الأحد 2018/09/09

آخر تحديث: 04:32 (بيروت)

كهرباء زحلة: ماذا يدور في الكواليس؟

الأحد 2018/09/09
كهرباء زحلة: ماذا يدور في الكواليس؟
تراجع الجدل حول انتهاء امتياز شركة كهرباء زحلة (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

تراجع الضجيج الذي أثاره أخيراً الجدل الدائر حول انتهاء امتياز شركة كهرباء زحلة، ونجحت المساعي في سحب التداول به من "المزايدات السياسية"، سعياً إلى ايجاد المخارج المناسبة له ضمن المؤسسات الرسمية، في وقت يبدو الزحليون بغنى عن كل حل يأتي من خلال هذه المؤسسات، ومطلبهم الوحيد، إما التمديد للواقع القائم، أو ايجاد بديل مشابه له، حتى لو كانت السبل "القانونية" معدومة، كما يؤكد المعنيون.

عليه، تنام زحلة على خبر "مكهرب" من هنا، لتصحو على أخبار من هناك، كلها تأتي من ضمن "حملة إعلامية" تنتظم فصولها أحياناً، لتظهر الدولة في موقع "عاجز"، وصولاً إلى اتهامها بالتواطؤ في معاقبة المدينة على تمسكها بـ"امتيازها". فيما تمتنع شركة كهرباء زحلة عن مشاركة المكلفين بما يدور حول الملف من اتصالات، باستثناء ما تنشره بين حين وآخر خدمة لاستمراريتها، ليبقى ما دار في اللقاء الذي جمع المدير العام للشركة أسعد نكد مع وزير الطاقة سيزار أبي خليل طي الكتمان، بحيث لم تتسرب منه إلا صورة تؤكد انعقاده.

"غياب الشفافية" هذا في التعاطي مع المواطنين القلقين، سواء أكان من قبل مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة، أم من قبل المعنيين في شركة كهرباء زحلة، يأتي ليزيد منسوب القلق الموجود في زحلة والقرى التي تقع من ضمن امتياز شركة زحلة، وخوفهم من أن تعود الساعة إلى زمن المولدات الخاصة وتحكّم فواتيرها برقاب الناس.

هذا الغموض لم يزله اللقاء الذي جمع فيه المطران عصام درويش، راعي ابرشية زحلة الكاثوليكية، نواب زحلة مع نكد، في حضور رئيس البلدية أسعد زغيب والمتروبوليت نيفن صيقلي المقرب من نكد. بل خرج البيان الختامي الصادر عن اللقاء ليطلب مزيداً من الصمت، ووقف الجدل حول ما يدور بين زحلة ومركز القرار بشأن ملف الكهرباء، وبالتالي تخفيف منسوب التوتر العالي الذي ساد بشأنه، بين النائب ميشال ضاهر ونكد من جهة وبين النواب المختلفين في وجهات النظر من جهة أخرى.

يكشف رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب، لـ"المدن"، بعض ما دار في هذا اللقاء، والذي خلص إلى توافق على عدم استعداد أي من المعنيين التسليم بقرارات لا تحافظ لزحلة على ما تتمتع به من تغذية 24 ساعة متواصلة، مع الخدمة الجيدة التي تقدمها شركة كهرباء زحلة، سواء أكان باصلاح الاعطال أو وصل الشبكات. ويشير زغيب إلى الشك الذي يلف أداء الدولة في هذا الملف، لافتاً إلى حادثة شخصية بينه وبين النائب جورج عقيص، الذي يقول زغيب إنه اشترى بيتاً في مشروع سكني لديه في بيروت منذ سنة 2012، ولا يزال حتى الآن ينتظر تركيب عدّاد لتأمين الإنارة في هذا المنزل. عليه، يقول زغيب "خبرتنا مع مؤسسة كهرباء لبنان لا تبيض الوجه، ولا نريد تسليم كهربتنا لها. لكن، في المقابل، فإن ذلك لا يعني أن زحلة راضية كلياً على فاتورة شركة كهرباء زحلة".

ليست المشكلة بالنسبة إلى فاتورة شركة كهرباء زحلة في حجمها، الذي تقلص كثيراً منذ زمن مولدات الاحياء، إنما مع غياب الشفافية الذي لا يسمح بقراءة هذه الفاتورة بشكل دقيق، حتى يتسنى للمواطنين احتساب كلفة استخدامهم الطاقة سواء أكان في ساعات التقنين أم في ساعات التغذية. عليه، يبدو تركيب العدادين شرطاً أساسياً تضعه بلدية زحلة، والهيئات المحلية وبعض نواب المنطقة فيها، كي تحارب إلى جانب أسعد نكد ليحافظ على امتياز شركته أو حقها في انتاج الطاقة وتوفيرها. ويؤكد زغيب أن المجتمعين في المطرانية تلقوا وعداً من نكد بتركيب عدادين ابتداءً من مطلع العام المقبل إذا حافظ على امتياز شركته.

بالنسبة إلى زغيب لا بديل من شركة كهرباء زحلة، طالما أن الدولة لم تقدم خطة بنفس المواصفات حتى الآن. ويوضح زغيب أنه طلب من النواب أن يعملوا على اصدار قوانين تسمح لزحلة بأن تحافظ على واقعها، إلى أن يولد البديل، خصوصاً أن أياً من النواب الذين جمعهم المطران درويش وغاب من بينهم نائب التيار الوطني الحر سليم عون والنائب ادي دمرجيان، لا يملك تصوراً حول خطة وزارة الطاقة لزحلة بعد انتهاء امتيازها، فيما هامش الوقت يضيق يومياً ومعه تضيق الخيارات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها