newsأسرار المدن

الحلف البائس: تهم الغدر والخيانة بين "القوات" و"المستقبل"

المدن - لبنانالأحد 2019/12/29
geagea1(18).jpg
يلوم "الستقبل" حزب القوات اللبنانية في خسارة الحريري لرئاسة الحكومة! (موقع القوات اللبنانية)
حجم الخط
مشاركة عبر

منذ تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة، وخسارة الرئيس سعد الحريري لموقعه، بسبب امتناع القوات اللبنانية عن تسميته. بدأ تيار المستقبل، عبر ناشطيه على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر بعض نوابه، بشن حملات مركزة على حزب القوات اللبنانية. لم يبق الحريري بمأنى عن هذه الحملات، لا سيما أنه قد دخل فيها بشكل مباشر عندما حملها مسؤولية انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. ما يعني ضمناً أن هجمات نواب المستقبل وناشطيه على "القوات" هي بقرار من الحريري.

دفتر الحساب بين الطرفين طويل، يعود إلى ما قبل التسوية الرئاسية. ولطالما اتهم جعجع الحريري باتخاذ خيارات من دون التنسيق معه. بينما الحريري يعتبر أن الجرة قد كُسرت أول مرة مع "القوات" يوم قررت السير بالقانون الأرثوذكسي. ولكن ما بعد التسوية وانتخاب عون، تعاظمت الخلافات بين الطرفين الحليفين، حتى وصل الأمر بالحريري إلى اتهام "القوات" أنها تآمرت عليه أيام استقالته في السعودية. كان من الواضح أن الحريري أصبح يقدّم علاقته مع التيار الوطني الحرّ وجبران باسيل على القوات.

نكث الوعود والاستفزاز 
لم يفِ الحريري بالكثير من الوعود التي قدمها للقوات اللبنانية. وكان يضحي بها دوماً كرمى لعيون باسيل. بينما وجدت القوات نفسها محاصرة ومطوقة حتى من حليفها، الذي كانت ترتكز عليه استراتيجياً. وكانت تعتبر أنها بعلاقاتها معه يمكن تطويق العهد بدلاً من تطويقها من قبل الحليف والعهد. كان رد فعل الحريري والمستقبليين عاطفياً بشكل واضح ضد القوات. رفعت لافتات وصفت سمير جعجع بالغدار، واستمرت حملة التجييش، التي يلعب عليها كل من حزب الله وحلفائه عبر التوجه إلى الحريري بالقول إن القوات هي السبب في عدم عودته رئيساً للحكومة وليس جبران باسيل. وهذا، أقل ما يقال فيه أنه تسخيف للوقائع السياسية، ونوع من المراهقة على قاعدة النميمة.

تعتبر القوات أنها لم تسمّ الحريري دفاعاً عنه، لأنه سيجد نفسه مكبلاً من قبل الفريق الآخر، وسيجد نفسه مضطراً لتقديم الكثير من التنازلات في سبيل كرسي رئاسة الحكومة، على حساب مطالب الناس، ما سيوقعه في تناقض مع نفسه كما سيوقعها في تناقض أمام شعاراتها وجمهورها، خصوصاً أنه منذ استقالة وزراء القوات لم يتواصل الحريري مع جعجع على الإطلاق. ولم يتعاط بجدية مع هذه الاستقالة، إنما كان يراهن على بقاء حكومته من دون القوات. وعندما فكر بالعودة في الأيام الأولى مع التيار الوطني الحرّ، لم يكن يريد وجود القوات في الحكومة. ولكن عندما اختلف مع باسيل، لجأ إلى القوات طالباً المساعدة، الأمر الذي استفز جعجع كثيراً. وهو يعلم أن الحريري كان سيحصل على أصوات القوات، ومن ثم يعود إلى قواعده القديمة من دون مراعاة معراب وحساباتها، خصوصاً أنه لكي يتمكن من تشكيل حكومة سيكون بحاجة إلى عون وتوقيعه وباسيل وتصويته.

سجال نيابي متبادل
وتطور الخلاف بين الطرفين إلى حدّ السجال بين النواب، إذا قال النائب محمد الحجار: "للأسف فإن القوات اللبنانية، وهنا لا أهاجم لكن أوصف واقعاً، كانت في شكل أو في آخر سبباً في تسليم البلد إلى الثنائي الشيعي وجبران باسيل، الذي خرج من هذه التسوية على انه البطل المنتصر بعدما كان الخاسر الأكبر". كلام الحجار استدعى رداً سريعاً من نائب القوات فادي سعد، الذي قال: "مع احترامي ومحبتي للزميل النائب محمد الحجار، ومع تأكيدنا الحفاظ على صداقتنا معه وهو المعروف بهدوئه واتزانه، لا نعلم صراحة كيف خرج بهذا الكلام الذي يجافي كل حقيقة. أتمنى عليه وعلى تيار المستقبل، عدم التعاطي مع كل هذه الأمور بالطريقة التي يعتمدها البعض برمي المسؤولية على الآخرين. وما نطلبه إجراء مراجعة عميقة وجدية لسياستهم ومواقفهم منذ العام 2005. وعندئذ سيدركون أن من سلم البلد للوزير جبران باسيل والثنائي الشيعي هو تيار المستقبل بعلاقته المميزة معهم. والدليل، أن كل قرارات مجلس الوزراء من دون استثناء، كانت تطبخ بين المستقبل وباسيل والثنائي الشيعي". وختم: "الاتهام الموجه إلينا مرفوض والقوات اللبنانية لن تكون مكسر عصا لأحد".

ما أراده الناس 
أما النائب بيار أبو عاصي فقال: "لم نسم الرئيس سعد الحريري، وفقا لمطالب شارعنا وناسنا، مع العلم أننا قمنا بتسمية الحريري مرات عدة. الرأي العام لم يعد يريد أي شخصية من الطبقة السابقة، إضافة إلى أن مقاربتنا على صعيد القوات لم تكن مرتبطة بالأشخاص. لذا قلنا بوضوح إنه إذا تم تكليف سعد الحريري، وقام بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، نمنحها الثقة، قرارنا بعدم تسمية أحد كان صائباً، ولم نعادِ السنة أو أي طائفة أخرى، بل أخذنا القرار المناسب الذي يريده الشارع".

ورداً على سؤال، أجاب: "إن كان هناك من خلاف بين القوات اللبنانية والمستقبل، فهذا أمر لا يهم الناس في الوقت الراهن، لأن ما يهم الناس هو الوضع الاقتصادي والمعيشي والوقوف لساعات في البنوك. وما يجمعنا مع المستقبل الكثير ونضال سيادي طويل وتضحيات شهداء ثورة الأرز، وبالأمس كانت ذكرى الشهيد محمد شطح". وختم: "همنا اليوم ليس المشكل الدائر بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، فهذا ليس الأساس. من لا يدرك حجم المشكلة التي يمر به البلد، يستحق المحاكمة".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها