السبت 2019/02/16

آخر تحديث: 00:48 (بيروت)

الثقة للحكومة: حزب الله يعتذر وجميل السيد يعارك!

السبت 2019/02/16
الثقة للحكومة: حزب الله يعتذر وجميل السيد يعارك!
بلغ الدَين العام 85 مليار دولار وزادت نسبته 7.4 بالمئة عن العام الماضي (مجلس النواب)
increase حجم الخط decrease
بغالبية 111 صوتًا من أصل 117، نالت حكومة الرئيس سعد الحريري ثقة المجلس النيابي. إذاً، ستة نواب فقط حجبوا الثقة عن الحكومة، بينهم نواب كتلة "الكتائب اللبنانية". كان الرئيس نبيه بري مصرّاً على إنجاز جلسات الثقة يوم الجمعة، وعدم تأجيلها إلى يوم السبت. تواصل برّي مع الرئيس سعد الحريري، وطالب من الكتل النيابية تخفيف عدد النواب المتكلمين، والإسراع في الكلمات، التي من الواجب أن تكون مقتضبة، من أجل الانتهاء من الجلسات، وعدم استغراق يوم جديد.

رد الحريري والوزراء
تواصل برّي مع الحريري لسؤاله عن مدى استعداده للردّ على مداخلات النواب مساء الجمعة، فردّ الحريري بالإيجاب. وعليه فقد جهّز الحريري ردّه. إذ أعاد تكرار مواقفه حيال ما التزمته حكومته في البيان الوزاري، مؤكداً السعي لتحقيقه، خصوصاً في مجالات خلق فرص العمل ووقف التدهور الإقتصادي والنهوض بالبلد، ومكافحة الفساد، والتحرك من أجل الحصول على المساعدات من الدول المانحة في المؤتمرات الدولية، لمساعدة لبنان.

بعيد انتهاء مداخلات النواب، أعطى الحريري الكلام لوزيري المالية والأشغال للرد على تساؤلات النواب، فأكد وزير المال علي حسن خليل، أنه "لا يوجد أرقام مخفية في ​وزارة المال​ مثلما أورد بعض الزملاء"، مشيراً إلى أن "الوزارة التزمت تقديم تقرير فصلي، لم نعتد عليه خلال الحقبة السابقة، ووضع في عهدة ​لجنة المال​، ونشرت على موقع الوزارة. وجاهزون لإعطاء الأرقام لأي نائب يطلبها". وأوضح أن "ما ورد في البيان الوزاري هو كلام طموح، لكن إذا لم نقرر معا أن نأخذ خطوات جريئة ومسؤولة، فما سنقدم عليه خلال موازنة عام 2019 غير مشجع"، مشيراً إلى "أننا سنكون ليس أمام تخفيض للعجز واحد بالمئة بل زيادة للعجز 3 أو 4 بالمئة. وأقول ذلك لتحمل المسؤوليات وعدم الاكتفاء برمي الشعارات أو الخطابات".

وأعلن عن "أرقام ​الدين العام​ حتى نهاية عام 2018 بلغت 128 ألف و883 مليار ليرة أي ب​الدولار​ بلغ 85 مليار دولار وزادت نسبته 7.4 بالمئة عن العام الماضي"، مشيراً إلى أن "كل قيمة مؤتمر "سيدر" بالنسبة لنا هي إقرار الإصلاحات. وقد أعددت جداول تفصيلية على مستوى الوزارات والإختصاص"، لافتاً إلى "أننا بحاجة إلى تغيير بنيوي في الموازنة، لأن الرواتب والأجور والتقديمات بالإضافة إلى الكهرباء وخدمة الدين يصل إلى 74 بالمئة".

الاشتباك 
اليوم الأخير من جلسات مناقشة البيان الوزاري، كان هادئاً نسبياً وإيجابياً. إذ تجلّى في اعتذار النائب محمد رعد، باسم كتلة الوفاء للمقاومة، عن السجال الذي حصل مع نواب حزب الكتائب. لكن الهدوء والإنسجام بين بعض الكتل النيابية المختلفة، والتركيز على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفساد، خرقه التصعيد بين نواب تيار المستقبل والنائب جميل السيد، وتطور الاشتباك إلى تراشق كلامي مباشر بين السيد والرئيس سعد الحريري. خصوصاً بعد أن قال السيد أن الحريري التقى ​محمد زهير الصديق​، الذي طلب منه تغيير الإفادات من أجل اتهام الضباط الأربعة.

جميل السيد والحريري
فيما كان النائب سامي فتفت يتلو كلمته من على المنبر، وتطرّق إلى تركيب الملفات الأمنية في حقبة نظام الوصاية، غامزاً من قناة النائب جميل السيد وكلامه قبل يومين في الجلسة، طلب السيد الكلام بالنظام، وردّ على فتفت قائلاً:" النائب فتفت إبن مبارح بالسياسة، وصوص.." ليرّد فتفت بأنه على السيد أن يتحملّ الصوص، الذي "سيكون بخلقته" لأربع سنوات. وأكمل السيد:" في كلمتي أول من أمس لم أتعرض لرئيس ​الحكومة​ الراحل ​رفيق الحريري،​ وطلبت ان يتم أخذ العبرة من الموت ورفضت الإساءة للرجل"، مشيرا إلى أننا "بقينا في الاعتقال لمدة 4 سنوات وهم يتحدثون عن تركيب الملفات في الماضي، بينما كنا على رأس مؤسسات الدولة، ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ اجتمع مع ​محمد زهير الصديق​ وطلب منه تغيير افادته وهذه الأمر مثبت بوثيقة رسمية".

هنا حصل هرج ومرج داخل القاعة، استدعى من برّي استخدام مطرقته، والطلب من النواب وقف السجال والاختلاف، لكن نواب المستقبل لم يرضخوا لذلك، واستمروا في الردّ على السيد، إلى أن تدخل رئيس الحكومة سعد الحريري متوجهاً إلى السيد:" "أفضل شي تسكت واحترم نفسك"، مشيراً إلى أن "المشكلة أن هناك شخصاً لا يريد أن يحترم الشهداء". فردّ السيد على الحريري بأنه لا يحق له أن يكلّمه باعتباره رئيس حكومة، لا يحق له الكلام إلا بعد إنتهاء النواب من مداخلاتهم. فكرر الحريري متوجهاً للسيد: "احترم حالك".

الأحزاب المسيحية: بشير الجميّل
ما قبل الظهر، كانت الإتصالات قد نشطت بين نواب القوات اللبنانية، حزب الكتائب والتيار الوطني الحرّ، لاجل انتزاع إعتذار من حزب الله، على خلفية إساءة النائب نواف الموسوي للرئيس بشير الجميل، وحسب ما تكشف مصادر متابعة لـ"المدن" فإن فكرة اجتماع نواب الأحزاب المسيحية، جاء بطلب من النائب جورج عدوان، بأنه لا يمكن للقوى المسيحية أن ترضى باستهداف شهدائها، وعدم احترام ما تعتبره رمزيات. واقترح عدوان على نواب الأحزاب الثلاثة عدم الدخول إلى القاعة العامة والمشاركة في جلسات الثقة، ما لم يحصلوا على اعتذار من حزب الله. هنا حصل إجماع من قبل النواب. ما دفع نواب التيار الوطني الحرّ بتوجيه من رئيس التيار جبران باسيل، إلى التواصل مع نواب حزب الله والرئيس نبيه برّي، لأجل إيجاد مخرج للمشكلة، تفاوض النائبان ابراهيم كنعان وآلان عون مع نواب الحزب، بينما الحزب كان لديه نية إيجابية، لأسباب متعددة. وعلى هذا، طلب النائب محمد رعد الكلام، معتبراً أن ما صدر عن النائب نواف الموسوي هو عبارة عن اندفاع شخصي، ولم يكن الحزب يريد ذلك. وقال رعد:" في جلسة أول من أمس حصل سجال غير مرغوب به بين بعض الزملاء، وانطوى على كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي من أحد اخواننا في الكتلة وتجاوز الحدود المرسومة للغتنا في التخاطب"، مضيفا: "استميحكم عذرا وأطلب باسم كتلة الوفاء للمقاومة شطب ذلك الكلام".

وهنا قد ردّ برّي بأن الكلام شطب في الأساس، وقد لاقت الخطوة استحساناً من القوى المسيحية المختلفة، خصوصاً من القوات اللبنانية، التي عبرت النائب ستريدا جعجع باسمها، أن الإختلاف في السياسة يمكن أن يكون بشرف، وكذلك بالنسبة إلى النائب نديم الجميل، قائلاً:"اذا كان الاعتذار عن الخطأ فضيلة، الاعتراف بشهداء بعضنا البعض وطنية، فبعد اليوم ليس من المفترض ان نختلف على الحقيقة، بشير حلم شعب وشهيد الجمهورية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها