newsأسرار المدن

شغب في صيدا: "خناقات" النائب سعد والعميد شمس الدين

المدن - لبنانالسبت 2019/10/12
صيدا2.jpg
قطع طرق وشغب وحرق إطارات باسم "كرامة" نائب! (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر

كان للإشكال الذي وقع بين أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري"، النائب أسامة سعد، وقوى الأمن الداخلي في صيدا، قبيل بدء حفل افتتاح مبنى الدرك في السوق التجاري.. كان ليمر بهدوء ومن دون تفاعلات ميدانية وسياسية كالتي أعقبته، وكاد بسببها أن يتطور الاحتجاج في الشارع ويخرج عن السيطرة، لو أن هذا الإشكال كان الأول الوحيد بين سعد وقوى الأمن الداخلي.

نائب سياسي وقائد أمني
لكن لم يكن منع النائب سعد – على حد قوله – من الوصول بسيارته إلى مكان الاحتفال، وما رافق ذلك من تلاسن بينه وبين قائد المنطقة العميد غسان شمس الدين، وحده السبب الذي دفع بالأمور إلى هذا المنحى من الشغب في الشارع رداً على ما اعتبره سعد ومناصروه "إهانة لكرامة المدينة ومجلس النواب ممثلاً بنائب منتخب من الشعب". فقد جاء هذا الإشكال بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" في مسار طويل من العلاقة المتوترة أساساً بين النائب سعد والعميد شمس الدين، منذ تسلم الأخير قيادة منطقة الجنوب الإقليمية في الدرك، خلفاً للعميد سمير شحادة. وتزامنت مباشرته لمهامه كقائد للمنطقة مع مباشرة سعد لمهامه كنائب. وكان من الطبيعي بالنسبة له كسياسي معارض وشخصية شعبوية أن يكون على احتكاك مباشر مع الشارع، ومن خلاله مع القوى الأمنية عند أي استحقاق أو تحرك يعتبر أن من واجبه أن يكون حاضراً فيه، تدخلاً أو وساطة في أي قضية يومية أو اجتماعية.

رغم الزيارات البروتوكولية الرسمية التي قام بها شمس الدين لفاعليات صيدا بعد تسلمه لمهامه، بمن فيهم النائب سعد نفسه، إلا أنه كان ولا يزال متهماً من الأخير بأنه محسوب على طرف سياسي آخر في المدينة، وينفذ رغبة هذا الطرف، في إشارة إلى النائبة بهية الحريري وتيار المستقبل .

قبل أشهر خلت، حصل التصادم الأول بين سعد وشمس الدين بشكل غير مباشر بعد اعتراض عناصر قوى الأمن الداخلي للنائب سعد ومنعه من دخول مخفر صيدا الجديدة، للتضامن مع موظفين في مستشفى صيدا الحكومي، تم استعداؤهم للتحقيق حينها. وعلى إثر الإشكال حاول أصدقاء مشتركون لسعد وشمس الدين ترطيب الأجواء بينهما وإجراء مصالحة. لكن هذه المحاولات اصطدمت آنذاك باشتراط سعد اعتذار شمس الدين وقيادة قوى الأمن الداخلي منه! وحصل صدام آخر غير مباشر بين سعد وقوى الأمن الداخلي عندما مُنع مع ناشطين بيئيين من الدخول إلى موقع مشروع سد بسري، ثم تمكن من الدخول بعد اتصالات أجراها ببعض المعنيين حينها. ليأتي الإشكال الأخير (السبت) وهو الأول بشكل مباشر بين سعد وشمس الدين والأكثر حدة.

لكن في كل مرة، كان كلا الطرفين يعتبر أنه محق. فسعد يعتبر أنه نائب يمثل الشعب والأمة ويتحصن بثقة الناس، ومن حقه الوصول والدخول إلى أي مكان واختراق أي حواجز أمنية، وإن ما يحصل معه هو نتيجة إملاءات سياسية فقط لأنه معارض للسلطة! والعميد شمس الدين يعتبر أنه يطبق القانون ويقوم بما يمليه عليه واجبه المهني.

الطريق المقفل
فما الذي حدث مع النائب أسامة سعد يوم السبت؟

بعيد العاشرة صباحاً، وقبل نحو ربع ساعة من موعد الاحتفال المقرر، برعاية الوزيرة ريّا الحسن، لافتتاح مبنى قوى الأمن الداخلي الكائن في محلة السنترال القديم، وسط سوق صيدا التجاري، وبينما كان عدد من الفاعليات والشخصيات يتوافدون إلى المكان من جهة ساحة النجمة (الجهة الشرقية) باتجاه شارع الأوقاف، وهو المدخل الذي حصرت به قوى الأمن الداخلي دخول المدعوين الرسميين، وصل النائب سعد من قلب السوق التجاري من جهة شارع فخر الدين. وهي الجهة الجنوبية لمكان الاحتفال مستقلاً سيارته. لكن الطريق في تلك النقطة كانت مقفلة من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي، فترجل مرافق سعد ليطلب من العناصر الأمنية فتح الطريق، فرفضوا ذلك. ما استدعى ترجل النائب سعد من السيارة طالبا بنفسه فتح الطريق، لحظة وصول قائد منطقة الجنوب الإقليمية العميد غسان شمس الدين إلى المكان، حيث حاول تهدئة النائب سعد، الذي وجّه إلى الأخير كلاماً قاسياً. وأفيد أن مرافق سعد قام على إثر ذلك بالضرب بقوة على سيارة قوى الأمن وتحطيم زجاجها. وما لبثت الأمور أن تطورت بعد تجمع عدد كبير من مناصري سعد في المكان، محتجين على ما اعتبروه إساءة لـ"نائب المدينة المنتخب من الشعب". وكادت الأمور تتطور إلى تصادم بينهم وبين عناصر قوى الأمن الداخلي. الأمر الذي استدعى تدخل عدد من الفاعليات والأحزاب، ولا سيما الدكتور عبد الرحمن البزري ومسؤول حزب الله زيد ضاهر.

تصريح فشغب فتهدئة
وقال سعد في  تصريح له إثر الواقعة، أنه تم منعه من الوصول إلى مكان الاحتفال، وإنهم – أي القوى الأمنية – "تصرفوا بطريقة خاطئة، ومنعوا سيارتي من الدخول إلى المكان، كما دخلت كل السيارات.. هؤلاء جماعة زعران وطراطير ويخضعون  لقرار سياسي ويسيئون لمجلس النواب. ولا أنتظر من مجلس النواب موقفاً إزاء هذا التصرف لثالث مرة مع نائب، لأنه معارض يتصرفون معه كذلك. ليسوا هم من يمنع نائباً يمثل الشعب من أن يذهب أينما يريد ونحن بإرادة شعبنا سنذهب حيثما نريد"..

بعد كلام سعد اشتعل الشارع مجدداً. لكن هذه المرة ليس فقط بتجمعات واعتصامات، وإنما بقطع الطرق وإحراق الإطارات وانتشار مناصري سعد في أنحاء مختلفة من المدينة. وتركزت التجمعات على شرايينها الرئيسية ولا سيما الطريق البحرية والبولفار الشرقي، بالإضافة إلى وسط المدينة ومدخلها الجنوبي. واستمرت هذه التحركات لأكثر من ساعتين قبل أن يطل النائب سعد مجدداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مناشداً مناصريه فتح الطرقات والخروج من الشارع، مؤكداً أن مشروع المعارضة مستمر. لكنها معارضة جدية حقيقية وليس فوضى ولا عشوائية.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث