الخميس 2018/09/20

آخر تحديث: 00:43 (بيروت)

نصرالله: حزب الله باق في سوريا حتى إشعار آخر

الخميس 2018/09/20
نصرالله: حزب الله باق في سوريا حتى إشعار آخر
نصرالله: هذه السنة نرتاح من داعش (الوكالة الوطنية للإعلام)
increase حجم الخط decrease
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن حزب الله باق في سوريا حتى إشعار آخر، وأن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد تُحتمل.

وتطرق، في إطلالة باليوم التاسع من عاشوراء، إلى "دعم أميركا لإسرائيل عسكرياً ومالياً وتأييداً في مجلس الامن بالفيتو"، سائلاً "حلفاء اميركا في المنطقة": "هل دعم أميركا لإسرائيل هو لمصلحة الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب دول الخليج والمنطقة؟ هل أميركا صديق للشعب الفلسطيني وهي التي تحول دون قيام دولة له؟ هل مصلحة الشعبين الفلسطيني واللبناني أن تلغي اميركا حق العودة والاونروا وأن ندفع بالشعب الفلسطيني الى التوطين في لبنان؟".

أضاف: "إن أخطر مرحلة عاشتها منطقتنا في السنوات الماضية كانت مع داعش الذي جاءت به اميركا وحلفاؤها. ألم تأت اميركا بهذه الجماعات التكفيرية الى المنطقة لتدميرها؟ فالولايات المتحدة جاءت بداعش وبدعم من حلفائها، وذلك من أجل إيجاد الحجة لعودة قواتها الى العراق الذي خرجت منه". وتحدّث عن "التهديد بلجوء السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية"، قائلاً: "كلنا سمعنا بتهديد بولتون لمن يريد اللجوء إليها". وأكد "عدم ثقته بمثل هذه المؤسسات".

ولفت إلى أن "أميركا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، لكن جامعة الدول العربية تدين إيران بدل إدانة اميركا"، مستنكراً "تدخل أميركا في العراق لفرض حكومات كما تريد". وأشاد بـ"إحباط العراقيين تهديدات اميركا وتدخلها في شؤونهم"، وقال: "إن أميركا لا تقوم سوى بملاحقة أي مقاوم لفرض العقوبات عليه، ولا ترى سوى اسرائيل معيارا لسياستها من الصداقة أو الغضب".

وتطرق إلى "دعوات البعض الى عدم التدخل في قضايا المنطقة تحت شعار النأي بالنفس"، مشيراً إلى أن "هذه المسألة هي نقطة خلاف جوهرية". وسأل: "هل إن لبنان مفصول عن احداث المنطقة؟ إن ما يجري في المنطقة هو شأن مصيري لكل اللبنانيين، وهو أكثر أمر مرتبط بحاضرهم ومستقبلهم".

وأسف لـ"أن بعض البديهيات في السياسة اللبنانية تحتاج إلى استدلال"، سائلا: "هل الطريقة التي تعالج بها الادارة الاميركية القضية الفلسطينية لا تخص لبنان؟ إن صفقة القرن التي تريد تكريس إسرائيل في المنطقة، فهل هي لمصلحة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه واتجاهاته؟ ولو أن داعش سيطر على سوريا فما كان مصير لبنان؟".

تابع: "إن القوى السياسية اللبنانية بغالبيتها تدخلت بما تستطيع في سوريا، ونحن نطالبها بألا تنأى بنفسها لأن مصير لبنان يصنع في ساحات المنطقة".

وأعلن أن "خطر داعش العسكري قارب الانتهاء في سوريا والعراق"، محيداً "لبنان في هذا المجال، وذلك بفضل الوعي الامني"، واصفا ذلك بـ"التراجع الكبير لداعش في لبنان". ورأى أن "أميركا تعمل على نقل داعش بالطوافات إلى افغانستان ومصر والجزائر وليبيا واليمن". وشدد على "أهمية التطبيق الدقيق لاتفاق إدلب لأنه سيأخذ سوريا إلى مرحلة جديدة"، لافتا إلى أن "أمر حزب الله مرتبط بموقف القيادة السورية".

وبالنسبة إلى منطقة شرق الفرات، فهذا أمر مرهون بالموقف الاميركي، واصفا اياه بـ"التردد والضياع".

وجدد الدعوة إلى الاخوة الأكراد بـ"عدم المراهنة على الاميركي". وقال: "إن مصلحتكم هي بالتفاوض مع القيادة السورية".

أضاف: "بناء على تسوية إدلب، يمكننا أن نفترض عدم وجود جبهات عسكرية كبيرة، فالعدو مرتبط بتراجع الجبهات. وعليه، فأمل البقاء هو أننا باقون في سوريا".

واتهم "إسرائيل بالكذب، عندما تدعي أنها قصفت مواقع لحزب الله في سوريا". وقال: "إن إسرائيل تعلم أن توازن الردع يمنعها من استباحة أرضنا". وقال إن محور الممانعة كله معني بالرد على إسرائيل ووضع حد للاستباحة. وطالب "الدولة اللبنانية بتقديم شكوى الى مجلس الامن ضد استباحة اسرائيل للاجواء اللبنانية".

وعن النازحين، أشار إلى أن "هناك جهات دولية تشجعهم على عدم العودة الى سوريا، ومنها جهات محلية"، داعياً إلى "بذل الجهد المضاعف لتأمين عودتهم إلى سوريا". وسأل: "هل عدم تشجيع النازحين للعودة هو مصلحة وطنية لبنانية"، نافياً "أن تكون هناك مصلحة للبنان في ذلك".

وأعلن "مواصلة العمل على تأمين العودة الطوعية للنازحين إلى سوريا"، مستغربا "موقف الذين اتهموا حزب الله وإيران بالعمل على تغيير ديموغرافي في سوريا، في حين أن قوى سياسية تحول دون عودة النازحين إليها". وقال: "إن حلاً قريبا سيحصل بشأن بلدة القصير السورية المحاذية للحدود اللبنانية".

وعن لبنان، قال: "رغم حديث الجميع عن خطورة الوضع الاقتصادي والنفايات وتلوث الليطاني وضرورة تشكيل الحكومة، لكن التعطيل هو الذي يحكم الموقف. وبحسب معطياتي، هناك غباش، فلا شيء سيظهر لا في القريب ولا في البعيد بشأن تشكيل الحكومة. ونطالب بالحفاظ على جو الحوار، ومهما كانت الظروف، فالحكومة ستتشكل، ولا أحد يمكنه الغاء أحد، وندعو إلى الاستفادة من الوقت".

ووصف الوضع المحلي بـ"المتشنج سياسياً واجتماعياً"، مجدداً الدعوة إلى "الهدوء ومعالجة اي مسألة بالحوار والحكمة". وأكد "التزام حزب الله بكل ما أعلنه في برنامج كتلته الانتخابي"، مؤيداً "جلسات التشريع التي ستحصل في مجلس النواب".

وكشف عن "المنهجية التي سيتبعها حزب الله في مواجهة الفساد"، لافتاً إلى أنها "تقوم على مرحلتين: منع حصول فساد جديد، ومكافحة الفساد".

وتطرق إلى مسألة المناقصات، وقال: "إنها تسهم في الحد من الهدر بشكل كبير".

ورأى أن "حزب الله جزء من انتصارات المحور الذي ينتمي إليه، وهذا يعني أن اميركا وغيرها سيسلمان بهذه الانتصارات، وسيذهبان إلى خيارات جديدة من اجل ضرب عناصر القوة في محورنا لمنعه من صنع انتصارات جديدة".

وتحدث عن "الضغوط التي تمارس على حزب الله، ومنها التهديد بالحرب والتهديد الأمني الدائم"، ملمحاً إلى "تصاعد هذا التهديد". وقال: "هناك التهديد بالعقوبات المالية والضغط على البنوك والتجار".

وأسف "لأن بعض اللبنانيين يشجعون الضغط على كل البلد للوصول إلى الضغط على حزب الله". وقال: "عيب عليكم لأن هذا الأمر سيلحق الأذى بلبنان وشعبه، وليس بحزب الله. كما يسعون إلى إسقاط حزب الله في عيون أهله ومحيطه باتهامه بالمخدرات وتبييض الأموال وغيرها. ليس كل ما يكتب ويقال، وخصوصاً في وسائط التواصل الاجتماعي، صحيحاً، إنه جزء من خطة حرب لأنهم فشلوا في تطويع إرادتنا، وهم يلجأون الى تسقيطنا من داخلنا وإلهائنا بتفاصيل صغيرة وإغراقنا بمسؤوليات ليست من مسؤولياتنا".

ودعا "جمهور حزب الله من أجل أن تكون ثقته بنفسه وحزبه وقادته كبيرة، لأن حزب الله مصمم على معالجة الأخطاء ومنع الخطأ وسوء التصرف، لكننا لسنا معنيين بالتشهير بأحد من إخواننا لأننا في حزب الله حرصاء على المحاسبة والعقاب، ولكن في إطار الحفاظ على كرامات عائلات هؤلاء المخطئين".

كما دعا "المسؤولين في حزب الله من أخوة وأخوات الى الانتباه الى كل كلمة وجملة مصورة لأن هناك أجواء في البلد، لا بل في كل المنطقة تريد خلق بلبلة وفتنة". وقال: "نحن المقاومة الإسلامية في لبنان من صناع الانتصارات في المنطقة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها