الثلاثاء 2020/11/24

آخر تحديث: 21:13 (بيروت)

نادي قضاة لبنان يقترح تولي القضاء اللبناني "التدقيق الجنائي"

الثلاثاء 2020/11/24
نادي قضاة لبنان يقترح تولي القضاء اللبناني "التدقيق الجنائي"
دعا النادي إلى التنسيق بين النيابة العامة التمييزية ومجلس القضاء الأعلى وديوان المحاسبة (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

دأب "نادي قضاة لبنان" على محاولات إعادة الاعتبار للقضاء واستقلاليته، كما على التذكير بواجباته ووظيفته. اليوم، وبعد الأزمة الكبيرة الناشبة إثر انسحاب شركة "الفاريز أند مارسال" من مهمة التدقيق المالي الجنائي، يعود النادي ليذكرنا أن ثمة قضاء في لبنان يمكنه -إن تحرر من سطوة السلطات السياسية- أن ينجز الكثير. 
فقد أصدر النادي بياناً بعنوان "فشل التدقيق الجنائي في ذمة السلطة الحاكمة"، يقترح أن يبادر الجسم القضائي مهمة التدقيق المالي الجنائي، في مصرف لبنان وسائر مؤسسات الدولة. وجاء في البيان:

انطلاقاً من أهدافه في النظام الأساسي بتكريس ثقافة المساءلة وتعزيز دولة القانون، سعى نادي قضاة لبنان، منذ تأسيسه، إلى الحرص على التوعية من عدم الإفلات من العقاب، وما انفك يؤكّد على ذلك وبخاصة تشديده في بيانه تاريخ 29 نيسان 2019 على حماية المال العام، واسترداد المنهوب منه، وتحميل المسؤولين التبعة المترتبة على ذلك.

كما كان النادي أول مَن طالب منذ 21 تشرين الأول 2019 بإجراء التحقيقات اللازمة لكشف المستور، في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها لبنان، ثم أكّد على ذلك في بيانه تاريخ 25 شباط 2020، وفي بياناته اللاحقة..

وعندما أقرّت الحكومة التدقيق المحاسبي، واكب النادي هذا القرار ببيانه تاريخ 31 آذار 2020 وطالب بأن يكون تدقيقاً جنائياً forensic audit وليس فقط تدقيقاً محاسبياً، لما لذلك من أهمية قصوى، لفتح كوة في جدار الفساد ونهج عدم المساءلة، الذي نرزح تحتهما، تمهيداً لأن يطال كل الإدارات والوزارات.

وبعد إقرار التدقيق الجنائي من قبل الحكومة، كان النادي متيقناً منذ البداية أن هذا التدقيق سيواجه معارضة ومقاومة شرسة من المنظومة الحاكمة. لذا، طالب في بيانه تاريخ 29 حزيران 2020 بضرورة الوصول إلى المستندات كافة، التي هي بحيازة مصرف لبنان، وبضرورة إشراك مجموعة Egmont في مسار التدقيق، لتلافي أي عرقلة. وهي المؤلفة من كل هيئات التحقيق الخاصة في العالم بما فيها اللبنانية. كما أقدم مؤخراً في 13 تشرين الأول 2020 على ‏مناشدة  كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، العمل على الطلب من مجموعة Egmont المساهمة في مسار التدقيق الجنائي، عبر دورها الرقابي المفترض على هيئة التحقيق الخاصة.

وبالفعل، حصل للأسف ما كان يخشاه نادي قضاة لبنان منذ البداية، وفشل التدقيق الجنائي، نتيجة تقصّد عدم تزويد الجهة المكلفة به بالمعطيات التي تمكّن من وصوله إلى الغاية المنشودة.

بناءً عليه.. ومع التأكيد على أن اللجوء لشركة أجنبية هو استثناء في دولة القانون والمؤسسات، ولأن التدقيق هو المدخل الأساسي للمحاسبة القضائية في ظل الانهيار المالي والاقتصادي الذي وصلت إليه الدولة اللبنانية، ولأن المحاسبة بأي طريقة تظل أفضل من حال المراوحة المميتة التي نعيشها.

وبعد تقطّع جميع السبل.. لذلك، يدعو نادي قضاة لبنان النيابة العامة التمييزية إلى تكليف قاضٍ أو أكثر للقيام ضمن مهلة محدّدة بعملية التدقيق الجنائي في كل من مصرف لبنان وفي كل إدارة ووزارة، على أن ينتدب مجلس القضاء الأعلى ووزيرة العدل أي قاضٍ إلى النيابة العامة حسب حاجتها، وعلى أن يتم الاستعانة بالخبرة اللازمة عند الضرورة كما هي الحال في أي ملف تقني، مروراً بهيئة التحقيق الخاصة التي لا سرية مصرفية تجاهها، والانتهاء من التحقيقات بتقرير يوصي النيابة العامة المختصة بالادعاء على من يلزم، والتوقيف عند الاقتضاء.

كما يدعو النادي إلى ضرورة التنسيق بين النيابة العامة التمييزية ومجلس القضاء الأعلى وديوان المحاسبة، كل بحسب اختصاصه، بخصوص التدقيق المراد حصوله للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها