الخميس 2020/10/22

آخر تحديث: 19:19 (بيروت)

الأميركيون وتكليف الحريري: لا حماسة ولا اعتراض

الخميس 2020/10/22
الأميركيون وتكليف الحريري: لا حماسة ولا اعتراض
واشنطن ستستمر في فرض العقوبات ضد حزب الله وحلفائه ومن ينخرط في الفساد أيضاً (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
يترقب لبنان ردود الفعل الدولية على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة. غداً تنطق الاستشارات النيابية غير الملزمة، مع الكتل النيابية، ابتداءً لرحلة التأليف. وتبقى العين على اللقاء مع تكتل "لبنان القوي"، وهل سيحضره باسيل أم سيرسل من يمثله.
هناك مساع مستمرة بين الرجلين لإبقاء الباب مفتوحاً على التشاور، ومن الممكن أن يشارك باسيل في اللقاء. فالقرار لم يحسم بعد. ولكن بمجرد المشاركة يعني فتح باب للنقاش. وهذا ما استبقه الحريري في دردشة مع الصحافيين. إذ أبدى تفاؤلاً بما بعد التكليف. ولدى سؤال عن سبب إيجابيته وتفاؤله قال: "إنها البداية. واذا كانت مصلحة البلاد تتطلب تفاهماً مع الجميع، فمن المفترض تغليب مصلحة البلد". ولدى سؤاله عن اللقاء مع باسيل، لم يجب بشكل مباشر، إلا أنه لم يغلق الباب.

وكان الحريري بعد تكليفه تشكيل الحكومة قد أجرى اتصالات هاتفية برؤساء الحكومة السابقين سليم الحص، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام وحسّان دياب، مستعيضاً عن الزيارات الروتينية البروتوكولية بذريعة أمنية. وعلى الأرجح أن الحريري لم يجر هذه الزيارات كي لا يلتقي دياب. وحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، توافق معهم على الاكتفاء بالتشاور الهاتفي استثنائياً لدواع أمنية. وتمنوا له التوفيق في مهامه لتشكيل حكومة، لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت.

موقف أميركي: المحاسبة
وفيما كان موقف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش لافتاً. إذ حث المسؤولين على التعاون لإنقاذ بلادهم بأنفسهم وعدم الرهان على الاستحقاقات الخارجية، كان ديبلوماسي أميركي كبير يصرّح لوكالة "رويترز" قائلاً: "يجب أن تلتزم حكومة لبنان الجديدة بالإصلاح وإنهاء الفساد". لم يتخذ أي موقف أميركي واضح حيال تكليف الحريري بتشكيل الحكومة حتى الآن. ولكن حتماً الموقف سيتبلور تباعاً ووفق مسار عملية التشكيل.

أميركياً أيضاً، وخلال لقاء صحافي عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد شينكر، أن بلاده لا تزال تقف مع الشعب اللبناني، ومصرّة على ضرورة الإصلاح والشفافية، وأن يكون هناك محاسبة للجرائم التي تم إرتكابها. وقال: "زرت لبنان مؤخراً، وركزنا على أهمية الإصلاحات. وكرّرنا التأكيد على فكرة أن العمل كالمعتاد غير مقبول".

ترسيم الحدود
وشدد على أن "الولايات المتحدة قالت أن هناك مبادئ مهمة مثل الإصلاح والشفافية ومكافحة الفساد، وأياً كانت الحكومة التي ستتولى الأمر في لبنان. فإذا أرادت أن تخرج البلاد من الأزمة ينبغي الوفاء لكل هذه المتطلبات، من أجل الحصول على المساعدات الدولية وإعادة لبنان إلى المسار الصحيح". وأكد شينكر أن واشنطن ستستمر في فرض العقوبات ضد حزب الله وحلفائه، كما ضد من ينخرط في الفساد وإساءة إستخدام السلطة، بغض النظر عن مفاوضات ترسيم الحدود.
هذه المفاوضات علق شينكر عليها بالقول: "لا أود أن أقول متفائل أو متشائم. أنا سعيد بالجولة الأولى من المحادثات. نأمل أن يتم الوصول إلى اتفاق، وأن تكون المشاركة في هذه المحادثات تتم وفقا لنوايا طيبة وجدية"، مذكّراً أن "جلسة وحيدة عقدت حتى الآن، والكثير من العمل الشاق بانتظارنا. وهذا يتطلب رغبة وإرادة بإتجاه الوصول إلى اتفاق، وجدية ورغبة في الإنخراط بمرونة ونوايا طيبة".

ورداً على سؤال حول تكليف الحريري بتشكيل الحكومة قال شينكر:" لبنان بحاجة ماسة إلى الإصلاح، ولن نتسرّع بإطلاق الأحكام. الشعب اللبناني هو من يقرر. وأنا لن أعلق على الحريري أو على أي سياسي لبناني. على الحكومة أن تلتزم بما هو مطلوب منها لإنقاذ لبنان وإخراجه من أزماته وتحقيق الإصلاح". معتبراً أن هذا هو موقف الفرنسيين وكل أعضاء مجموعة الدعم الدولية التي تطلب من الحكومة اللبنانية إنجاز الإصلاحات.

تصريحات شينكر لا تظهر تغيراً حتى الآن بالموقف الأميركي. وهي تشبه إلى حدّ بعيد المواقف الأميركية التي كان المسؤولون الأميركيون يطلقونه قبل سنة تماماً مع اندلاع ثورة 17 تشرين، لا سيما بما يتعّلق بالحكومة وعملها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها