الأحد 2019/01/13

آخر تحديث: 00:26 (بيروت)

حزب الله يدرّب الجيش الفنزويلي ونشاطات أخرى

الأحد 2019/01/13
حزب الله يدرّب الجيش الفنزويلي ونشاطات أخرى
قدمت إيران وحزب الله "النصائح الاستراتيجية" للنظام الفنزويلي، "لحفظ الأمن"في البلاد (Getty)
increase حجم الخط decrease

على الرغم من التحذيرات والإجراءات المشددة، يواصل حزب الله نشاطه في أميركا اللاتينية، إذ تشير المعلومات الجديدة إلى دور استثنائي يقوم به الحزب، بالتعاون مع إيران، في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة.

في كاراكاس
في الوقت الذي أصبحت فيه إيران وفنزويلا أكثر عزلةً ومعاقبةً من قبل الولايات المتحدة، تشير شبكة "فوكس نيوز" الأميركية إن الحكومتين الإيرانية والفنزويلية تعززان روابطهما، بمساعدة حزب الله، الذي زاد من عديد عناصره في كاراكاس. لكن الأهم من ذلك، حسب الشبكة الأميركية، هو قيام إيران وحزب الله بتقديم "النصائح الاستراتيجية" للنظام الفنزويلي، "لحفظ الأمن"في البلاد.

يقول جوليو بورخيس، زعيم المعارضة الفنزويلية، الذي يعيش في المنفى، في العاصمة الكولومبية بوغوتا، منذ عشرة أشهر، لفوكس نيوز، أن حزب الله يتمتع بنوع من الإفلات من العقاب في فنزويلا أيضاً. فعناصره يحصلون على وثائق وجوازات فنزويلية، ويمكنهم العيش والعمل بحرية على الجانب الشرقي من البلاد.

وبالإضافة إلى الدور الأمني المتضخم، يستمر الغموض الذي يكتنف سر الرحلات الجوية الإيرانية، التي تحمل أيضاً عناصر من الحزب إلى فنزويلا. وحسب الشبكة، كانت هناك رحلة مباشرة يومية من كاراكاس إلى طهران، ولا أحد يعرف حقيقة ما كان على تلك الطائرات.

برنامج فيلق القدس
وفي معرض استعراضها للدور الإيراني الجديد في فنزويلا، تشير الشبكة إلى توسيع فيلق القدس الإيراني برنامجه التدريبي لأميركا اللاتينية، على أنماط الحرب غير النظامية. وغالباً ما يستخدم عناصر من حزب الله لتدريب كل من الجيش الفنزويلي ومتمردي قوات كولومبيا المسلحة الثورية، وهو تنظيم ثوري يساري مسلح، يحارب حزب المحافظين الحاكم في كولومبيا. 

يعتقد بعض مسؤولي الاستخبارات الآن، حسب الشبكة، أن المجندين في فنزويلا، يتلقون أولاً تدريباً يمكن أن يستمر شهوراً، ويتم إرسالهم إلى معسكرات تدريب "ثانوية"، غير معروفة، في جميع أنحاء البلاد، لتلقي التدريب الخاص بالقتال في المناطق الحضرية. ثم يتم شحنهم إلى مرافق أساسية  للحصول على تدريب بمستوى أعلى. كما تضيف الشبكة، أنه قد تم إرسال عشرات المجندين إلى إيران، بالتناوب، في مجموعات، كل شهرين أو ثلاثة أشهر.

في البرازيل
من ناحية ثانية، نشر موقع "إنفوبا" الأرجنتيني الشهير، تقريراً يحذر من وجود "حزب الله" في منطقة الحدود الثلاثية المضطربة في أميركا الجنوبية (البرازيل، الباراغواي، الأرجنتين)، وبأن المجموعة اللبنانية تستخدم عشرات الملايين من الدولارات في تجارة المخدرات وتبييض الأموال، لتمويل أنشطتها الجهادية.

يشير التقرير الجديد إلى أن هناك قلقاً كبيراً من عناصر الحزب المتواجدين في البرازيل، والذين يقومون بإنشاء مؤسسات قوية للغاية عبر الحدود، وداخل باراغواي والأرجنتين. وبالنسبة لخوان فيليكس مارتو، الرئيس السابق لمكتب مكافحة غسل الأموال في الأرجنتين، فلقد ثبت أن هناك تحالفات بين العائلات اللبنانية، التي تمتلك جزءاً كبيراً من التجارة غير المشروعة. ومن الواضح أنها بدأت في مشاركة الحزب برعاية وحماية الأموال التي تأتي من تجارة المخدرات.

كما يضيف التقرير أن النيابة العامة البرازيلية تبحث حالياً عن دليل ملموس على العلاقات التي تربط الحزب بأكبر عصابتين في البرازيل: "القيادة الحمراء"، و"القيادة الأولى في العاصمة". فبعد عام طويل ودموي من الخصومة، اتفقت العصابتان هذا الشهر على الاتحاد، لمحاربة سياسات الرئيس البرازيلي الجديد، جايير ميسياس بولسونارو، الذي تعهد بالقضاء على العصابات في البرازيل.

تحولات كبيرة
شهدنا في السنوات الأخيرة، تحولات جذرية في سياسة دول أميركية لاتينية تجاه حزب الله، وصلت للتعاون مع المخابرات الأميركية والموساد، وحتى ملاحقة أي عائلة لبنانية، لمجرد الشبهة بدعمها للحزب، كما يحصل في الباراغواي حالياً.

تعود العلاقات التي تربط بين فنزويلا وإيران والحزب إلى أكثر من عقد من الزمان. ومع تسلم نيكولاس مادورو لمقاليد الحكم في فنزويلا، تدهورت الأمور في البلاد بشكل دراماتيكي، بسبب المشاكل الإقتصادية المزمنة والكارثية، وصعود قوة المعارضة المدعومة أميركياً. بالتالي، تحاول الولايات المتحدة حالياً، تسديد ضربة قاصمة للنفوذ الإيراني في فنزويلا، التي تُعتبر الحاضن الأكبر للحزب في أميركا اللاتينية، بينما تحاول إيران إعطاء جُرعاتٍ من الأوكسيجين لنظام مادورو المترنح، والذي تُطرح علامات استفهام حول إمكانية صموده في السنوات المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها