الثلاثاء 2019/09/17

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

يوم في حياة الرئيس ميشال عون

الثلاثاء 2019/09/17
يوم في حياة الرئيس ميشال عون
غداء رئاسي جمع العائلة والأصدقاء (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease

في الساعات الأولى من يوم الإثنين 16 أيلول، التقى رئيس الجمهورية وفداً من "مؤتمر الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب". وإذ يمكن اعتبار الرئيس نفسه واحداً من قدامى المحاربين، فقد وجد ميشال عون بالمناسبة فرصة ليرمم بعض ما أصاب "التيار العوني" في الأيام الأخيرة من ضرر بعد فضيحة العميل الإسرائيلي العائد إلى بيروت بتسهيل سياسي وأمني من التيار.. فأعلن بكلام مستلهم من خطب الممانعة: "ضرورة العودة لحمل شعار القضية الأساسية والجوهرية، وهي قضية فلسطين"، داعياً إلى "التنبه للمخطط الإسرائيلي الذي يهدف إلى فرض الحلول على الدول العربية عبر صفقة القرن، لا سيما وأن اسرائيل ترى أن الظروف مؤاتية لتحقيق مبتغاها في ظل التشرذم القائم بين الدول العربية".

الديموقراطية
بعد ساعات قليلة من هذا اللقاء، رحب الرئيس عون بوفد من طلاب جامعة ستانفورد الأميركية، فاستعان بلغة أخرى ليقول: إن "ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء إلى وطن واحد على رغم وجود اختلافات في الرأي السياسي، إلا أن هذه التعددية في الآراء دليل ديموقراطية".

في هذا الوقت، كان عشرات الصحافيين والإعلاميين ينفذون وقفة تضامنية مع صحيفة "نداء الوطن" اعتراضاً على استدعاء قضائي، يبدو أنه تم بناء على انزعاج الرئيس من مانشيت الصحيفة المذكورة قبل أيام. لكن هذا بالطبع لم يعكّر أجواء قصر بعبدا و"الرئيس القوي".

الوليمة العائلية
وانحيازاً للديموقراطية التي تحدث عنها مع الجامعيين، بادر الرئيس ظهراً وأولم هو واللبنانية الأولى، السيدة ناديا الشامي عون، في قصر بعبدا، لرئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان وعقيلته الأميرة زينه إرسلان وأفراد العائلة، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وقرينته السيدة شانتال، ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وعقيلته. ويمكن من هذا المشهد تخيل متانة الأواصر العائلية والصداقة الشخصية وقوة الحلف السياسي التي يوليها الرئيس عون أهمية لافتة تجاه "الديموقراطي" ارسلان.

أكاديمية التلاقي والحوار
لكن ذروة اليوم الرئاسي كانت سهرته ومتابعته لوقائع تصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد ظهر اليوم بأكثرية 165 صوتا تأييداً للمبادرة التي أطلقها هو بإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، إذ اعتبر أن هذا الإنجاز "يعطي دفعاً إضافيا للبنان للسير قدما في تحقيق هذه المبادرة التي تساهم في إرساء لغة الحوار ونبذ العنف والتطرف".

وقد شكر الرئيس عون الدول التي دعمت مشروع القرار وصوتت له، وأكد أن "انشاء الأكاديمية سوف يضع لبنان في موقعه الطبيعي الرائد على صعيد الحوار بين الثقافات والأديان ونشر رسالة التلاقي والتواصل بين الشعوب". كما أكد على "استمرار التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في سبيل تعميم ثقافة الحوار ومعرفة الآخر، خصوصاً على صعيد الشباب بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها".

هجوم إسرائيلي
والحق أن الرئيس المبتدئ صباحه بالحديث عن فلسطين، واجه مع تصويت الأمم المتحدة لصالح "أكاديميته" هجوماً شنته مندوبة اسرائيل عليه وعلى لبنان واللبنانيين مدعية أنهم "لا يحترمون قيم السلام والتسامح والتعايش".

لكن "النصر" كان حليف الرئيس، بعدما صدر قرار الجمعية العمومية، رغم اعتراض إسرائيل والولايات المتحدة. وتكوّن القرار من ثلاث فقرات عامة. فقد رحبت الجمعية بالفقرة الأولى بمبادرة رئيس لبنان إنشاء "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار" في بيروت، وشجعت في الفقرة الثانية الأمين العام ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) وغيرها من الوكالات المتخصصة ذات الصلة، على "دعم الجهود المبذولة لانشاء الاكاديمية كل في حدود الموارد المتاحة له ووفقا للولاية الموكلة اليه"، وطلبت في الفقرة الثالثة من الأمين العام أن "يبقي الجمعية العامة على علم بتنفيذ هذا القرار".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها