السبت 2019/07/27

آخر تحديث: 02:05 (بيروت)

صيفٌ مشتعل بين حزب الله وإسرائيل في الجولان

السبت 2019/07/27
صيفٌ مشتعل بين حزب الله وإسرائيل في الجولان
شهد الأسبوع الماضي وحده هجومين إسرائيليين على مواقع الحزب في سوريا (Getty)
increase حجم الخط decrease

يشير التصعيد الإسرائيلي الأخير في الجولان، أن الوضع مقبل على المزيد من الاشتعال بين حزب الله وإسرائيل، هذا الصيف. فقد هاجمت إسرائيل في 24 تموز 2019، للمرة السابعة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، أهدافاً داخل سوريا. وشهد الأسبوع الماضي وحده هجومين على مواقع الحزب، أدى إحداها إلى مقتل القيادي مشهور زيدان. وهذا يعكس، كما ينقل الإعلام الإسرائيلي، استعداد تل أبيب للدخول في جولة تصعيدٍ طويلة.

جبهة ثانية وتأهب
تربط تل أبيب تصعيدها الأخير ضد الحزب في الجولان، بتصاعد التوترات في الخليج، إذ ترى أن إيران تسرع من الجهود الرامية إلى إنشاء جبهة ثانية ضد إسرائيل على الجانب السوري من الجولان، لكي يستخدمها الحزب في اللحظة السياسية المناسبة، لتحقيق مكاسب والضغط على الولايات المتحدة.

ودفعت التطورات الأخيرة الجيش الإسرائيلي لزياد حالة تأهبه في الجبهة الشمالية، خوفاً من رد محتمل من قبل الحزب انتقاماً لمقتل مشهور زيدان، مع توارد بعض المعلومات عن أهمية زيدان الميدانية وعلاقته بسمير القنطار.

نشاطات سرية
أصبح الوضع في الجولان، بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب به كأرض إسرائيلية، أكثر تعقيداً. إذ تشير صحيفة "جيروزاليم بوست"، بأن تعقيدات السياسة جعلت الحزب في المنطقة يتحرك بسرية أكبر، ويستخدم المزيد من القوات المحلية بدلاً من إرسال كتائب من المقاتلين اللبنانيين إلى المنطقة، انطلاقاً من إدراكهم لمراقبة إسرائيل للتحركات المشبوهة والضوء الأخضر الأميركي المتوفر.

وتؤكد الصحيفة الإسرائيلية، بأن الارتفاع في الضربات الإسرائيلية في المنطقة مؤخراً، يرجع إلى "زيادة وجود حزب الله"، ورفع طهران الرهان بسبب الوضع على الأرض، فهم يدركون أهمية حشد القوات على الأرض لاستخدامها بطريقة براغماتية.

مصدر القوة
على الرغم من التقارير التي انتشرت في الأيام القليلة الماضية عن انسحاب الحزب تدريجياً من مناطق المواجهة المتبقية في سوريا، إلا أن تل أبيب تتحدث عن أن الحزب لم يتخلَ عن سوريا، إذ تمثل دمشق له مصدر قوة مهمة، سواء من حيث مساعدة الأسد في البقاء في الحكم أو في سياق خدمة المصالح الإيرانية.

تطوّرت مهمة حزب الله الرئيسية في الأشهر الأخيرة، كما تنقل مصادر عسكرية إسرائيلية، إلى بناء شبكة تتألف في معظمها من مجندين سوريين، ويتم تدريبها وتوجيهها وقيادتها من قبل الحزب في مرتفعات الجولان. وبهذه الطريقة، يأمل الحزب في شن هجمات ضد إسرائيل من سوريا، لا تنحصر بالطابع الدفاعي، وإنما تتصل بالمشاكل الحالية التي تمر بها طهران.

ربط سوريا بلبنان
بعد ساعاتٍ من غارة إسرائيلية على موقع للحزب في سوريا الشهر الماضي، دخلت طائرة من دون طيار من لبنان إلى المجال الجوي الإسرائيلي لفترة وجيزة، قبل أن تعود إلى الأراضي اللبنانية. وقد فسر المحللون الإسرائيليون هذا التسلل الجوي كإشارة تحذير من قبل حزب الله رداً على الضربة. وهو ما يؤكد على العلاقة القائمة بين سوريا ولبنان، فيمكن أن تؤدي التطورات العنيفة في أي دولة إلى تصعيد مماثل في الدولة المجاورة.

ومع ربط حادث الطائرة من دون طيار بالغارة على مواقع الحزب، في شهر حزيران الماضي، أعاد الإعلام الإسرائيلي تسليط الضوء عليها كونها تمثل محاولة من قبل حزب الله لدراسة طرق العمل من لبنان استجابةً لما حدث. وهذا ما يثير مخاوف من تغيير المعادلات العسكرية التي كانت قائمة منذ سنوات.

استراتيجية إيران
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تعليقاً على الوضع المضطرب في المنطقة واحتمالات التصعيد، أن المرشد الأعلى علي خامنئي هو من يوجه مسار العمل حالياً، بدعم من المحافظين والقيادة الدينية، وكذلك الحرس الثوري، وبموافقة الجناح السياسي العملي برئاسة الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وتأمل إيران في التوصل إلى أي مفاوضات مع الولايات المتحدة من موقع قوة، بعد أن أظهرت قدرتها على تهديد دول الخليج وتدفق النفط في العالم.

الأسعار المرتفعة للنفط ستفيد إيران، وقد تعوض خسارة العائدات من انخفاض مبيعات النفط، نتيجة للعقوبات الأميركية. ووفقاً لواضعي السياسات الإيرانيين، فإن تهديد الحرب قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي سيؤدي بدوره إلى دفع اليابان والصين، فضلاً عن الاقتصادات الأوروبية للضغط على ترامب لرفع العقوبات. وإذا استطاعت القيادة الإيرانية أن تقدم لجمهورها انتصارات ضد الغرب، فبإمكانها أن تدعي أنها تتحمل المسؤولية عن المصاعب الاقتصادية الناجمة عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والتي تفاقمت الآن بسبب فقدان عائدات النفط.

لكن الخطر في أن يخرج الصراع عن نطاق السيطرة ويصبح صراعاً عسكرياً يشمل الحزب وإسرائيل يبقى كبيراً، حسب الصحيفة. كما أن طهران تعلم جيداً أن هذه السياسة لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. فإذا استمرت العقوبات وتدهورت الظروف الاقتصادية، قد ينزل الإيرانيون إلى الشوارع بأعدادٍ أكبر من أي وقت مضى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها