الإثنين 2020/05/25

آخر تحديث: 15:51 (بيروت)

يوم أحمد قبلان.. مفتي جمهورية الخراب لتحرير القدس

الإثنين 2020/05/25
يوم أحمد قبلان.. مفتي جمهورية الخراب لتحرير القدس
تناتش ما تبقى من جثة هذا البلد (الوكالة الوطنية)
increase حجم الخط decrease
كيف يمكن التعليق على كلام المفتي الجعفري الشيعي، أحمد قبلان، في صبيحة نهار عيد الفطر السعيد، الأحد 24 أيار الجاري؟

قد لا يجدي الكلام عن مضمون خطبة المفتي العصماء. فكل ما ورد فيها عن لبنان ونظامه وصيغته ودستوره وتاريخه وتسوياته وفساده، هو من تلك المحفوظات العقيمة المكرورة منذ عقود كثيرة.

وربما لا يجدي أيضاً التساؤل عن مقدرة المفتي على كل هذا الصخب السيّال الهادر في كلامه. فهو موعود بفارغ الصبر بوراثة منصب والده الشيخ عبد الأمير قبلان المسن، رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان. وصار معلوماً أن المناصب لا تُنال ولا تُورّث في لبنان، إذا لم يواظب الطامحون إليها على الصراخ الفجِّ، والصخب الكلامي الصّلِف.

وإلا كيف يمكن أن يلتفت الناس والإعلام النّهم، إلى رجال لا يثبتون جدارتهم في خطابةٍ يجب أن تثير زوابع من الردود المعاكسة والمشاكسة، على شاكلتها، في سوق ما يسمى مناصب وسياسةً وحياة سياسية وزعامةً في لبنان؟ وهذا على الرغم من أن هذه السوق اللبنانية للمناصب والتصدر والتزعُّم، لم يبقَ منها سوى القليل من الحطام. وهو الذي ما عاد يغري إلا نفوساً مصابة بجوع نهمٍ عتيق مستفحل إلى الصراخ، لتناتش ما تبقى من جثة هذا البلد في تشييعه إلى مثواه الأخير.

حتى في ما سماه المفتي الطامح إلى لقب "الممتاز"، "يوم الله" في مستهل خطبته، لم يقلِّل من نهمه إلى ما يصبو إليه، في صبيحة أحد عطلة عيد، لا يزال معظم الناس فيها نياماً، أو حائرين كيف وأين يمكنهم تمضية النهار في بلادهم الكئيبة كآبة سوداوية، خيمت على حياتها وحياتهم، أقله منذ أكثر من نصف سنة، وخيمت على العالم كله منذ مطلع العام 2020؟

قد يكون المفتي الطموح استلهم ابتكارات حزب الله الشيعي في تسميته أيامه ومناسباته وشعائره وعراضاته التي ملأ بها أيام السنة كلها تقريباً، معتمِداً للعالم والوقت تقويماً يجعل الدنيا ديار حرب دينية مقدسة، حتى قيام الساعة. فما أرساه الحزب الشيعي الخميني منذ عقود، صار طقساً كلامياً رائجاً ومسكِراً، يستطيع أن يستعيره كل طامح إلى ما يسد به لهفته وجوعه المزمنين إلى خطابة الحرب.

وخطابة الحرب هذه موضوعها السهل المفضل هو لبنان، الذي احترفت الخطابة العروبية والإسلامية منذ دهر، ترذيله باعتباره لقيطاً استعمارياً غربياً، لا بد من تطهيره وإعادته إلى أصله العروبي والإسلامي والشرقي أو المشرقي، حتى ولو اقتضى ذلك تحويله مقبرة للغزاة.. ولأهله أيضاً.

وهذا على الرغم من أن التطهير قد حصل واكتمل، ولم يبق سوى سنة واحدة لا غير ليزحف سيد الحرب المقدسة من لبنان إلى بيت المقدس، ليصلي فيها بعد إزالته تلك الغدة السرطانية من الوجود.

فالتيار العوني الذي يتصدر مسيحيي لبنان - المفترض أنهم "صنّاع لبنان الإستعماري" - قد صار منذ 15 سنة مشرقياً على مذهب أمير الحرب ومرشدها، الذي أوصله ورهطه إلى قصر رئاسة الجمهورية، بعدما صارت رميماً.

وفي خطبته لـ "يوم الله" ربما يمنّي المفتي أحمد قبلان نفسه، بتجاوز منصب والده "الممتاز"، ليصير في عهد رئاسة وريث التيار العوني، مفتي جمهورية الخراب لتحرير القدس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها