الموفد الفرنسي يستمع.. وباسيل يحاضر بالمعايير

استكمل موفد الرئيس الفرنسي، المستشار باتريك دوريل، جولته على القيادات السياسية في لبنان. فالتقى اليوم رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، بحضور النائب سيمون أبي رميا. وحسب ما تشير المعلومات، فإن دوريل عقد خلوة مع باسيل، جرى خلالها البحث في كيفية إنقاذ المبادرة الفرنسية والعمل على تشكيل الحكومة. وحسب ما تشير المعلومات فإن الموفد الفرنسي كان مستمعاً أكثر منه متكلماً. لكنه كرر المواقف الفرنسية التي تشير إلى وجوب الإسراع بتشكيل حكومة. كما نصح القوى السياسية بالذهاب إلى التفاهم على تشكيل الحكومة الجديدة وعقد تسوية بدلاً من البقاء خلف متاريس التعطيل والشروط.

معيار باسيل.. ومنطق الجميّل
وحسب المعلومات، فإن باسيل أجرى مطالعة لتبيان مدى مصلحته بإنجاح المبادرة الفرنسية  بدءا من لقاء الصنوبر، وأظهر له مسار كل عملية تسهيل قدمها التيار، المتمثلة بالقول أنه يقبل بكل ما يتفق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية. وهذا وفق قول باسيل: "اعتبرناه نحن قمة التسهيل". وحسب المعلومات أيضاً، قال باسيل: "نحن أكثر المعنيين بإنجاح المبادرة الفرنسية. ونحن المعنيين مباشرة. وليس من المعقول إلا أن نكون إيجابيين"، مشيرة إلى أن الكلام بين دوريل وباسيل كان محصوراً بموضوع الحكومة. وأبدى الفرنسيون اهتمامهم لإنجاح مبادرتهم. وأضافت المصادر: "خلاصة موقف باسيل انه عندما يكون هناك ثقة بين الفرقاء ومعاملة بالمثل مع كل الناس، أي المعيار الواحد، لن يعود هناك أي سبب لتأخير الحكومة".

ومن ميرنا الشالوحي انتقل إلى بكفيا، حيث التقى رئيس حزب الكتائب، سامي الجميل. وبعد اللقاء، قال الجميّل إن "موضوع الحكومة لا يزال يترواح في المنطق نفسه والنهج السابق وهو المحاصصة والشروط، ولا إنقاذ للبنان في ظل وجود هذه المنظومة المتحكمة في البلد". وتابع: "معركتنا مستمرة بالضغط على السلطة لتطبيق الإصلاحات وتهدئة البلد وصولاً إلى التّغيير الشّامل الذي نطمح له". وشكر فرنسا على" الجهد التي تقوم به لمساعدة لبنان"، لافتاً إلى أن: "هذه المعاناة نلمسها جميعنا والفرنسيون يحاولون مساعدتنا غصباً عنا". وأردف رئيس حزب الكتائب: "قلنا لماكرون إننا لا نتأمل أن تكون هذه "البوطة" قادرة على القيام باللازم لانقاذ لبنان. وللأسف، نرى اليوم أنه بوجود هذه المنظومة، صعب جداً على أي مبادرة أن تنجح لأن أي إصلاح هو ضد مصلحة هذه الجماعة".

رسالة جعجع
مساء، التقى رئيس حزب "القوّات ال​لبنان​يّة" ​سمير جعجع​، في ​معراب​، الموفد الفرنسي ترافقه سفيرة فرنسا الجديدة في لبنان، ​آن غريو​، في حضور النائب ​بيار بو عاصي​، وروجيه راجح عن جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب.

وتباحث المجتمعون في آخر التطورات السياسيّة في البلاد. وأبلغ الموفد الفرنسي رئيس "القوّات" أنه شدد أمام المرجعيات السياسيّة أننا أصبحنا في وقت حرج، وهذه الفرصة الأخيرة للبنان. فإن تم الاستمرار بالمماطلة للتأليف، سيضيّع لبنان الفرصة. وعندها لا ​مؤتمر​ دولي لدعم لبنان ولا مؤتمر "Cedre". وحمّل جعجع دوريل رسالة للرئيس الفرنسي إيمانويل ​ماكرون​ يطلب فيها دعم ​فرنسا​ للطلب الموجّه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز من أجل إرسال لجنة تقصي حقائق حول ​انفجار مرفأ بيروت،​ إحقاقاً للعدالة في هذا المجال.

كوبيتش عند عون
وكان الملف الحكومي، إلى جانب ملف ترسيم الحدود، حضر في اللقاء الذي عقد بين الرئيس ميشال عون وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، يان كوبيتش. وتشير المعلومات إلى أن كوبيتش نصح بضرورة الإسراع في عملية تشكيل الحكومة، وبالعمل على عدم عرقلة مفاوضات ترسيم الحدود والعودة إلى التفاوض بشكل جدي، وفق اتفاق الإطار. أي التفاوض على 860 كلم بدلاً من زيادة المساحات.

في المقابل تشير المعلومات إلى أن رئيس الجمهورية لا يزال على موقفه بملف تشكيل الحكومة. وهو يتبنى وجهة نظر رئيس التيار الوطني الحرّ، أي أن يحظى تشكيل الحكومة على موافقة كل القوى السياسية، فيما يصر باسيل على أن يكون شريكاً في اختيار الوزراء، ولا سيما الوزراء المسيحيين. ولا يبدو عون حتى الآن في وارد تقديم أي تنازل بهذا المجال، بينما الحريري يصرّ على موقفه، ويراهن على أن عون لن يكون قادراً على الصمود أكثر في مرحلة التعطيل.

في المقابل، تشير المعلومات إلى احتمال عقد لقاء جديد بين عون والحريري في الساعات المقبلة، لتقييم زيارة الموفد الفرنسي، والعمل على إيجاد تفاهم يؤدي إلى ولادة الحكومة.