الأربعاء 2019/02/20

آخر تحديث: 00:53 (بيروت)

أنفاق حزب الله من الأردن إلى الضفة الغربية؟!

الأربعاء 2019/02/20
أنفاق حزب الله من الأردن إلى الضفة الغربية؟!
يشعر الملك الأردني عبد الله الثاني بالقلق من نشاط الحزب انطلاقاً من الحدود السورية إلى الأردن فالضفة (Getty)
increase حجم الخط decrease
بينما تستمر إسرائيل بمراقبة أنفاق حزب الله على الحدود الشمالية، بدأت تلوح في الأفق معلوماتٍ صادمة عن قيام الحزب بالمساعدة على بناء أنفاق خارج الحدود اللبنانية، لمساعدة حركة حماس وتنظيم الجهاد الإسلامي.

نشاطٌ جديد
ترسخ إيران نفسها، حسب ما يكشف موقع "الغماينر" اليهودي النيويوركي، في سوريا وتركز على جنوب البلاد على طول الحدود مع الأردن، وليس بعيداً عن إسرائيل. وعلى النقيض من التقارير التي تتحدث عن سيطرة جيش الأسد على المنطقة، فإن الوضع الحقيقي أبعد ما يكون عن ذلك.

يتحدث الموقع عن نشاط حزب الله وإيران في هذه المنطقة، إلى جانب مهربي الأسلحة. ويقول أن الملك الأردني عبد الله الثاني بدأ يشعر بالقلق من نشاطهما،  فمن البديهي، بنظره، أن تهريب الأسلحة إلى الأردن، ومن هناك إلى الضفة الغربية، سيتسبب بالمشاكل لبلده.

أنفاق في الأردن
يحاول أتباع حزب الله الموجودون في منطقة درعا، حسب الموقع، بناء أنفاق تهريب على طول حدود إسرائيل مع الأردن، والهدف هو دعم حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية. ويرى الموقع، بأن إيران تدرك أنه لتعزيز قوة حماس في الضفة الغربية، فإنها تحتاج أيضاً إلى تسليح المنظمة، وبأن تفتتح ممراً للأسلحة بين جنوب سوريا والأردن والضفة الغربية.

وأدى الإعلان عن الانسحاب الأميركي من معبر التنف الحدودي، في جنوب سوريا، إلى إثارة سباق للسيطرة على المعبر. وتشمل المنافسة، كما يكشف الموقع، أقساماً مختلفة من الجيش السوري، التي تعتبره صراعاً على طرق التهريب بين سوريا والعراق والأردن. ولكن، أكثر المستفيدين من هذا الواقع الجديد هما الحزب وإيران، اللذان يحاولان بناء الأنفاق وشبكاتهما الخاصة للتهريب.

لبنان ساحة معركة جيوسياسية
من ناحية ثانية، وفيما يتعلق بالدور الروسي في لبنان، أثارت تصريحات السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر زاسبكين، امتعاضاً داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، التي طرحت أسئلة حول ماذا يحدث عندما تقرر موسكو توسيع نطاق انتشارها في الشرق الأوسط، عبر بيروت، وعن ما إذا كان اللبنانيون مستعدون لخسارة الولايات المتحدة.

اتهم زاسبكين واشنطن بالتحريض على "صراعات جديدة"، يمكن أن "تشمل العديد من البلدان وكذلك القوى العرقية والدينية" في المنطقة. كما دافع عن حزب الله المدعوم إيرانياً، كشريك شرعي في تدخل موسكو العسكري في سوريا. لذلك تعتبر صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن هذه الكلمات الحادة الصادرة من روسيا إلى لبنان، تشير إلى أن بيروت ستكون ساحة المعركة الجيوسياسية المحتملة المقبلة بين موسكو وواشنطن.

وتنقل الصحيفة عن نيكو بوبيسكو، كبير الباحثين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله، أن لبنان كان في هذا الوضع المعقد لفترة طويلة، مع وجود لاعبين أقوياء يتنافسون على النفوذ. وبأنه لا يرى أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر انخراطاً في إخراج روسيا من لبنان.

أميركا استسلمت في لبنان
من جانبه، قال البروفيسور إيال زيسر، المدير السابق لمركز "موشيه ديان" لدراسات الشرق الأوسط، وعميد كلية الآداب بجامعة تل أبيب: "من المنطقي، من وجهة نظر روسيا، أن تتقدم إلى لبنان بعد تأسيس نفسها في سوريا. لكن لبنان أكثر تعقيداً، فعلى عكس سوريا، هناك عدد أكبر من الجهات الفاعلة مثل المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى".

لا يصف زيسر ما يجري في لبنان بساحة المعركة، فأميركا، لأسباب وجيهة، استسلمت. فسابقاً، أكد  الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوضوح شديد، أن ليس لديه مصالح استراتيجية في سوريا. ويمكن أن يكون هذا هو الحال أيضاً في لبنان، لأنه يقدم القليل جداً إلى الولايات المتحدة.

ومع ذلك يرى زيسر بأنه عندما يتعلق الأمر بالنمو الاقتصادي والازدهار، يمكن لروسيا أن تقدم القليل جداً للبنان. ولهذا السبب تدرك جميع الأطراف اللبنانية، أن منع الانهيار يتطلب الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.

حزب الله في الجنوب السوري
توحي المعطيات والتركيز الإسرائيلي المكثف، في الأسابيع القليلة الماضية، على نشاط الحزب اللبناني في الجنوب السوري، وكأن شيئاً ما يُدبر داخل الدولة العبرية للقيام بعملية أوسع، بعد بدء الحديث عن أنفاقٍ بالضفة الغربية، وعن إقامة نقاط مراقبة جديدة في منطقة "جباتا الخشب"، بالقنيطرة قرب الحدود الإسرائيلية في الجولان، لرصد تحركات الجيش الإسرائيلي.

ثمة من يقول داخل الدولة العبرية بأنه من الأفضل لإسرائيل أن تهتم بالواقع الناشئ على حدودها السورية في مرتفعات الجولان، حيث يعمل حزب الله على استئناف مواجهاته مع إسرائيل. فبينما يجد نفسه عالقاً في المشاكل الداخلية، لا يمكن للحزب أن يسمح لنفسه بمواجهة إسرائيل على الجبهة اللبنانية. لذلك، ستكون سوريا نقطة انطلاق أكثر راحة، يمكنه من خلالها تصفية حساباته مع إسرائيل. وهذا ما يحتم على القيادة العسكرية الإسرائيلية القيام بعملية واسعة في الجنوب السوري، لم تُحدد ساعة الصفر لها بعد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها