الجمعة 2020/11/13

آخر تحديث: 18:33 (بيروت)

تصدعات التيار العوني: جبران يوليوس باسيل ومئات "بروتوس" لطعنه

الجمعة 2020/11/13
تصدعات التيار العوني: جبران يوليوس باسيل ومئات "بروتوس" لطعنه
على باسيل أن يتحضّر لأزمة تنظيمية جديدة مقبلة بغضون أسابيع (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تخبّط جديد يعيشه التيار الوطني الحرّ، في كتلته النيابية، في تنظيمه، وفي قيادته. وإن كان رئيس التيار، النائب جبران باسيل، قد بسط يده بشكل كامل على السلطة والقرار فيه على المستويين السياسي والتنظيمي، يبدو أن حجم الخلاف في القراءة السياسية والتوجّه السياسي بدأ يتمدّد ويأخذ بعداً آخر. فكانت في الساعات الأخيرة تغريدة أمين سرّ تكتل لبنان القوي، النائب إبراهيم كنعان، وهجومه العنيف على وزيرة العدل ماري كلود نجم المحسوبة على التيار وعلى باسيل تحديداً. فوصفها بـ"وزير اللاعدل"، واستكمل هجومه مشيراً إلى أنه من الغريب "أن تصبح المطالبة بتعديل قانون للوصول إلى الحقيقة جريمة بينما تنظيم عقود واستشارات غبّ الطلب وهدر المال العام وتعثر التدقيق الجنائي انجاز. لي استحوا ماتوا". بعيداً عن ملف التحقيق المالي الجنائي وتعديل قانون السرية المصرفية، في التيار الوطني الحرّ كرة ثلج من الخلافات والانقسامات تكبر في التنظيم والسياسة والعلاقات الشخصية أيضاً.

خلافات وتوتّرات
وسبق معركة كنعان- نجم، السجال الفاضح بين باسيل ممثلاً بالأمانة العامة لرئاسة الجمهورية ومستشاره السابق طوني حدّاد. وقبله الكثير أيضاً مثل عنوان تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة الذي فرضه باسيل على التكتل، رغم قناعة عدد من النواب بأنّ هذا القرار تعطيلي، لا يساعد على الحلّ ويضرّ بعهد الرئيس ميشال عون. وقبل أشهر، عمد عدد من أعضاء تكتل لبنان القوي على إعادة الاتصال مع مجموعات من الكوادر والناشطين العونيين الموجودين خارج التنظيم. عبّروا عن نيّتهم الاستقالة من عضوية التكتل ومن التنظيم العوني، الذي بات اليوم باسيلياً. واشتدّت الاتصالات حينها، إلى أنّ اضطر مستشار باسيل ونائبه في رئاسة التيار لشؤون الشباب إلى التواصل أيضاً مع الناشطين المفصولين بعناوين مختلفة منها إعادة ترتييب العلاقة وما انقطع مع التنظيم، ومن باب الحرص أيضاً على الرئيس ميشال عون وموقعه. فيلعب باسيليو التيار على وتر اسم "الجنرال" لدغدغة مشاعر المسؤولين المفصولين أو المنشّقين. حتى أنّ لقاءً جمع الرئيس عون بأحد أبرز وجوه الكوادر المفصولين، قبل أسابيع، لم يرشح عنه شيئ سوى قناعة كاملة بأنّ لا غنى لعون عن باسيل.

الشأن التنظيمي
بعيداً عن الأزمة السياسية التي يعيشها تيار باسيل، في ملف الحكومة والعقوبات الأميركية التي فرضت عليه، وفي ورقة التفاهم مع حزب الله التي اهتزّت بفعل تصريحات مقرّبين منه، يعيش التيار الوطني الحرّ أزمة تنظيمية جدية. وحسب المتوافر من معلومات، فإنّ إنشقاقاً كبيراً حصل في الهيئة التنظيمية في جبيل، حيث خرج 109 أشخاص من التنظيم الباسيلي. وحسب ما تشير مصادر متابعة لأحوال التيار في جبل لبنان، فإنّ من بين هؤلاء العشرات من الناشطين الجديين الذي يؤدون الأدوار الفعلية في جبيل. فبقي لباسيل، تنظيمياً القليل منهم كناشطين وآخرين تجمعهم به مصالح مشتركة. وفي صورة أخرى على مدى تهشّم الوضع التنظيمي في التيار، فإنّ عدداً من هيئاته عاجزة عن عقد اجتماع تنظيمي واحد في بعض المناطق. فتمّت الدعوات لأسابيع ولم يحضر سوى ناشطين اثنين أو ثلاثة على أبعد تقدير. وهو ما من شأنه أن يوضح الواقع الداخلي للتيار اليوم.

أكثر من "بروتوس"
خلال التواصل مع مجموعات من القياديين والكوادر المنشّقين أو المفصولين، عمد باسيل على حشر اسم إضافي في اللقاءات. ويقول أحد من حضر هذه اللقاءات إلى أنه تم "إسقاط أحد الأسماء لحضور الاجتماعات، لكون باسيل يخشى على نفسه من أن يتعرّض لعملية طعن في الظهر من قبل من يفاوض باسم التيار". كما أنّ وزيراً سابقاً في التيار الوطني الحرّ، عمل على تنسيق اتصالات بهذا الشأن من دون علم باسيل نفسه. قبل عام، في تشرين الثاني الماضي، قال باسيل إنّه " في الأزمات الكبيرة يا رفاقي، يظهر أمران: الخوف ونستطيع فهمه، والخيانة ولكن لا مبرر لها. نحن جيل عون، ولكي نقدر أن نتحمل الكثير، يجب ألا يكون بيننا خائف ولا خائن". قالها قبل عام، وردّد عبارة شبيهة لها قبل أسبوع. فالقائد، حين يشعر بفقدان السيطرة وبهزيمة مقبلة، يبحث عن خونة وعملاء للتخلّص منهم، علّ في شنقهم يستردّ بعضاً من رهبته وهالته. ففي التيار الوطني الحرّ، قيصر اسمه جبران يوليوس باسيل يشعر أنّ حوله يدور عشرات "البروتوسيين" ليساهموا في طعنه وإسقاطه. بات خائفاً، وفي خوف الإمبراطور جنون آت، خصوصاً إن كان قد عاث طعناً وفصلاً وفساداً على مدى عقد من الزمن. على النائب جبران باسيل وفريق أن يستعدّوا جيداً، لأنّ في صلب الأزمة السياسية والتنظيمية الشخصية ثمة ما سيتمّ الإعلان عنه على المستوى التنظيمي. الإقفال التام، بسبب فيروس كورونا، أجّل خطوة سياسية لا بد أن تحصل مطلع الشهر المقبل.

باسيل "الخائن"؟
إلى ذلك الحين، يبدو أن مسلسل الطعنات سيستمر. فقد اتّهمت مؤسّسة عامر فاخوري رئيس التيّار الوطني الحرّ ووزير الخارجيّة السابق جبران باسيل "باستخدام سلطته ونفوذه لإغراء العديد من المسيحيين اللبنانيين للعودة إلى لبنان، وخصوصاً أولئك الذين عملوا مع جيش لبنان الجنوبي السابق، لأغراض شائنة".

وقالت في بيان "إنّ الكثير من هؤلاء المواطنين المسيحيين الأبرياء، المحميين قانونًا بموجب قانون العفو السابق للحكومة اللبنانيّة، وثقوا بوعد باسيل بالأمان، ومع ذلك، فقد خان باسيل تلك الثقة، وغالبًا ما سلّمهم على الفور إلى حزب الله". 

وأضاف البيان: "في ظلّ غياب المعايير النموذجيّة لحقوق الإنسان، سُجن ضحايا باسيل في ظروف يرثى لها، وتعرّضوا للتعذيب، وأجبروا في كثير من الأحيان على التوقيع على وثائق مزوّرة".

وأضاف: "كان عامر فاخوري، وهو مواطن أميركي، واحدًا من بين الكثيرين الذين ٱستدرجهم السيّد باسيل للعودة إلى لبنان وبعد عدّة أشهر من السجن الزائف، والحرمان من الرعاية الطبيّة الأساسيّة، والتعذيب المتكرّر، توفّي عامر بعد وقت قصير من تمكّن الحكومة الأميركيّة من ممارسة ضغوط كافية على الحكومة اللبنانيّة من أجل إطلاق سراحه".
ولفتت مؤسّسة عامر فاخوري إلى أنها "تشارك اليوم كثيرين آخرين في الاحتفال بهذا الخبر حول العقوبات، وتأمل أن يواجه السيّد باسيل ورفاقه ومن هم أمثاله العدالة بسبب الفساد والأكاذيب التي يثيرونها والتي تتسبّب في وفاة مواطنين أبرياء على أيدي حليفه حزب الله، مؤكّدة أنّ هذه خطوة أقرب لإنصاف عامر فاخوري".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها