الثلاثاء 2019/01/15

آخر تحديث: 00:21 (بيروت)

لقاء بكركي: لا بديل عن الطائف

الثلاثاء 2019/01/15
لقاء بكركي: لا بديل عن الطائف
يهدف اللقاء لاستعادة التوازن في مبدأ المناصفة والشراكة الوطنية (الأرشيف، علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

في إطار استكمال جهوده الرّامية الى ترتيب البيت المسيحي الماروني، وبالتالي صوغ موقف ماروني واضح يؤكد على إنجاز الاستحقاق الحكومي، كخطوة أوّلية أساسية، دعا البطريرك بشارة بطرس الراعي المرجعيّات السّياسيّة، والقوى والأحزاب المارونيّة، إلى اجتماع تشاوري يوم الأربعاء 15 كانون الثاني، في تمام السّاعة العاشرة صباحاً، على أن تكون المشاورات مُغلقة، في صالون الصرح البطريركي، أو في قاعة الاجتماعات ببكركي.

مصارحة حزب الله
تُشيد مصادر مطّلعة على المبادرة البطريركية في حديث لـ "المدن"، بالدور الذي يضطّلع به الراعي في الوقت الراهن، وهو الدور الذي لطالما كانت بكركي تلعبه في ظلّ الأزمات الوطنية المفصلية التي هدّدت لبنان.

ووفق قول المصدر: "الراعي يبادر إلى الإمساك بزمام الأمور من جديد. يتصرّف بصفته أب الطائفة، الحريص على حاجات أبنائه ومشاكلهم وحقوقهم، رافضاً البقاء في موقع المتفرّج على انهيار البلد من دون التدخّل لوضع حدٍّ له". ويبدو أن البطريرك، من أجل هذا اللقاء، كان على تواصل وتنسيق مستمرّ مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي سبق أن علّل أسباب تعطيل الحكومة مُعلناً أنّ ما يحصل هو "معركة سياسيّة تحكمها تغييرات جديدة في تقاليد وأعراف تأليف الحكومة".

أيقن الراعي، حسب المصادر، أنّ المعركة الحقيقيّة هي معركة استعادة التوازن لمبدأ المناصفة والشراكة الوطنية، ويعمد الحلفاء والأخصام، بشتّى الوسائل، على تحجيم مبدأ "الرئيس القوي"، من خلال التصدّي لمحاولات الموارنة استعادة دورهم الاستراتيجي الفعليّ في السّلطة. وهنا تكشف المصادر أنّ الراعي لم يتردّد، خلال استقباله وفد حزب الله الذي زاره في بكركي للمعايدة، في تسمية الأشياء بأسمائها محمّلاً الحزب مسؤولية عرقلة الحكومة، لاعتبارات خارجية على حساب المصلحة اللبنانية.

أزمة النظام
وانطلاقاً من حرصه على النموذج اللّبناني، لما يجسّده من قيم، تترجمها إرادة العيش المشترك بين اللبنانيين، يسعى سيّد بكركي إلى الدّفع باتجاه تأليف الحكومة بشتّى الوسائل، وهو عازم على توحيد الصف المسيحي في هذا الإطار، وصولاً إلى وحدة الموقف السياسي.

ستقتصر المشاركة في اجتماع بكركي على القيادات المارونيّة الأربعة (سليمان فرنجية، سمير جعجع، أمين الجميل وجبران باسيل)، بالإضافة إلى رئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوّض وسائر النواب الموارنة الحاليين. وفي وقت سيتمحور اللقاء، وفق بيان المطارنة، على "دور الموارنة في مواجهة الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وما بلغت إليه من تردٍّ على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وما تقتضيه من مبادرات ومقاصد تنسجم وواجبهم في الحفاظ على الدولة اللبنانية التي كانوا في أساس قيامها وقدموا المئات من الشهداء في سبيل بقائها"، تؤكد المصادر أنّ ذلك لن يطغى على الطابع الوطنيّ للقاء. إذ تبقى الحكومة مطلب جميع اللبنانيين من دون استثناء.

إلى ذلك، تلفت المصادر إلى أنّ البطريرك لن يكتفي خلال اللقاء، بطرح عقدة تشكيل الحكومة فقط، بل ينوي التطرّق إلى ما بات يُعرف بأزمة النظام اللبناني، وإلى ضرورة التمسّك باتفاق الطائف، تفادياً لانزلاق البلد نحو المجهول.هذا إلى جانب البحث في مضمون الزيارة البطريركية إلى واشنطن، والمرتقبة في الحادي والعشرين من الجاري، والتي تؤكد الأوساط أن البطريرك سيعقد خلالها اجتماعات سياسية مع مسؤولين أميركيين، على رأسهم الرئيس دونالد ترامب، ويتحدّث خلالها عن الوضع في لبنان والأسباب الكامنة وراء عرقلة ولادة الحكومة، كما سيبادر البطريرك في المقابل، إلى اقتراح أفكار وحلول قد يراها مناسبة لإنقاذ لبنان من أتون الصراعات الدائرة في المنطقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها