الأربعاء 2020/12/23

آخر تحديث: 00:00 (بيروت)

"عونيون" ضد باسيل: لقاء تنظيمي ينضم إلى "الثورة"!

الأربعاء 2020/12/23
"عونيون" ضد باسيل: لقاء تنظيمي ينضم إلى "الثورة"!
خسر التيار الوطني الحر جزءاً كبيراً من شعبيته (المدن)
increase حجم الخط decrease

في السنوات الماضية تشظّى "التيار الوطني الحرّ" بفعل الخلافات الداخلية، بعد ترؤس  الوزير جبران باسيل للتيار من دون انتخابات فعلية، وإثر إجراء تعديلات في النظام الداخلي، تعزز سلطة رئيس الحزب. فانقسمت الجماعة التي طالما كانت متماسكة في عز معاركها السابقة مع الوجود السوري في لبنان، رغم غياب قائدها المنفي إلى باريس يومها.

لم يطل الانقسام في التيار قياداته فقط. بل تحول أيضاً إلى جفاء عائلي بين الشقيقات الثلاثة – بنات الرئيس ميشال عون وأصهرته- نتيجة الخلاف مع باسيل. فانعكس هذا الجفاء خلافات أيضاً في صفوف التيار وقواعده، وأضيفت إلى سلسلة استقالات وانشقاقات قيادية في الجسم الحزبي، كان آخرها استقالة مسؤول العلاقات الخارجية في التيار، ميشال دوشدرفيان.

اجتماع سن الفيل
نعيم عون، انطوان نصرالله، وغيرهم كثر من الأسماء التي طبعت "المسيرة النضالية" للتيار خرجوا منه. فرغم الحديث عن زيارة قام بها نعيم عون، ابن شقيق الرئيس إلى بعبدا بعد انقطاع طويل، إلا أن الأمور لم ولن تعود إلى مجاريها، لا في الحزب ولا في العائلة.

فنعيم عون الذي يمثل "وجدان" التيار، لما يمثله والده أبو نعيم في ذاكرة العونيين، وانطوان نصرالله الذي كان "دينامو" الإعلام في التيار، لما له من علاقات وطيدة، ومعرفة عميقة بالجسم الإعلامي اللبناني، كانا أول المفصولين أو المنفصلين. غيرهم أيضاً فُصل وانفصل، وقرر الالتحاق بلوائح المجتمع المدني.

أما عون ونصرالله، وغيرهم كثر من الذين استقالوا أو طُردوا في محاكمات حزبية، فقرروا منذ زمن تنظيم صفوفهم على أساس معارضتهم لما آلت إليه الأوضاع في الحزب، الذي ناضلوا فيه، وتشكيل جبهة معارضة دعيت بـ"الخط التاريخي".

فبعد تحضير دام أكثر من ستة أشهر، انعقد لقاء مطوّل يوم السبت المنصرم في فندق بادوفا في سن الفيل. "خلوة" ضمت قيادات المعارضة، إضافة إلى ضباط متقاعدين، وشخصيات مستقلة، وأفراد كانوا ينتمون إلى أحزاب أخرى، إضافة إلى وجوه معروفة من المجتمع المدني. ولم يقتصر الأمر على المشاركين من لبنان. بل شارك، عبر تقنية "الزوم"، ناشطون من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا واستراليا والجزائر.. إذ شارك من الولايات المتحدة طوني حداد، الذي تردد اسمه بعد إعلان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن "خائن" في فريقه. كذلك، شارك المسؤول السابق في التيار، ميشال دو شادرفيان، بناء على دعوة المنظّمين، ليضع المجتمعين في الأجواء الدبلوماسية، وما ينتظر لبنان في المقبل من الأيام.

الالتحاق بالثورة
أهمية اللقاء، كانت في جدول الأعمال، والنبرة السياسية التي اعتمدها المنظمون، في قراءتهم واستعراضهم الأسباب التي أوصلت حال لبنان إلى الدرك الذي وصل اليه، وحال الثورة التي انطلقت في تشرين 2019، والتي ينحازون إليها ويعتبرون أنفسهم جزءاً منها. كما تداولوا كيفية الخروج من هذه الأزمة الوطنية، خصوصاً وأن الأوضاع المالية السيئة والاهتراء في المؤسسات تجاوزا الخط الأحمر. وانطلاقاً من هذا التشخيص، ركز اللقاء على وضع أهداف قصيرة ومتوسطة المدى، وذلك توصلاً إلى إعادة تنظيم الصفوف، للتحضير للمواجهة في المرحلة المقبلة. 

ما هي عدة المواجهة؟ تقول المعلومات، إن العمل التنظيمي بدأ بتوزيع الحاضرين على لجان مفتوحة، لكي ينضم إليها كل الراغبين المؤمنين بعمل هذه اللجان والتنسيق والعمل مع مجموعات الثورة لدعمها، وتشكيل جبهة موحدة في الانتخابات النيابية المقبلة لتحقيق التغيير. كذلك، ستخوض هذه المجموعة أيضاً الانتخابات الطلابية في الجامعات، وفي النقابات.

ويتفق المجتمعون على أن لبنان لا يحتاج فقط إلى أفكار وبرامج، وإنما أيضاً إلى تكاتف وبث روح تفاؤلية، تعيد الثقة إلى الشعب اللبناني، لكي يؤمن بلبنان. وهذا الأمر مستحيل مع وجود طبقة سياسية مهترئة، تتلاعب بالدستور والقوانين وترفض أن تعترف بأنها تتحمل مجتمعة مسؤولية انفجار الرابع من آب.

مكتب في الحازمية
العمل المستقبلي لن يقتصر على بيروت وجبل لبنان. بل سيتوسع إلى المناطق كافة من خلال ناشطين في المناطق. ويرى هؤلاء أن خسارة التيار الوطني الحر لجزء كبير من شعبيته، يجب أن يعوض ببديل تنظيمي، كي لا يدخل جمهوره في عالم الفراغ، أو يُستقطب هذا الجمهور من قبل الأحزاب الأخرى، بل يُحتوى في جبهة معارضة وطنية موحدة. إضافة لذلك، فإن الهدف من وراء تحرك المجموعة ليس إنقاذ العهد. فالعهد الحالي بالنسبة إليهم أصبح يشبه السلطة التي طالما حكمت لبنان. سيما مع وجود شخصيات فاقدة المصداقية تحيط برئيس الجمهورية. بل هدف المجموعة  توحيد الصفوف من أجل مواجهة السلطة بالديموقراطية، عبر الانتخابات المقبلة.
الانطلاقة العملية الأولى للمجموعة تمت باتخاذ مقر لها، فاستأجرت مكتبا في الحازمية، على أن يكون مفتوحاً لمجموعات الثورة، وكل من يريد المشاركة في العمل من لبنان وبلاد الاغتراب.
أما الانطلاقة الفعلية، فهي تنتظر إلى ما بعد فرصة الأعياد، التي ستكون مرحلة تحضيرية لتحركات سياسية وتنظيمية مقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها