الأحد 2019/04/14

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

باسيل يواجه انشقاق العونيين داخل "التيار الوطني الحر"

الأحد 2019/04/14
باسيل يواجه انشقاق العونيين داخل "التيار الوطني الحر"
تجمّع اعتراضي ينتظم تحت عنوان "مؤتمر مؤسسي التيار" (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease

كانت خطوة رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، بتوزير غسان عطاالله في الحكومة الجديدة، قراراً "ذكياً". أراد باسيل بتوزير عطالله كسر صورة نمطية صاغها المعارضون له، داخل التيار وخارجه، أنه يهمّش المناضلين لصالح تمكين رجال الأعمال. وُجّهت اتهامات عديدة لباسيل منذ تسيّده على التيار، أنه يغلّب كفّة المتمولين على حساب "المناضلين". وللحكاية تفاصيل كثيرة ومديدة. ويعود الإشكال الأساسي إلى أيام انتخابات رئاسة التيار، التي فاز فيها باسيل بالتزكية، بعد تدخّل الرئيس ميشال عون. فلو استمرّت المعركة الانتخابية، لكانت حظوظ باسيل بالفوز منخفضة جداً، وفق ما يؤكد أكثر من ناشط في التيار، خصوصاً أن الحركة الاعتراضية عليه كانت بارزة، وتضم شخصيات لها تاريخها النضالي.

مؤسسو التيار
كان في مواجهة باسيل يومها، كل من النواب آلان عون، زياد أسود، سيمون أبي رميا، وحتى إبراهيم كنعان، الذي حاول أن يلعب دور الوسيط في مرحلة من المراحل. وهؤلاء كانوا يتحالفون مع "مناضلين" آخرين، كغسان عطالله مثلاً، الذي كانت لديه مواقف اعتراضية ضد باسيل. لكن، بعد تدخّل عون وحسم الرئاسة لصالح باسيل، بدأ الأخير السير بين النقاط، وأخذ في التقرب من بعض الرموز والمناضلين الشباب، لا سيما الذين تعرضوا لما تعرّضوا إليه في أحداث 7 آب 2001. فيما بعد، التف كل المعارضين النواب خلف باسيل، وعمل هو على استقطاب عطالله مثلاً وصولاً إلى توزيره، لا سيما أن باسيل يعلم دينامية عطالله ونشاطه وفاعليته.

بخطوة التوزير هذه أراد باسيل الموازنة تحالفه مع المتمولين، وحرصه على أدوار المناضلين. لكن كل المسار الذي انتهجه باسيل لم يرض المعارضين في التيار، والذين عملوا على تأسيس تجمّع إعتراضي على ما هو سائد، تحت عنوان "مؤتمر مؤسسي التيار"، مؤكدين الانتقال إلى مرحلة جديدة من التنظيم والاستعداد، بمزيد من الإصرار والتحدي.

قضية كنج وحبيقة
قبل حوالى الأسبوع، تم فصل رمزي كنج وطانيوس حبيقة من التيار. وتعزو رئاسة التيار سبب ذلك إلى مشاركتهما في اجتماع المعارضة. أُحيلوا إلى المجلس التحكيمي، بعد المشاركة في اجتماع المفصولين أو المعارضين المنشقين، مع العلم أن كنج لم يكن مشاركاً في هذا الاجتماع، الذي عقد يوم السبت في السادس من نيسان.

الغرفة الأولى في محكمة التيار، أجرت اتصالاً بكل من كنج وحبيقة، للمثول أمامها، ولكن عدم حضورهما أدى إلى اتخاذ قرار فصلهما. وهناك من يشير إلى أن رمزي كنج، والذي لم يكن حاضراً اجتماع المعارضة، كان في حالة حداد على والده، ويوم الاتصال به من محكمة التيار كان يوم الدفن. وعند تلقي كنج الإتصال، أبلغ المتصلين بأنه يواري والده الثرى. وعلى الرغم من ذلك صدر قرار بفصله.

أما بالنسبة إلى طانيوس حبيقة، فهو الذي أسس هيئة التيار في كلية العلوم بالفنار، وكان من أبرز الوجوه التي تحفّز شباب التيار على التحركات الاحتجاجية ضد الوصاية السورية، وكان أبرز الذين حضّروا ونظموا هذه التحركات. كما أن اسمه كان مطروحاً للترشح في الانتخابات النيابية الأخيرة، عن دائرة المتن. وقد خاض الانتخابات التمهيدية داخل التيار، وحصل على عدد أصوات مرتفع جداً. لكن لم يتم تبنّي ترشيحه، من أجل تبنّي ترشيح سركيس سركيس. ولهذا حسابات انتخابية، فوفق القانون لم يكن بالإمكان ترشيح 4 حزبيين، لأن ذلك قد يؤثر سلباً على الحاصل الانتخابي. وكان حبيقة، عضو مجلس هيئة قضاء المتن في التيار الوطني الحرّ، وفاعلاً جداً، على الرغم من استشعار المسؤولين في التيار من قربه من المعارضة.

بانتظار نهاية العهد
منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، لم تعد الحركة الاعتراضية في التيار كما كانت سابقاً. فأصبح كل من يريد الإعتراض على أي خطوة أو فكرة، يفكّر أكثر من مرّة، بخلاف ما كان يحدث سابقاً. وهذا أيضاً ثمة إجماع عليه من قبل المعارضين، الذين يعتبر بعضهم أنه لا يجوزالاصطدام برئيس الجمهورية. ولدى سؤالهم عن المبادئ أو الأفكار التي سيطرحونها، يجيب أحدهم بأنه لا يمكن وضع أفضل مما وضعه "الجنرال". وهناك من يعتبر بأن غاية تأسيس هذه الحركة الاعتراضية، لن تدخل حيز التنفيذ حالياً، طالما عون في سدّة الرئاسة، إنما الهدف من ذلك هو التحضير للمرحلة المستقبلية، وتجميع كل المعترضين "الحريصين على القضية" لبعضهم البعض، تمهيداً لما يمكن أن يحدث لاحقاً، ولعدم ترك باسيل يقرر وفق ما يريد أو يشتهي. يعلم المعارضون أنهم لن يكونوا قادرين على فعل أي تأثير حالياً، طالما أن عون رئيساً للجمهورية، وباسيل في موقع القوة المقررة في مختلف مفاصل السياسة اللبنانية.

يهدف المؤسسون إلى إنقاذ روحية التيار: مواجهة سياسة السلطة بتعزيز روحية القوانين. معتبرين أن اللحظة الآن قد حانت، فلم يعد هناك أي استحقاقات حزبية أخرى أو خارجية كاستحقاق الانتخابات النيابية، يعملون بمبدأ أن "الصمت أصبح خيانة". وينطلق المعارضون من مبادئ التيار الأساسية، لكنهم يريدون التطلع إلى المستقبل، خصوصاً أن تصرفات الوزير باسيل لا تشبه التيار ولا المبادئ التي تأسس عليها. يبدون متيقنين أن تحركهم ليس إلا رأس جبل الجليد، والقاعدة واسعة جداً.. وإن كانت صامتة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها