وعن الانسحاب السوري، قال جعجع مخاطباً باسيل: إذا ما كنت تتكلم عن خروج الجيش السوري من لبنان، فيجب على الإنسان أن يأخذ حقه ويعطي الآخرين حقهم. وإن لم يكن الإنسان موضوعياً بحق غيره لا يمكنه أن يكون موضوعياً بحق ذاته. ما أدى إلى خروج الجيش السوري من لبنان هو الموجة الشعبية العارمة التي قامت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي تكونت من كوكبة حركة "14 آذار"، وأدت إلى خروج الجيش السوري من لبنان. فإذا، يا صديقي العزيز، ستُخرج النازحين كما أخرجت الجيش السوري من لبنان فهذا يعني أن "بيتنا بالقلعة".. يعني أنهم سيبقون هنا كنازحين قرابة الـ10 آلاف عام.
بشار أم سوريا؟
وتساءل: "الوزير باسيل ذاهب إلى سوريا، أين هي سوريا الآن؟ كان من الأفضل يا صديقنا العزيز أن تقول: أنا ذاهب إلى بشار الأسد. في الوقت نفسه، أين بشار الأسد من القرار في الشام اليوم؟ الجميع يعلم أن لا قرار له إنما القرار في الشام اليوم هو بيد إيران. ولنلاحظ أنه في كل مرة يتم العمل على مفاوضات ما، فإيران هي من يفاوض بشكل مباشر أو عبر روسيا. وعلى سبيل المثال، مسألة المناطق الآمنة مع تركيا فكل الأقطاب يتفاوضون إلا النظام في سوريا، فهو لا علاقة له بكل ما هو جارٍ اليوم. لذا أسأل أنت ذاهب إلى أين؟ فهل القرار بيد بشار الأسد كي تذهب إليه؟"
واستطرد جعجع: "من غير المقبول أن يكون هناك غش إلى هذه الدرجة. لذا النقطة الأساسية في هذه المسألة هي أن الكون بأسره يعرف أن بشار الأسد لا يريد عودة النازحين السوريين، لأن الأكثرية الساحقة من بينهم تنتمي إلى طائفة معينة. وبالتالي، هو مرتاح لوجودهم خارج الأراضي السورية. فإذا ما أضفنا على سوريا الحالية 10 ملايين سني، لا تعود تناسبه أبداً وإنما العكس. فهو لن يتأخر أبداً لو يستطيع إخراج ما تبقى من سنّة في سوريا، باستثناء من يوالونه. لذا ماذا تطرح علينا أنتَ (الوزير باسيل)؟".
النازحون والعودة
وأوضح أن "النازحين السوريين بذاتهم لن يقبلوا بالعودة، في ظل استمرار وجود بشار الأسد هناك، وإلا لو لم يكن هذا هو الواقع، فلماذا لم يعودوا منذ ثلاث أو أربعة أعوام؟ فأنت (الوزير باسيل) ذاهب للتفاوض مع بشار الأسد من أجل عودة النازحين، في الوقت الذي لا يريد هو عودتهم، ولا يريدون هم العودة في ظل وجوده، ولا حتى الكون بأسره مستعد للتضحية بأي أمر من أجل العودة في ظل استمراره".
رئاسة الجمهورية
وتابع: "من يريد عودة النازحين السوريين إلى سوريا عليه أن يسعى ليجد طريقة لإخراج الأسد من سوريا، إلا أن النقطة الأهم في المسألة هي أنه في حال أراد الوزير باسيل زيارة سوريا فهو حر. وإذا ما أراد الاجتماع ببشار الأسد فهو أيضاً حر في ذلك، إلا أنه يجب أن نطرح الأمور كما هي. فيا معالي الوزير نحن لا نعيش اليوم في العام 1998 أو 1999 أو 2000 أو 2001 أو 2002 أو 2003 أو 2004، عندما كان نظام الأسد يحدد من هو رئيس الجمهورية في لبنان، أو عندما كان "يطلع رئيس وينزل رئيس". نحن اليوم في العام 2019. ومن بعد العام 2005، أصبحت القوى اللبنانية هي من تحدد من هو رئيس لبنان. وأكبر دليل على ذلك العماد عون. فالوزير باسيل لا يمكن أن تتم مقارنته به حجماً وشعبية، ومع ذلك بقي عون على مدى عامين ونصف مرشحاً مدعوماً من قبل إيران والنظام في سوريا و"حزب الله" وفنزويلا وكوريا الشمالية، ولم يستطع الوصول إلى سدة الرئاسة، إلا عندما دعمته القوى اللبنانية، وبطليعتها "القوات اللبنانية". وبالتالي، أتمنى على صديقنا الوزير باسيل ألا يضل الطريق فهي ليست "طلوع" أو في الخارج، وإنما داخل لبنان. ومرشح الرئاسة قبل كل شيء يجب أن يكون لبنانياً ويعمل من أجل بناء الدولة ويكون مستقيماً ويساهم في إنماء الدولة، وليس لكي يصل الوضع إلى ما وصل إليه في الوقت الحاضر. والوزير باسيل رئيس أكبر كتلة وزارية، وهو من يقول ذلك. وكلما تكلمنا معه يرد بأنه رئيس أكبر كتلة وزارية فنرد "تشرفنا" تفضل لإنقاذ الوضع إذاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها