الثلاثاء 2020/10/27

آخر تحديث: 14:31 (بيروت)

الحكومة لاستثناء المالية من المداورة.. ونعيم قاسم يقدم دروساً

الثلاثاء 2020/10/27
الحكومة لاستثناء المالية من المداورة.. ونعيم قاسم يقدم دروساً
قاسم: محاربة فساد المستغلّين للسطة وفساد أميركا وجماعاتها (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
يوم جديد يمرّ على تكليف الرئيس سعد الحريري مهمة تشكيل الحكومة، وسط الكثير من الأجواء الإيجابية العلنية، التي يقابلها حذر إعلامي كبير. فيبتعد الحريري عن الإعلام والتصريح، ويغيب مسؤولو تيار المستقبل وأعضاء كتلته النيابية عن الشاشات، بانتظار ما سيرشح عن الاتصالات التي يجريها الحريري في الشأن الحكومي. فموضوع المداورة في الحقائب الوزارية لا يزال مطروحاً على الطاولة، باستثناء حقيبة المالية التي ستكون من حصة الثنائي الشيعي، ليتمّ تقسيم باقي قالب الجبن الحكومي على أطراف السلطة. وهو ما أكده عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب قاسم هاشم، في حديث إذاعي اليوم، إذ قال إنّ "البحث قائم حول المداورة مع إمكانية التوصّل إلى تفاهم حول هذا الأمر، باستثناء حقيبة المالية التي تبقى ‏خارج التداول".‏ فالأجواء المتفائلة بولادة الحكومة تقدّر إمكانية التوصّل إلى تشكيلة ترضي جميع الأطراف بحلول نهاية هذا الأسبوع، أو خلال الأسبوع الأول من تشرين الثاني المقبل، برضى "الجميع". ما يشي بأنّ الحكومة العتيدة لن تكون مختلفة عن سابقاتها، وعن كل ما تنتجه الأحزاب الحاكمة على مستوى إدارة البلد وأزماته.

قاسم: نحن إيجابيون
وفي السياق الحكومي، عبّر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن أمله بـ"أن تتشكّل تتشكل الحكومة بأسرع وقت، وأن تنال ثقة أوسع الشرائح والكتل النيابية"، مؤكداً على أنّ "حزب الله إيجابي ومنفتح على الخطوات التي تنجز تشكيل الحكومة". وحدّد قاسم خلال تصريح له بمناسبة أسبوع الوحدة الإٍسلامية أنّه على الحكومة أن تقوم "على أساس برنامج إنقاذي ‏اقتصادي واجتماعي ومالي، يضع حداً لارتفاع سعر الصرف، ويلجم غلاء الأسعار، ويفتح الآفاق ‏أمام فرص العمل للشباب، ويستفيد من الدعم الدولي في إطار الاصلاح، ويغلق مسارب الفساد ‏ويعاقب المفسدين، ويسترد الأموال المنهوبة والمهربة، ويعطي المودعين حقوقهم، ويعالج الأزمة ‏الصحية الناتجة عن كورونا".‏

دروس حزب الله
ولم يغب عن كلام قاسم منطق الدروس والعبر، إذ لفت إلى أنه "في تشرين الأول العام الماضي قلنا علناً بأننا لسنا مع استقالة حكومة الحريري، وأن ‏الورقة الإنقاذية التي أعدتها حكومته وقتها تتطلب عملاً حثيثاً لمعالجة الأزمات الاقتصادية ‏والاجتماعية، وضرب منظومة الفساد. وحذرنا من خسارة الوقت، ماذا كانت النتيجة"؟ وأضاف قاسم أنّ خطوات الحل هي نفسها "ولو تغير العنوان وبعض التفاصيل الجزئية، وعلينا أن ‏نضع حداً لنوعين من الفساد: فساد المستغلين للسلطة في مواقعها المختلفة، والفساد الذي ترعاه ‏أميركا من خلال جماعاتها بالرشوة والفوضى وإثارة الفتن وتعطيل قدرات بلدنا على الانتاج".‏

هجوم على أميركا
وهاجم قاسم الولايات المتحدة الأميركية مشيراً إلى أنّ "أميركا تصرف عشرة مليارات دولار في لبنان تدعم من ضمنها جماعاتها وعملاءها، فهذا دليل على مستوى صمود لبنان المقاوم وثباته، وهو الذي أخرج الاحتلال الاسرائيلي ذليلا عام 2000، وانتصر في مواجهة التحشيد الدولي العدواني في حرب تموز 2006 بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة". وتابع مؤكداً على أنّ "أميركا تريد لبنان حديقة خلفية لشرعنة الاحتلال الاسرائيلي والتوطين"، خاتماً بالإشارة إلى أنّ "رفضنا للسياسات الأميركية هو رفض للعدوان على بلدنا ورفض للتبعية".

بحث حكومي .. درزي
وكان ملف تشكيل الحكومة موضوع زيارة رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، النائب طلال إرسلان، إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون. وحضر اللقاء وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي مشرفية والوزير السابق صالح الغريب، في سعي من المكوّنات السياسية الدرزية للتأكيد على التمثّل بشكل وازن ومرضي في الحكومة العتيدة. ودرزياً أيضاً، أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، "ضرورة أن لا تخرج الحكومة الموعودة نسخةً عمّا سبقها من محاصصة وتسويات جانبية، بل أن تكون حكومة إنقاذ حقيقي قادرة على قيادة ورشة إصلاح وفق ما تتطلبه أولويات العمل الوطني لإخراج لبنان من الانهيار". كما شدّد حسن على "أهمية التمثيل الوازن لمختلف الشرائح الوطنية، وفي طليعتها الطائفة المعروفية، على أساسٍ من الشراكة والتعاون وفق الأحقية الطبيعية، من دون أي تمييز في التمثيل إلا على قاعدة الكفاءة والجدارة وتقديم الأفضل".

"السلطة غير الوطنية"
وعلى صعيد آخر، هاجم النائب أسامة سعد السلطة والحكومة العتيدة، مشيراً إلى أنّ الأخيرة "لا تستجيب لتحديات المرحلة، ومنظومة السلطة غير وطنية". وأكد سعد على أنّ "من تداولوا السلطة على مدى عقود، يتحملون مسؤولية ما جرى في لبنان من انهيارات وأزمات متواصلة كبدت اللبنانيين الخسائر الفادحة على كل الصعد: المؤسسات التي أقفلت، نسبة البطالة"، هم أنفسهم يشكّلون الحكومة اليوم.
هذا ومن المرتقب أن يلتقي الرئيس سعد الحريري بالرئيس ميشال عون اليوم، لاستكمال البحث في تأليف الحكومة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها