الأحد 2020/04/05

آخر تحديث: 12:50 (بيروت)

"طائرات العودة" في المطار.. ومهرجان التصريحات السياسية أيضاً

الأحد 2020/04/05
"طائرات العودة" في المطار.. ومهرجان التصريحات السياسية أيضاً
مهرجان سياسي بامتياز في قاعات المطار (الوكالة الوطنية)
increase حجم الخط decrease

فجأة دبت الحياة في المطار بعد سبات طويل وقسري. "طائرات العودة" بدأت بالهبوط.

هي مناسبة "وطنية" يمكن وصفها بحفلة لمّ الشمل. بالتأكيد إنها لحظة تدعو للبهجة، خصوصاً للعائلات التي ستلاقي أحباءها وأبناءها، كما هي مدعاة لطمأنينة الكثير من العائدين الذين كانوا يعانون الوحشة أو انقطاع السبيل أو شح المال أو مخاطر البقاء في بلاد تعاني من أنظمة صحية سيئة..

مع ذلك، هي مناسبة سياسية بامتياز، لم تفوتها الحكومة برئيسها ووزرائها، ومن خلفهم الأحزاب التي عيّنتهم.

الوزير النجم
هكذا تحول المطار منذ صباح الأحد 5 نيسان، إلى منبر يتسابق إليه وعليه رئيس الحكومة والوزير تلو الوزير، ثم كبار الموظفين المدنيين والأمنيين. فرصة سانحة للدعاية والترويج وتلميع الصورة وتسجيل "الإنجازات".

وزير الصحة، حمد حسن، يصرح مرة وثانية وثالثة ورابعة، إطلالة تلفزيونية وراء إطلالة، مكرراً الكلام نفسه بقدرة فائقة على الإعادة. باختصار، ما كان مفيداً في كل هذا المهرجان الإعلامي الخاص به، قوله: "لن نعجز عن تتبع حالة 10 آلاف وافد لبناني. وندعو أهلنا لأن يكونوا مطمئنين إنما متعاونين كذلك". وأضاف: "المطلوب التركيز على الالتزام بالارشادات ومنع التجمعات ومظاهر الاحتفال بعودة هؤلاء اللبنانيين من الاغتراب. وهذا الأمر يحمي الجميع ويسهل عملية عودة الآخرين".

وأكد حسن من المطار: "الإجراءات المتخذة لمتابعة عودة المغتربين جدية وعلى مستوى عالٍ من المهنيّة"، شارحاً الاجراءات المتخذة على متن الطائرات التي تنقل اللبنانيين من الخارج، إضافة الى التدابير التي ستعتمد فور وصولهم، بالنسبة لإجراء الفحص الخاص بكورونا والحجر الصحي. وقال "فرق وزارة الصحة ستتوجه إلى الطائرات وستواكب المسافرين طبياً كما سنواكب أخذ العينات حيث سيتوجه المسافرون الى فنادق معينة ونتائج الـPCR  تصدر بعد 6 ساعات، وبعدها يمكن لمن صدرت نتيجته سلبية التوجه إلى المنزل بمواكبة القوى الأمنية".

وشدد على "أن الخطة التي وضعت هي لحماية المسافرين على متن الطائرة". وأشار إلى أنه سيتم مراقبة مدى التزام الوافدين بالحجر الصحي وبناء على ذلك يتخذ القرار بشأن الرحلات المقبلة.

وكان وزير الصحة قد أجرى، مع رئيس مجلس الوزراء حسان دياب وعدد من الوزراء، جولة على المطار للإشراف على الإجراءات.

دياب والحواجز الطائفية
بدوره، صرح أمين عام المجلس الأعلى للدفاع، اللواء الركن محمود الأسمر، مؤكداً على أن مواكبة انتقال المسافرين من المطار ستكون من قبل قوى الأمن الداخلي إضافة الى الحماية في الفنادق، وجاهزون لتلقي أي شكوى لتتم المعالجة فوراً.

بالطبع، لم يغب رئيس الحكومة عن الحضور وعن الكاميرا والميكروفون، في جملة تصريحات، منها، ما نقله عن وزير الخارجية، أن ما بين 20 و21 ألف مغترب سجل اسمه للعودة. وقال "نسعى لتجزئة المسألة للتعامل معها وللتعامل الآمن مع القادمين، حرصاً على صحتهم وصحة اللبنانيين والمسألة قد تستغرق أسابيع عدة".

وعن أسعار التذاكر، علّق مرتبكاً: موضوع الدعم المالي سيكون على عدة أصعدة، والوزراء المعنيون سيكشفون عن إمكانية دعم كل الطلاب الذين سيأتون من الخارج، وفي الرحلات المقبلة سيكون هناك دعم للطلاب بالذات وليس فقط بالتذاكر وإنما بالاقامة.

دياب أيضاً نقل عن الرئيس عون أنه يتابع عن كثب كل الإجراءات المترافقة مع عودة اللبنانيين من الخارج. وأردف: "الحكومة معنية بكل لبناني في الداخل والخارج وستكون لإزالة الحواجز الطائفية والمذهبية والطائفية والمناطقية والسياسية"

ولم ينس دياب توجيه الشكر "لكل من يعمل في هذه الظروف الصعبة"، مهنئاً إياهم بسبب عملهم المميز من أجل عودة المغتربين، وقال: "لا بد من وجود أخطاء صغيرة. ولكننا نتعلم من أجل المرة المقبلة".

"المرض ليس مزحة"
في هذا الوقت كان مؤتمر للجنة مكافحة كورونا، لتخرج وزيرة الاعلام منال عبد الصمد معلنة: لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر. والمرض ليس مزحة. والخطوة التي نقوم بها اليوم أي تسيير رحلات لإجلاء اللبنانيين ستكون مثلاً لاعتماده بالنسبة للرحلات المقبلة.

زميلها، الوزير رمزي المشرفيه قال: "الشرطة السياحية ستواكبنا بالنسبة للإجراءات المتخذة في الفنادق التي ستستقبل الوافدين من الخارج وأدعو للتقيد بتعليمات وزارة الصحة".

هذا، وأسرع وزير الأشغال العامة والنقل، ميشال نجار، للإعلان نقلاً عن رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط، محمد الحوت، أنه قام بمبادرة تقديم حسم على تذاكر السفر للطلاب اللبنانين المحتاجين الراغبين بالعودة، وأن وزيري الخارجية والصحة أبلغاه وجود متبرعين لبنانيين لاستكمال النصف الباقي من سعر التذكرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها