الخميس 2020/10/22

آخر تحديث: 14:47 (بيروت)

تكليف الحريري: خصومة القومي ولا حلف القوات

الخميس 2020/10/22
تكليف الحريري: خصومة القومي ولا حلف القوات
وعد الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
سعد الحريري رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة. نصف يوم من الاستشارات النيابية، أدت إلى النتيجة التي كانت معروفة سلفاً. المفارقة أن الحريري حصل على أصوات نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولم يحصل على أصوات القوات اللبنانية. كما حصل على صوت النائب نهاد المشنوق، وكل النواب الأرمن في البرلمان.
بعد الاستشارات، استدعى رئيس الجمهورية ميشال عون الحريري، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وكلفه بتشكيل الحكومة. بعد الاجتماع أعلن الرئيس نبيه برّي أن "الجوّ تفاؤلي بين الرئيسين عون والحريري. ونتمنى أن يكون هذا في الفترة المقبلة بين التيارين. والتشكيل يجب أن يكون بأسرع ما هو متوقع".

ميقاتي وسلام
كان الرئيس نجيب ميقاتي اول المشاركين في الاستشارات. وقال بعد لقائه الرئيس عون: "انسجاماً مع الموقف الذي أعلنته بعد اعتذار مصطفى أديب بإعلاني ترشيح سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة، سمّيت اليوم سعد الحريري". أضاف: "على أمل أن تتضافر الجهود لانجاح الحريري في تشكيل حكومة فاعلة، قادرة على القيام بالإصلاحات المطلوبة لإعادة الثقة داخلياً وخارجياً". وختم: "تمنيت على الرئيس عون أن يكون حكماً، كما ينص الدستور، وألّا يكون طرفاً بأي شكل من الأشكال".

أما الحريري فغادر قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس عون، من دون الإدلاء بأي تصريح. تاركاً موقفه إلى ما بعد تكليفه، فيما أعلن الرئيس تمام سلام تسميته الحريري، وقال: "في إطار متابعة المحاولة لإنقاذ البلد من الانهيار الكبير، نحن اليوم أمام محاولة جديدة في ظل متابعة ورعاية دولية، وخصوصاً من قبل الرئيس ماكرون والمبادرة الفرنسية، التي تحمّل الرئيس الحريري مسؤولية كبيرة في مواجهة الاستحقاق. ونتمنى من الجميع المساعدة في تشكيل الحكومة، بعيدًا عن المناكفات، لأن الوضع لا يحتمل التأخير. فاللبنانيون ينتظرون حكومة تنقذ البلد. لذا، أتمنى للحريري التوفيق. وأنا سمّيته لتكليف الحكومة المقبلة".

"الكلام الطيب"
نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، قال: "مرشّحي لرئاسة الحكومة هو الحريري. وهكذا أرى صورة لبنان التعايشيّة، على أمل أن يُصار إلى تأليف حكومة تحقق الغاية الرئيسة في عملية إنهاض البلد ومنعه من الاستمرار في الانهيار"، لافتاً إلى "أن تشكيل الحكومة واجب وطني على الحريري وكلّ الشرائح المعنيّة". 

بالطبع، كتلة المستقبل سمت الحريري. وتحدث النائب سمير الجسر باسمها فقال: "نسمّي الحريري لتكليفه بتأليف الحكومة العتيدة". وأضاف: "نحن مع كلّ كلام طيّب يساهم في قيام البلد ويساعد في رفع الآلام عن الناس".

أما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، فقال: "لم نسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة علّنا نسهم في ذلك في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع سبل التفاهم المطلوب". وتابع: "لن نتعب ولن نملّ ولن نيأس. ونرى أن التفاهم الوطني هو الممر الإلزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه. ونجاحُ العملية السياسية، وتحقّق مصالح اللبنانيين عموماً يتوقّفان على هذا التفاهم".

تأمين الغطاء
النائب طوني فرنجية أعلن باسم "التكتل الوطني" تسمية الحريري مصرّحاً: "في هذا الظرف الصعب والدقيق من تاريخ لبنان، لا بد من الإسراع في التكليف والتأليف. واليوم سمّينا الرئيس الحريري لتأليف الحكومة المقبلة. ونتمنى له التوفيق. ونتمنى أن تُكلّف الحكومة بعيدًا عن المناكفات، فنحاسبها على إنجازاتها". ورداً على سؤال عن المطالبة بوزراء قال: "نطلب أداء وحكومة تمثل اللبنانيين، وترفع الظلم عنهم وتبحث عن أموالهم وعن حلم الشباب ومستقبلهم الذي يضيع يومياً في هذا البلد". وتابع: "جزء من المسيحيين لا يريد القتال مع الشيعة ولا الدخول في حرب تحجيم مع السنّة. ومع احترامي للجميع نحن جزء من هؤلاء ونمثّل مسيحيين بما فيه الكفاية لتأمين الغطاء".

النائب تيمور جنبلاط تحدث بإسم "اللقاء الديمقراطي" فقال: "لمحاولة انقاذ البلد والمبادرة الفرنسية، كتلة اللقاء الديمقراطي تسمّي الحريري". بينما أعلن النائب جان عبيد باسم "الوسط المستقل" بعد لقاء الرئيس عون: "رشحنا الحريري. والأهم في المرحلة المقبلة تحقيق وحدة الموقف لمواجهة الصعاب والعمل في سبيل الوطن". أضاف: "لا نريد الدخول بمواضيع إقليمية ودولية. ونتمنى أن يبقى هذا الإجماع حول لبنان".

القومي والتشاوري والقوات
ولفت النائب أسعد حردان إلى أن "اللقاء مع رئيس الجمهورية كان في إطار الاستشارات لمسألة التكليف. وكررنا قلقنا على مصير البلد على كافة المستويات". مضيفاً: "المواطن يئن من الوضع الاقتصادي في لبنان". وقال بعد لقاء الكتلة القومية الاجتماعية رئيس الجمهورية:  "نحن شبعنا من توصيف الوجع، ونريد حلولاً. والبلد في فراغ، ومطلبنا حكومة في أسرع وقت ممكن. ووضع الملف الاجتماعي على قائمة الحلول".  وأضاف: "الإصلاحات ضرورية لكن الأمن الاجتماعي ضرورة أكثر. لذلك، سمينا سعد الحريري لتحمُّل المسؤولية". وتابع: "قمنا بكل الاتصالات. ونحمّل المسؤولين الذين أوصلوا البلد إلى ما نحن عليه المسؤولية. ونحن لم ننقلب وأي كلام آخر لا يهمنا".

نواب اللقاء التشاوري لم يسموا أحداً لرئاسة الحكومة، وكذلك كتلة الجمهورية القوية التي أكد باسمها النائب جورج عدوان: "لكي يُفهم موقفنا اليوم يجب أن نذكّر بأننا كتكتل جمهورية قوية منذ ‏أيلول 2019 وقبل المبادرة الفرنسية والثورة في 17 تشرين، وخلال ‏اجتماع في بعبدا، عبر رئيس الحزب سمير جعجع بوضوح أننا إذا لم ‏نشكل حكومة مستقلين من أصحاب اختصاص، وإذا لم تطبق هذه ‏الحكومة المداورة، وجاءت بدعم كل القوى السياسية لن نخرج من هذه ‏الورطة". وقال، باسم تكتل الجمهورية القوية عقب لقائه رئيس الجمهورية: "نحن اليوم لن نسمي أحداً. ويمكن للبعض أن يسأل لماذا لم نسم وهناك شخص يُكلف. لكننا نأخذ بعين الاعتبار أن لديه أكثرية في المكون الذي يمثله". وسأل عدوان: "احتراماً للميثاقية نحن لم نسم أحداً. إنما اليوم اللبنانيون يسألون إلى أين نحن ذاهبون بعد تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري؟ السؤال هو هل تعلمت أكثرية القابضين على السلطة؟ هل تعلم من يأخذ الناس رهينة على مدى سنوات؟ هل تعلموا بأنهم لن يستطيعوا أن يكملوا على هذا المنوال؟". وشدد عدوان على أن "الحكومة تتطلب ساعات وكأقصى حلّ أيام. الرأي العام هو من يوافق على التشكيل، ونحن من ضمنه. ونسأل باقي المكونات، لماذا لا تفعلون مثلنا؟ نحن لا نريد شيئاً".

مفاجآت التسمية
أما بالنسبة للنائب جان طالوزيان الذي اختار تسمية الحريري مستقلاً، فقال عدوان: "نحن كتلة تناقش وتأخذ قرارها. وهذا ما حصل، وأخذت قرارها بعدم التسمية. وفي حال أراد طالوزيان تسمية الحريري يكون قد اتخذ قرار الخروج من الكتلة. وسنرسل ورقة لفخامة الرئيس. هناك 3 نواب غائبين الأول بداعي السفر واثنين بداعي المرض".

من جهته، سمى النائب إدي دمرجيان الحريري لرئاسة الحكومة. وقال النائب ميشال ضاهر: "سميت سعد الحريري لأن هذا الوقت هو وقت للتضامن. ونحن بحاجة إلى حكومة إنقاذية ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والمالي".

النائب نهاد المشنوق سمى الحريري لتأليف الحكومة الجديدة. وقال: "سميت الرئيس الحريري لأسباب عدة، منها تبنيه الكامل والعلني المبادرة الفرنسية الاصلاحية التي هي المبادرة الوحيدة المتاحة لنا الآن".

ودعا إلى تأليف "حكومة اختصاصيين يبدأ على أساسها العمل بشكل جدي". وقال "الخلاف مع الحريري سياسي والاتفاق أيضاً. وأتمنى أن يكون التأليف أقل تعقيداً مما أعتقد". أما النائب أسامة سعد الذي لم يسمّ أحداً في الاستشارات، فقال "لبنان من دون سلطة وطنية ولا جدوى من حكومة ملفاتها في ملاعب الأمم لبنان". من جهته، قال النائب فؤاد مخزومي: لم اسمِّ الحريري. إذ لا يمكن أن نقنع الناس بجديد، بعد الطريقة التي رشّح نفسه بها والأداء بعد 17 تشرين. بدوره، أعلن النائب شامل روكز "إنني لم أسمّ أحداً، مع تمنياتي بتشكيل حكومة بأسرع وقت. ولكن للأسف، التفاهمات تؤدي إلى محاصصات والمحاصصات إلى الفساد".

وقال النائب اللواء جميل السيد من قصر بعبدا: "لم أسمّ أحداً، على الرغم من أن البلد بحاجة إلى حكومة. لكن في هذه الحكومة يبدو أن الحريري هو الشخص الذي سيأخذ الأصوات. أسباب عدم تسميتي له تعود إلى انني أعتبر بأن الإنسان لا يتغير. وفي التركيبة المقبلة سيكون مضطراً إلى المضي قدما بالتركيبة القديمة". بينما سمى النائب جهاد الصمد الحريري قائلاً: "لأننا لا نملك ترف المناورة، ولأن المرحلة تقتضي تجاوز الخلاف السياسي، ولأن مهمة أي حكومة هي إعادة الثقة بلبنان الدولة، ومع قناعتي الكاملة أن التأليف لن يكون مختلفاً عن ما بعد الطائف، أسمّي سعد الحريري متمنياً له التوفيق".

تكتل باسيل والنواب الأرمن
النائب جان طالوزيان قال: "البلد يمر بمرحلة صعبة. واللبنانيون جميعهم يعانون من أزمة. انطلاقاً من هنا، هناك إجماع على أن يكون لدينا حكومة إنقاذ تقوم بإصلاحات وتوقف الانهيار الذي نعيشه. ولا يمكن القيام بكل ذلك إذا لم نسمّ رئيساً للحكومة. لذلك سمّيت الحريري اليوم". وتابع: "هناك اختلاف بالرأي مع "القوات" بموضوع تسمية الحريري. وهذا لا علاقة له ببقائي أو خروجي من التكتل" و"هيدا منحكي فيه بعدين وأنا مش حزبي".

من جانبه قال رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل: "موقف التيار بعدم تسمية أحد معروف منذ فترة، لأن موقفنا مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وبرنامجها. موقفنا سياسي ولا خلفيات شخصية له. وحصل تحوير لموقفنا في الإعلام، وكأنه مرتبط بلقاء أو اتصال. وهذا الأمر لم نطرحه أبداً. ولم نتحدث أبداً عن الميثاقية بالتكليف. ومن قام بهذا الموضوع هو الحريري بذاته سابقاً، عندما رفض أن يُكلف من دون دعم الكتل المسيحية الوازنة". وأضاف: "بعد تكليف الحريري بتنا أمام حكومة تكنو سياسية. وهنا يجب مراعاة الميثاقية". أما النائب ماريو عون، فقال باسم كتلة ضمانة الجبل: "لم نسمّ أحداً".

بدوره، أعلن النائب هاغوب بقردونيان باسم كتلة نواب الأرمن: "أمام غياب خيارات أخرى، ارتأينا تسمية الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة. ونتمنى عليه الانفتاح، وتشكيل حكومة إنقاذية جامعة ومتعاونة مع الكتل النيابية". أما كتلة التنمية والتحرير فأعلنت- كما هو متوقع- تسميتها الحريري لتشكيل حكومة تنفذ الورقة الاصلاحية.

الحريري: حكومة اختصاصيين
وبذلك، خرج الرئيس الحريري من الاستشارات رئيساً مكلفاً بـ65 صوتاً، مقابل 53 نائباً لم يسمّوا أحداً، وتغيّب نائبين.

ولدى مغادرة سعد الحريري القصر الجمهوري صرح قائلاً: "أطلعني فخامة رئيس الجمهورية مشكورا، بحضور دولة رئيس المجلس النيابي، على نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي أفضت إلى تكليفي تشكيل الحكومة الجديدة. أتوجه بالشكر إلى الزملاء النواب، وبخاصة إلى الذين شرفوني بتسميتي لتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها. وأتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات الى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت، وأنني سأنكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة أمام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها