وردنا من الدكتور نزيه الخياط، عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، رد على مقالة الزميل منير الربيع "الحريري ينتفض". هنا نصه الحرفي:
"عملا بحق الرد والتصويب على بعض ما ورد في مقالة الأستاذ منير الربيع التي تحمل عنوان "الحريري ينتفض" في الفقرة التي تحمل عنواناً فرعياً "مصير تيار المستقبل"، ومن موقعي كعضو في المكتب السياسي في تيار المستقبل، فإنني أتقدم من جانبكم بكتاب التصويب والتوضيحات للموضوع أعلاه التالية:
- يقول الاستاذ منير الربيع: "انه استناداً إلى مصادر مطلعة ومعلومات، مجهولة المصدر وتحديداً في فقرة "مصير تيار المستقبل"، "أن الحريري بدأ يتجه لاتخاذ خيارات جذرية، منها الابتعاد عن الممارسة السياسية في هذه المرحلة، لإعادة تجديد تياره وإصلاح الترهل الذي أصابه".
ثم يضيف الاستاذ منير ليقول: "وتلفت المعلومات إلى أن الحريري يستعد للذهاب إلى ورشة داخلية كبيرة في تياره قد تصل إلى حلّ التيار".
إستناداً إلى ما تقدم من تناقضات في الفقرة موضوع التصويب والمغالطات شكلاً ومضموناً، لا بد من التساؤل: كيف يمكن للرئيس الحريري أن يبتعد عن الممارسة السياسية، في الوقت الذي يشير فيه الاستاذ منير إلى أن الرئيس الحريري نفسه هو من سينكب على إعادة تجديد تياره الذي قد يصل إلى حلّه؟ وإذا سلمنا جدلاً بما كتبه ألا تندرج عملية التجديد لتياره في صميم العمل السياسي و التنظيمي؟
كيف يستقيم قول الأستاذ منير "بذهاب الرئيس الحريري إلى ورشة داخلية كبيرة للتيار" ثم ينتقل ليقول أن "الاتجاه عنده قد يكون معقوداً إلى حلّ مزعوم للتيار"؟ ألا تظهر هذه التساؤلات تناقضاً منطقياً واضحاً وقع فيه الاستاذ منير باستنتاجه الخاطئ، المستند إلى معلومات مجهولة المصدر، بحيث نصل إلى محصلة بديهية، لا يعود هناك بموجبها مبرر لإجراء تجديد للتيار وإصلاح الترهل الذي أصابه، وكذلك لا يعود هناك أيضاً ضرورة لإجراء ورشة داخلية كبيرة، في وقت قد يكون محكوم عليه سلفاً بالحلّ المزعوم له كما يقول؟ كما تجدر الإشارة إلى أن هكذا قراءة وصولاً إلى استنتاجات خاطئة لا تمت إلى توجهات التيار الحقيقية ولا إلى الواقع بصلة، يسمح للكثيرين من المتربصين به الاصطياد بالماء العكر في محاولة منهم للنيل من دوره الوطني المعروف.
- إن اجتماع المكتب السياسي الأخير الذي ترأسه الرئيس الحريري هدف إلى تأكيده الحاسم على الثوابت الوطنية، وفي مقدمها ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، وأن الحوار الجاد والصادق من قبل التيار هو خيار نهائي لا عودة عنه بين جميع القوى والأحزاب. وهو المسار الوحيد لحل جميع الخلافات. وان الخروج من الأزمة الخطيرة الراهنة يكون من خلال التفهم الكامل لمطالب المنتفضين في الساحات وتلمس هواجسهم من خلال احترام المسار الدستوري المعروف، وتأكيد الرئيس الحريري انه في مقدمة الساعين إلى محاربة الفساد والفاسدين داخل التيار وخارجه، ورفع الغطاء عنهم، مهما علا شأنهم. وبالتالي فإن هذا الاجتماع أعاد التأكيد على أهمية وضرورة النهوض بالتيار، وتجديد بنيته، شأنه شأن جميع الأحزاب التي تعيد تقويم وضعها بواقعية استناداً إلى اللحظة التاريخية الراهنة، ما يسمح بمواكبتها للتطورات والتحولات المجتمعية والظروف الموضوعية المستجدة على الساحة اللبنانية.
- إن تيار المستقبل الذي أرسى قواعده ومنطلقاته الوطنية والعربية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأطلق كيانه كإطار وطني جامع الرئيس سعد الحريري، هو تنظيم سياسي اجتماعي جماهيري، يتجاوز الأيديولوجيات على أنواعها سواء كانت دينية أم غير دينية، كما يحتضن في إطاره كافة المكونات والشرائح الاجتماعية والطائفية والمناطقية المتنوعة في لبنان. وهو ملك لهذه الجماهير مجتمعة وليس حالة سياسية تنظيمية ظرفية. وبالتالي فإن المكتب السياسي المنتخب بأكثرية أعضائه من الهيئة العامة للتيار الممثلة لجميع المناطق اللبنانية وفق نظامه الداخلي، هو أعلى هيئة سياسية تنظيمية فيه، ويعود إليه رسم سياساته وبرامجه وتحالفاته واتخاذ أي قرار يتعلق بتوجهات التيار السياسية وخياراته التنظيمية راهناً ومستقبلاً، والتي تكون صادرة عنه حصراً، وليس وفق مصادر معلومات مجهولة الهوية لا يعتد بصدقيتها".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها