السبت 2019/06/22

آخر تحديث: 16:38 (بيروت)

الجاسوس الإيراني ثائر شعفوط بقبضة الاستخبارات الإسرائيلية؟

السبت 2019/06/22
الجاسوس الإيراني ثائر شعفوط بقبضة الاستخبارات الإسرائيلية؟
خطّط شعفوط لإنشاء شبكة تجسّس في إسرائيل لصالح إيران (الانترنت)
increase حجم الخط decrease

وسط تصاعد التوتر الأميركي- الإيراني في منطقة الخليج بعد إسقاط "الطائرة بدون طيار" الأميركية، أعلنت إسرائيل عن اعتقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رجل أعمال أردني بتهمة التجسس لصالح إيران، كاشفةً أنّه خطّط لإنشاء شبكة تجسّس في إسرائيل والضفّة الغربيّة في وقت سابق من هذا العام.

في لبنان
تمّ إرسال رجل الأعمال الأردني ثائر شعفوط، والذي يبلغ من العمر 32 عاماً، إلى الضفة الغربية في تموز 2018 نيابةً عن المخابرات الإيرانية للقيام بمهام تهدف إلى إنشاء شبكة في إسرائيل والضفة الغربية، لتُستخدم في ما بعد، حسب الشاباك، في عمليات سرّية للإيرانيين.
ووفق المعلومات التي كشفها الجهاز الإسرائيلي، تلقّى شعفوط التعليمات من المخابرات الإيرانية في لبنان، حيث التقى هناك بضابطين يتحدثان العربية، عرّفا عن نفسيهما بأنّهما يُدعيان أبو صادق وأبو جعفر، وقد استمرت هذه الاجتماعات خلال عامي 2018 و 2019. 

تجنيد الجواسيس
طلب الإيرانيون من شعفوط، وفق الشاباك، إقامة علاقات تجاريّة في إسرائيل والضفة الغربية لتشكيل قاعدة لعمليّات المخابرات الإيرانية في المستقبل. وقد تلقى أيضاً تعليمات بتجنيد جواسيس يساعدونه في جمع المعلومات الاستخباراتية من أجل المصالح الإيرانية.
استغلّ الإيرانيون شعفوط، لتحويل الأموال إلى عملاء جماعة الجهاد الإسلامي وحركة حماس في الضفة الغربية وداخل إسرائيل. وحافظ هذا الأخير بدوره على اتصال مع المخابرات الإيرانية من خلال جهاز اتصال مشفّر استخدمه للاتصال بهم، وتلقّى من خلاله المعلومات وحدّد معهم لقاءاته. كما تكشف المعلومات، أنّه كان من المتوقع أن يسافر إلى إيران من أجل الخضوع لتدريب متقدّم في مجال الاستخبارات الجوية Spycraft. 

مصنع في الأردن
خطّط شعفوط، بحسب الشاباك، لافتتاح مصنع في الأردن بهدف توظيف عمال من الطائفة الشيعية فيكون بمثابة " قاعدة للأنشطة الإيرانيّة المستقبليّة في إسرائيل والضفة الغربية"، وقد أعرب أبو صادق وأبو جعفر له عن استعدادهما لدفع مبلغ قد يصل إلى نصف مليون دولار من أجل مساعدة شعفوط على تثبيت عمله، كما وعداه بمدّه بالكثير من المال في المستقبل عند الضرورة، من أجل إنشاء قاعدة العمليات الآنفة الذكر.

تاريخ الإعتقال
قبل اعتقاله، بدأ شعفوط بإجراء اتصالات مع أشخاص داخل الضفة الغربية بهدف إنشاء شبكة تجسّس، وبعد المراقبة المشدّدة، إلقي القبض عليه في مدينة الخليل في شهر نيسان الماضي، وبقيت هذه المعلومات تحت الرقابة العسكرية حتى صدر تصريح بنشرها يوم الخميس 20 حزيران 2019.
وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ توجيه الاتهام لشعفوط، في 10 حزيران الجاري، في محكمة عسكرية بالضفة الغربية بتهمة الاتصال بوكيل أجنبي، والاتصال بمنظمة معادية، ومحاولة جلب أموال معادية إلى المنطقة.
وقد صدر بيان مقتضب عن الخارجية الأردنية بعد ساعات من إعلان جهاز الشباك اعتقال شعفوط، اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، بالقول إنّ بلاده تتابع عن كثب وعبر القنوات الدبلوماسية ما أعلنت عنه إسرائيل حول اعتقال رجل أعمال أردني بتهمة التجسّس لصالح إيران، وذلك للوقوف على كافة التفاصيل المتعلّقة بهذا الموضوع.

جواسيس إيران داخل إسرائيل
هذه ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها الكشف عن جواسيس جنّدتهم إيران داخل الدولة العبرية، ففي عام 2018، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) توجيه الاتهام لوزير الطاقة الإسرائيلي السابق غونين سيغيف بتهمة التجسّس لصالح إيران. وقد تم تجنيد هذا الأخير عبر السفارة الإيرانية في نيجيريا عام 2012، واللافت أنه التقى، بحسب الاتهامات، بمشغّليه الإيرانيين في إيران نفسها.
ووصفت أجهزة المعلومات الإسرائيلية، سيغيف، بأخطر جواسيس إيران خلال السنوات الماضية، إذ عمل على نقل المعلومات الحسّاسة من تل أبيب إلى طهران، وأُلقي القبض عليه أثناء محاولته الفرار إلى غينيا الاستوائية، حيث مُنع من الدخول بعد أن أُعلن عن أنه مطلوب في إسرائيل، وهكذا تم احتجازه وتسليمه إلى السلطات الإسرائيلية. كما ألقت السلطات الإسرائيلية القبض في أيلول 2013 على رجل أعمال من أصل إيراني، يحمل الجنسية البلجيكية، يُدعى علي منصوري، في مطار بن غوريون بتل أبيب، بعد أن دخل إسرائيل بهوية بلجيكية باسم ألكس مانس، حيث تمّ جمع معلومات تجرّمه بشبهة التجسّس، إثر مراقبته لمنشآت إسرائيلية وأميركية، وتصويره مبنى السفارة الأميركية في تل أبيب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها