الأحد 2020/10/18

آخر تحديث: 13:42 (بيروت)

الراعي وعوده يمجّدان الثورة: السلطة فقدت حياءها

الأحد 2020/10/18
الراعي وعوده يمجّدان الثورة: السلطة فقدت حياءها
الراعي: من منكم يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ (موقع بكركي)
increase حجم الخط decrease
أكد البطريرك الماروني، بشارة الراعي، في الذكرى الأولى لانطلاق الثورة الشعبية في 17 تشرين، على أنّ المسؤولين اللبنانيين مسؤولين عن دم لبنان والمواطنين. ودعا الزعماء والقيادات إلى رفع أياديهم عن الحكومة والإفراج عنها، وتوجّه لهم بالقول "أنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل". وشدد الراعي على أنّ مسوؤلية ما وصلت إليه البلاد "مسؤولية جماعية والحساب جماعي"، طارحاً سلسلة من الأسئلة على المسؤولين والسياسيين: من منكم يملك ترف الوقت لكي تأخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها.

فقدان الثقة والحياء
كلام الراعي جاء خلال إقامته قداس الأحد في بكركي، فأشار إلى أنّ "سنة كاملة مرّت على انطلاق الثورة الشعبية، من أجل التغيير في ذهنية السياسيين، ودور المجتمع وأداء مؤسسات الدولة. لكننا نرى بألم وإدانة المنظومة السياسية تتجاهل عمداً وإهمالاً وازدراءً مطالب المتظاهرين وشعبنا". واعتبر الراعي أنّ هذه الذهنية "لا تهزها ثورة، ولا تفجير مرفأ، ولا تدمير عاصمة، ولا انهيار اقتصادياً، ولا تدهور مالياً، ولا وباء، ولا جوع، ولا فقر، ولا بطالة، ولا موت أبرياء". واستكمل الراعي هجومه على السلطة اللبنانية مشيراً إلى أنه في هذه الظروف كلها "لا تؤلف حكومة، ولا تحترم مبادرات صديقة، ولا تجري إصلاحات، ولا تفاوض جدياً مع المؤسسات المالية الدولية". وشدد على أنّ "الشعب فقد الثقة بالجماعة السياسية والدولة، والمسؤولون السياسيون من جهتهم فقدوا الحياء واحترام الشعب والعالم، والقيمون على الدولة عطلوا دورها ككيان دستوري في خدمة الشعب والمجتمع".

في مديح الثورة
وقدّم الراعي مديحاً بثورة 17 تشرين معتبراً أنها "نجحت في إحداث تحوّل في الشخصية اللبنانية، وفي إعادة النبض إلى الشعب، وفي تزخيم طاقاته النضالية من أجل بناء دولة حرة، وطنية، قوية وعصرية". وأضاف أنّ الثورة نجحت "في توحيد جيل لبناني متعدد الانتماءات الدينية والثقافية والحزبية وفي تعزيز المفهوم السلمي للتغيير". وأعاد التأكيد على موقف الكنيسة من الثورة مشيراً إلى أنهّ "منذ يومها الأول، رحبنا بهذه الثورة البهية، وأيدنا شبابها وشاباتها، ودعونا الدولة، بأجهزتها الأمنية والعسكرية، إلى احتضانها وحمايتها، وشجبنا التعرّض للمتظاهرين الذين هم أبناؤنا ومستقبل لبنان"، مندداً في الوقت نفسه بـ"المتسللين الذين اعتدوا على الأملاك الخاصة والعامة وعلى المؤسسات، وشوهوا وجه الثورة الحضاري".

الثورة المرجوّة
ووضع الراعي سلسلة من المواصفات المطلوبة للثورة، فأكد على أنه "لا نزال نتطلع إلى الثورة بأمل، نريدها ثورة متجددة، ثورة أخلاقية مستقلة وغير تابعة لأحد في الداخل والخارج، موحَدة وموحِدة تحدّد أهدافها اللبنانية بجرأة ووضوح وتحمل برنامجاً اجتماعياً ووطنياً بنّاءً". وأشار إلى أنّ الثورة المرجّوة "نريدها أن تطلّ بقيادة جديدة متفاهمة مع بعضها البعض، تمثل الشعب وتحاور الدولة والمجتمع الدولي". وأضاف "إنها لجريمة أن يخسر لبنان ثورته الرائعة، هذه فرصة لبنان لكي يغيّر من خلال الديمقراطية والتراث والقيم". وتوجّه إلى شباب لبنان وشاباته بالقول: "هلمّوا إلى التغيير، أنتم مستقبل لبنان وعنكم قال صديقكم البابا يوحنا بولس الثاني انتم قوة لبنان التجددية، ونحن معكم".

حرب أرمينيا وأذربيجان
كما تناول الراعي الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، مشيراً إلى أنه "نذكر بصلاتنا إخوانا لنا يعانون من الحرب الدائرة في إقليم ناغورنو كره باغ المحاصر، والمعروف بأرتساخ، ملتمسين من الله إيقاف هذه الحرب، وتثبيت وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين". وعبر الراعي عن أسفه "لإخفاق الدول ذات التأثير هناك في نقل الصراع من واقعه العسكري إلى المفاوضات السلمية"، مضيفاً أنه "نناشد الأمم المتحدة إيقاف دورة العنف وحفظ سيادة الدول وتوفير الظروف الشرعية للشعب الأرمني هناك من أجل أن ينعم بالأمن والحرية وجمع الشمل في إطار القوانين الدولية".

عوده والفرح بالثورة
وعلى صعيد متصل، أكد متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم ​الأرثوذكس​، ​المطران الياس عوده​، على أنه "منذ عام، فرحْنا واليوم نفرح ببدء تشكل الوعي الوطني الصادق الذي يرفض التبعية والإستزلام، ويفضح ​الفساد​ وسوء الحكم والإدارة، وينشد ​الدولة​ العادلة، دولة القانون والمؤسسات". وأشار عوده في عظة قداس الأحد في كاتدرائية مار جاورجيوس ب​وسط بيروت إلى أنّ "هذا الفرح يتلاشى مع عودة الروح الطائفية والقبلية والحزبية، وقد أثبتنا أننا لا نزال شعباً يحتاج الكثير من الوعي والحرية".

أسئلة مستمرة
وبطريقته المعهودة، طرح عوده سلسلة من الأسئلة النقدية للسياسييين اللبنانيين،، فسأل "هل فوتْنا فرصة صنع التغيير؟ وماذا بقي من تلك الرسالة، رسالة التسامح والأخوة و​المحبة​ وقبول الآخر واحترام رأيه ومعتقده وحريته؟ نحن نعيش في فساد سياسي وأخلاقي يقودنا إلى موت حتمي، ألا تثبت المماطلة في اتخاذ القرارات المهمة أن دولتنا مائتة ومميتة في آن؟ لم كل هذا التردد والتأجيل في تشكيل ​حكومة​ تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح؟ لم كل تلك الإجراءات الخانقة والعراقيل الواهية؟ لم لا نطبق ​الدستور​ وننفذ بنوده من دون اجتهاد أو تحريف؟ هل بسبب عبادة الأنا"؟

انتقاد السلطة والزعماء
وشنّ عوده هجوماً على الطبقة الحاكمة، مشيراً إلى أنّ "​اللبنانيين​ لا يزالون يصفقون للزعماء الذين يهدرون مستقبلهم ومستقبل أولادهم، ويضيعون الفرصة تلو الأخرى لإنقاذ البلد، ولا يهتمون للوقت الذي يمر، ويجر وراءه ما تبقى من أمل في انتشال البلد من الحضيض، متمسكين بمماحكاتهم التافهة ومطالبهم العقيمة". وقال إنّ "عدد الوزرات وأسماء الوزراء والحصص مازالوا أهم من مصير لبنان واللبنانيين، يهتمون بأمور كثيرة والحاجة إلى أمر واحد: إنقاذ البلد والتكاتف والعمل الجدي من أجل ذلك". فتوجّه إلى المسؤولين بالقول: "عودوا إلى ضمائركم. إن استمريتم في غيّكم لن يبقى وطن ولا مواطنون. فتواضعوا وأصغوا إلى أنين شعبكم".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها