شبح المزيد من العقوبات
حاول الحريري استعراض مسار التشكيل مع عون وإعادة الإعتبار للمنحى الإيجابي، عبر التفاهم على توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب، وتثبيت المداورة في الوزارات الخدماتية مع استثناء الوزارات السيادية، أي أن تبقى وزارة الدفاع مع الأرثوذكس والداخلية مع السنة على غرار بقاء وزارة المال مع الشيعة. لكن عون تمسك بمطالبته بوزارة الداخلية، كما رفض ان يلجأ الحريري إلى تسمية أي وزير مسيحي.
حاول الحريري أن يقنع عون بتشكيل حكومة مصغرة، وإبقاء باب التشاور والتفاهم مفتوحاً، وغمز من قناة وجوب الأخذ بالاعتبار مسألة العقوبات الأميركية، والتي قد تستتبع بعقوبات أخرى في حال عدم تشكيل حكومة إختصاصيين، وما إن همس الحريري بهذا الأمر، حتّى غضب عون، الذي لا يريد لأحد ان يذكره بملف العقوبات، وهو حتى الآن مصر على التشدد ورفع سقف شروطه، كما أنه يراهن على دعمه من قبل حزب الله. وفق المعطيات المتوفرة حتى الآن، لا يبدو أن عملية تشكيل الحكومة ستكون سهلة، بل هناك الكثير من العثرات التي تعترض طريقها.
الوفد الفرنسي
وفي ظل استمرار المراوحة، يصل غداً إلى بيروت وفد فرنسي، يضم المستشار في الإيليزيه باتريك دوريل، والذي كلفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمتابعة الملف اللبناني. كما يضم الوفد السفير بيار دوكان، المكلف فرنسياً بمتابعة ملف مؤتمر سيدر وتطبيق الإصلاحات اللازمة، والتي يفترض أن يتخذها لبنان ليتمكن من الحصول على المساعدات. زيارة الوفد الفرنسي تأتي على وقع انتهاء مهلة الشهر التي أعطاها ماكرون للأفرقاء اللبنانيين، للاتفاق على تشكيل الحكومة، وستكون محاولة فرنسية لإنقاذ المبادرة والحفاظ على ماء الوجه، وعدم تكرار تجربة مصطفى أديب في إجهاض مساعيه لتشكيل الحكومة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها