السبت 2019/03/23

آخر تحديث: 16:39 (بيروت)

بولا يعقوبيان.. علَم على فساد السياسة وتهافتها

السبت 2019/03/23
بولا يعقوبيان.. علَم على فساد السياسة وتهافتها
تدافع عن نفسها متهمة "أحزاب السلطة" بفبركة فيديوهات وتعليقات! (انترنت)
increase حجم الخط decrease
ضجيج النائبة بولا يعقوبيان، الذي بات مبتذلاً في كثرة المهاترات المصاحبة له، حوّل حربها على الفساد إلى نسخة رديئة، حتى في معيار "الشعبوية".
هكذا لم تمض 24 ساعة على حادثة خروجها المحرج من قرية "معركة"، حتى ظهرت في قرية جنوبية أخرى، في مشهد وخطبة فاقعين بسمات مسرفة بـ"المداهنة" والرياء الشعبوي.

وإذ ننام على تصريحات تشنّ من خلالها يعقوبيان حرباً على جميع قوى السلطة، تحت شعار "كلن يعني كلن"، نستيقظ على تصريحات أخرى نراها تحيي فيها بعض قوى السلطة ونوابها.

ما حدث في الاستقبال الذي جهّزته لها "ثانوية أجيال المستقبل" في قرية البازورية، يوم الجمعة في 22 آذار، يمحو بكلمات قليلة "تاريخ" هذه النائبة السياسي. وقفت وحيّت نائب حزب الله نواف الموسوي. وراحت بها الحماسة والاندفاع إلى القول: "قليلون النواب غير المدعوين على العشاء مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو. فوسام على صدري بأن لا أكون مدعوة إليه". وإذ يبادر مستضيفها مدير الثانوية إلى القول مرحباً: "غيرك معزوم عند بومبيو وأنت معزومة في ضيعة السيد حسن نصر الله".. تنبري إلى اصطناع الابتسامات مرددة: "بيشرفني. شكرا وتحية لكل مقاوم في هذه الأرض".

وهذا الكلام، علاوة عن كونه بطاقة مرور خضراء للحزب للإنضمام إلى نادي يعقوبيان وشركائها في محاربة الفساد، يحمل إهانة متعمدة باسلوب اللغة الغوغائية لـ"الممانعة"، في تحقير وتخوين من يلبي دعوة العشاء على مائدة الوزير الأميركي. وهنا، ليس ضرورياً سرد أرشيف العشاءات المماثلة التي لبّتها الإعلامية والنائبة، فالذاكرة ليست قصيرة إلى هذا الحد. 

وإذ كان أهل المقاومة وممثلوها يحق لهم التنديد ببومبيو وعشائه وضيوفه، انسجاماً مع الذات ومع سياستهم، فإن يعقوبيان هنا تتلبس دوراً جديداً وموقفاً، من الصعب وصفه منسجماً مع ذاتها. ولسنا ندري إن كان هذا "التلبس" مقنعاً لجمهور المقاومة، وينطلي عليهم "الدور". 

إذاً، من الآن فصاعداً، "المقاوِمة" بولا يعقوبيان، ستستثني حزب الله من الفساد، أو ربما باتت تصنفه خارج أحزاب السلطة، التي تدعي أنها تعمل على مواجهتها ومحاربتها. وربما تعتقد يعقوبيان أن هذا الحزب الذي يشكل عمق السلطة، بجبروته، وسلاحه، وتغلغله في جميع الإدارات والأجهزة، والذي يستطيع تعطيل أي قرار في البلد، عبارة عن جمعية خيرية أو مدنية، كتلك التي تتظلل يعقوبيان بها، في معاركها ضد أحزاب السلطة. 

وعندما يواجهها متتبعوها على وسائل التواصل الاجتماعي بتناقضات أقوالها وأفعالها، وعدم صدق ادعائها، تنبري للدفاع عن نفسها متهمة أحزاب السلطة بفبركة فيديوهات وتعليقات أو اجتزاء لكلامها، كما علّقت على الفيديو الذي تناقلته الناس عن خطابها في البازورية، رغم أنها قالت ما قالته "بعظمة لسانها".
وعلى هذا النحو، نتأكد مرة أخرى، أن مخاتلة الحراك المدني في السنوات الماضية، وتمنعه عن قول سياسي واضح، ما كان سوى وجه من أوجه "النفاق" والوصولية. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها