثالثة العفو العام وعطّلته إلى الحين، بانتظار توافق لا شيء فيه يقرب الإصلاح والقانون وصونه. هي مثالثة مقنّعة لكن ثابتة في حقدها وتهديمها للمؤسسات. مسار طبيعي لمرحلة ما بعد التحاصص. مثالثة مقنّعة لكن منتشرة، ما دخلت أخضر إلا ويبسّته. هي مثالثة قاتلة أساساً، ولا يأتي منها إلا الضرر للبنانيين ودستورهم.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها