الأحد 2020/03/15

آخر تحديث: 00:02 (بيروت)

كيف تراقب وكالات التجسس الأميركية "كورونا" في إيران والصين؟

الأحد 2020/03/15
كيف تراقب وكالات التجسس الأميركية "كورونا" في إيران والصين؟
أصبح كورونا مشكلة خطيرة أكثر مما يعترف بها المسؤولون الإيرانيون (Getty)
increase حجم الخط decrease
أثار المسؤولون الأميركيون تساؤلات علانية حول دقة أرقام الإصابات بفيروس كورونا المستجد، التي أبلغت عنها دول مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية، خصوصاً أن بيونغ يانغ، على سبيل المثال، والتي تنفق على الرعاية الصحية أقل من أي مكان آخر في العالم، لم تبلغ عن أي حالات إصابة بالفيروس حتى تاريخه.

المخابرات الأميركية
ونظراً لخطورة الموضوع، تكشف شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن استخدام دوائر المخابرات الأميركية قدراتها الفريدة لمراقبة الدول الأجنبية لتتبع انتشار وباء كورونا المستجد وتحديد ما إذا كانت الدول صادقة بشأن مدى تفشي المرض.

يوفر مكتب مدير المخابرات الوطنية ووكالة المخابرات المركزية تدفقاً ثابتاً من المعلومات الاستخبارية للجان المراقبة في الكابيتول هيل، ما يمنح لجان المخابرات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ جلسات إحاطة يومية وتحديثات حول انتشار الفيروس. وتركز التحديثات بشكل أساسي على عدد تلك الحالات وما إذا كانت تتطابق مع ما يُبلّغ عنه علناً.

استخبارات طبية
يقول جيمس كلابر، المدير السابق للاستخبارات الوطنية الأميركية، في حديثٍ مع "سي إن إن"، أن معظم المعلومات التي تتدفق من مجتمع المخابرات حول الأزمة الحالية يأتي من فرع غير معروف لوكالة المخابرات الدفاعية يُسمى "المركز الوطني للاستخبارات الطبية". وهو عبارة عن مجموعة فريدة تجمع بين الخبرة الطبية واسعة النطاق والمتقدمة مع جمع المعلومات الاستخبارية والتقييمات.

للحصول على الصورة الأكثر دقة لكيفية تأثير الفيروس التاجي على بلد ما، يستخدم محللو الاستخبارات مجموعة متنوعة من الأدوات، وأبرزها الذكاء البشري وذكاء الإشارات وصور الأقمار الصناعية. وتُرسل التقييمات من مجتمع المخابرات أيضاً للرئيس دونالد ترامب ونائبه مايك بنس الذي يقود الحرب ضد الفيروس.

خندقان في قم
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرت يوم الخميس الماضي، حفر خندقين طويلين في مقبرة في مدينة قم الإيرانية. ما يشير إلى أن انتشار فيروس كورونا أصبح مشكلة خطيرة أكثر مما يعترف بها المسؤولون الإيرانيون.

الصور الفضائية نشرتها أول مرة صحيفة "نيويورك تايمز" وتظهر عمليات حفر جزء جديد في مقبرة تقع على الحافة الشمالية لمدينة قم. ويعود تاريخ الحفر إلى شهر شباط المنصرم عندما حُفِر خندقان طويلان طول كل منهما 100 ياردة.

كشفت مقاطع الفيديو التي نشرتها "بي بي سي" الفارسية، أن عمالاً يرتدون ملابس واقية زرقاء يحملون الجثث ويدفنونها، بينما صرح أحد شهود العيان بما يلي: "تم دفن أكثر من 80 شخصاً في هذا الخندق حتى الآن، لكنهم يعترفون بـ 34 حالة وفاة فقط".

من جهته، شرح جيفري لويس، الباحث في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، هذا الفيديو للشبكة الأميركية قائلاً: "أظهر مقطع الفيديو عمال يرتدون ملابس واقية من ضحايا كوفيد-19. وقد سمحت صور الأقمار الصناعية لنا توثيق الفيديو، ونحن نعلم أن هذه اللقطات ليست قديمة، بل لقطات لضحايا هذا الوباء".

وتؤكد الشبكة الأميركية، في هذا السياق، إن قدرات الأقمار الصناعية الاستخباراتية الأميركية تفوق بكثير قدرات الشركات التجارية. لذا من الآمن افتراض أنها توصلت إلى النتيجة ذاتها. وقد قام الخبراء بتحليل الصور جنباً إلى جنب مع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي ومواد مفتوحة المصدر لتحديد أن عدد الوفيات لا يُبلّغ عنه.

أدوات جديدة
تُعتبر إيران، حسب الشبكة الأميركية، مصدر قلق خاص بسبب موقعها المركزي في آسيا والشرق الأوسط، وكونها جهة للحجاج الدينيين والعمال المهاجرين، الذين يسافرون بعد ذلك إلى بلدانهم الأصلية. كما أن القوات الإيرانية متورطة بشدة في الحرب السورية ما يزيد من تدهور نظام الرعاية الصحية في البلاد.

وفي لبنان المجاور، حيث تمتلك إيران نفوذاً كبيراً من خلال حزب الله، والذي أرهقته الاحتجاجات قبل انتشار الفيروس. ويتحرك مقاتلو الحزب ذهاباً وإياباً بين لبنان وسوريا حيث يساعدون إيران على دعم نظام الرئيس بشار الأسد.

في دول مثل إيران وكوريا الشمالية، حيث يكون جمع المعلومات البشرية من خلال الجواسيس أكثر صعوبة، تعتمد وكالات الاستخبارات، كما تكشف "سي إن إن"، على أدوات أخرى، مثل إشارات الاستخبارات (عملية جمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق اعتراض الإشارات، سواء تلك المتعلقة بالاتصالات البعدية بين الناس والتي تُعرف باستخبارات الاتصالات، أو بالإشارات الكهربائية غير المتعلقة مباشرة بالاتصالات البعدية). وقد ساعد انتشار وسائل الإعلام الاجتماعية بتوفير أداة حاسمة للمحللين الذين يستخدمون كوكبة تدفقات البيانات لخلق صورة أكثر اكتمالاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها