newsأسرار المدن

خطاب عون مظلة لغارة حزب الله على ساحات بيروت

وليد حسينالخميس 2019/10/24
_MHD0139.jpg
يستخدمون طريقة النظام الأسدي في الرد على الثورة السورية (مصطفى جمال الدين)
حجم الخط
مشاركة عبر
لليوم الثامن على التوالي تستمر التظاهرات ساحات لبنان. ورغم تساقط الأمطار، ومحاولة شبيحة حزب الله الاعتداء على المتظاهرين، توافد ألوف المواطنين إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت.

وما كاد رئيس الجمهورية ميشال عون ينهي كلمته التلفزيونية الممنتجة، والفارغة من أي معنى، سوى من تبرئة نفسه من كل شيء في لبنان،  حتى نزل أكثر من مئتي عنصر من حزب الله وعمدوا إلى افتعال مشاكل مع المتظاهرين قرب جامع محمد الأمين: تجمهروا معلنين أنهم مجموعة على حدة، لها مطالب إسوة بباقي المجموعات (وهذه صفة لا تنطبق على لبنانيي الساحات، بل عليهم هم بوصفهم جماعة منظمة مرصوصة وعنيفة وتهتف باسم زعيمها المقدس). وقد  اصطحبوا معهم حافلة ومكبر صوت وشعارات مطلبية خاصة، مثل تثبيت الناجحين في مجلس الخدمة المدنية، شاهرين أعلام حزب الله قبل أن يخفوها.

غبرة على صبّاط السيد
وبعد افتعال مشاكل مع المتظاهرين بحجة المساس بسيدهم المقدس وحده دون سواه في لبنان، عمدوا إلى تحطيم بعض الخيم التي نصبها المتظاهرون. ثم انطلقوا إلى ساحة رياض الصلح وأعتدوا على المعتصمين فيها هاتفين على طريقة فرق الشبيبة النازية في ألمانيا عشية الحرب العالمية الثانية. لكن رد معتصمي الساحة عليهم كان في استيعابهم وعدم السماح لهم بتحقيق مآربهم في السيطرة على ساحة رياض الصلح، لفرض أمر واقع في فصل الساحتين وتكريس ساحة رياض الصلح لهم.

وها هو أحدهم يقول الآن للمذيعة التلفزيونية: نحن لانطلب شيئاً من السيد، بل هو يطلب منا، يقول لنا انزلوا ننزل، طلعوا منطلع، ويا ريتنا غبار على صباطه.

وفي فورة غضب هؤلاء الشبيحة المفتعلة أصيب أحد المعتدين بطلق ناري في رجله من شبيحة السيد، إذ أتى بعضهم بالسلاح الفردي والعصي، لتحقيق مطالبهم في تثبيت الناجحين في مجلس الخدمة المدنية. وعملت قوات مكافحة الشغب على الوقوف بين المتظاهرين وشبيحة السيد الذين تمركزوا بالقرب من الأسلاك الشائكة.

على طريق الأسد
وتوالت المجموعات في دعوة الناس للنزول إلى الساحتين للرد على هذه التصرفات التي بدأت زمر حزب الله تفتعلها لتخويف المتظاهرين. واستمر توافد الناس إلى الساحتين حتى منتصف الليل. وجرى التواصل بين جميع الناشطين والمجموعات لتفويت الفرصة على الشبيحة والاستمرار في رفع شعار كلن يعني كلن.

إلى ذلك تجمع شبيحة أحزاب السلطة في زمر تحمل الأعلام اللبنانية، وراحت تندس بين المتظاهرين، لرفع شعارات مطلبية، ظنا منهم أنهم يستطيعون لفت الأنظار إليهم. وهذه المحاولات البائسة في التشبيح والاعتداء على المتظاهرين، تكشف أن حزب الله يكظم غيظه العسكري، بسبب صدمته بما يحدث في لبنان. وها هو يستخدم طريقة النظام الأسدي في الرد على الثورة السورية التي شارك حزب السيد في مقتلتها.  

خارج الزمن
أما خطاب عون فرأى المتظاهرون أنه خارج الزمن وأكدوا على مطلبهم بإسقاط الحكومة ومحاسبة المسؤولين خلال الفترة السابقة وتشكيل حكومة انتقالية تحاكي مطالب انتفاضة 17 تشرين. وعمدت بعض المجموعات إلى اصدار بيانات ومواقف. لكن لم يتم التوافق على ذلك، على قاعدة أن لا أحد يستطيع النطق باسم جميع اللبنانيين.

وفي اليوم الثامن على التظاهرات خفتت الخطب التي كان يطلقها بعض الطامحين إلى الظهور على المنصات، وجرى توافق بين الجميع على توحيد المنابر في واحد يخصص للأغاني الوطنية والحماسية فحسب. لكن هذا التوافق يقفل الطريق أمام المتسلقين، خصوصاً بعدما بادرت مجموعات عدة على إصدار بيان باسم المتظاهرين، وعادوا وتراجعوا عنه بعد الضغوط التي مورست عليهم من الناشطين.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها